حوارٌ افتراضي مع الخليفة الرابع بصدد بيعة الغدير
فضل الشريفي
مولاي ومولى المسلمين.. في الأرض يحتفلون ببيعة الغدير وتطغى معالم الاحتفال على وجه المدن والشوارع، فهل هذا يسرك؟
الخليفة الرابع بسكينة وهدوء وبصوت رخيم طغى على كل شيء في المكان: الاحتفال يصدقه الإقرار الحقيقي في الذات والعمل بالجوارح؟
وكيف ذاك سيدي؟
الخليفة الرابع: قدّموا الكفء ومن هو أهل للأمر وعاونوه، ولا تقصوه وتظلموه!
الخليفة الرابع بعد برهة صمت وبلغة هادئة يتخللها الحزن: لن تفعلوها.
بتعجّب ورهبة واضطراب: لماذا يا سيدي؟
الخليفة الرابع: أرى ما لا ترون .. أرى العجب العجاب وأخشى عليكم مما أرى فيكم.
بتلعثُم ورهبة شديدة: ماذا ترى سيدي؟
الخليفة الرابع: أرى فيكم من نازعني حقي بالخلافة وأرى مَن أيّده ومَن سكتَ ومَن تملّق ومن هتَك.
سكتَ الإمام لحظات ثم انطلقت كلماته في الأثير: أرى وأرى وأرى ثم أدار ظهرهُ ومضى مبتعداً عن ناظري في برهة خاطفة.
ملكتني الصدمة وبقيت الكلمات ترنُّ في أذني مراراً وتكراراً، وفضيحة تجلي حقائقنا أمام الإمام تهز كياني ليغرقني ذلك بفيض منهمر من الحياء والاضطراب فرحتُ أتعرّق بغزارة والخيبة تكرر الطرق على رأسي وكل جوانحي وجوارحي التي اصابها التشويش.
أردت ان استنجد بالإمام ولكن لساني بل كل شيء فيّ لم يكن يقوى على النداء.
بيعة الغدير: هي مبايعة المسلمين للإمام علي خليفة المسلمين في 18 ذي الحجة عام 10 للهجرة، وذلك بأمر سماوي وبتبليغ من النبي الاكرم محمد صلى الله عليه واله، ومن المفترض ان يكون الامام هو الخليفة الأول إلا انه أصبح الخليفة الرابع بعد ان انتُزعت منه الخلافة.