الأوائل في الإمام الحسين (ع) الحلقة 1

أول مولود في الإسلام حمله ستة أشهر: الحسين (عليه السلام) 
إن الحسين (عليه السلام) أول مولود في الإسلام كان حمله في بطن أمه الزهراء عليها السلام ستة أشهر. وبذلك نطقت روايات كثيرة نحو ما رواه هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام: حمل الحسين بن علي ستة أشهر وأرضع سنتين، وهو قول الله عز وجل ( ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً). 
وفي رواية أخرى: حمل النساء تسعة أشهر ولم يولد مولود لستة أشهر عاش غير عيسى والحسين (عليهما السلام)  
أول من سمي عن العرب بـ " الحسين"
جاء في كامل الزيارات عن عبد الخالق بن عبد ربه عن أبي عبد الله  (الصادق) عليه السلام في قوله تعالى (لم نجعل له من قبل سميّا) ـ : الحسين بن علي عليه السلام، لم يكن له من قبل سميّا، ويحيى بن زكريا عليه السلام، لم يكن له من قبل سميّا.
ويستفاد من هذه الرواية وسائر الروايات والشواهد التاريخية أولاً: أن تسمية الإمامين: الحسن والحسين (عليهما السلام)  كانت من قبل الله تعالى وبوحي إلهي أبلغه النبي (صلى الله عليه وآله ).
وثانياً: هذان الاسمان كانا اسمي ولدي هارون خليفة موسى عليه السلام ، أي شبراً وشبيراً، وهما المترجمان الى العربية بالحسن والحسين.
وثالثاً: أن اسم الإمام الحسين عليه السلام كان في التوراة: شبيراً وفي الانجيل طاب.
ورابعاً: أنه لم يكن لاسم الحسن والحسين أثر في العهد الجاهلي، ولا بين أوساط العرب الجاهليين.  
أول من ارتضع من لسان النبي (ص) الحسين عليه السلام 
إن الحسين (ع) أول لا ثاني له في ارتضاعه من لسان جده رسول الله (ص) في بعض الروايات ـ أو من إبهامه ـ في بعضها الأخرى. 
روي أن فاطمة عليها السلام اعتلت (ومرضت) لما ولدت الحسين وجف لبنها فطلب رسول الله  مرضعاً فلم يجد فكان يأتيه فليقمه إبهامه فيمصها ويجعل الله له في ابهام رسول الله رزقاً يغذوه. 
ويقال: بل كان رسول الله  يدخل لسانه في فيه فيغره كما يغر الطير فرخه  فيجعل الله له في ذلك رزقاً، ففعل ذلك أربعين يوماً وليلة، فنبت لحمه من لحم رسول الله (ص).
وعن أبي هريرة قال: كان النبي (ص) يدلع لسانه للحسين عليه السلام فيرى الصبي حمرة لسانه فيهشّ ( أي يخفّ اليه ويرتاح) اليه .... الحديث .
وأما أنه عليه السلام أول لا ثاني له في ذلك  ـ وان يستفاد من بعض النصوص ارتضاع الإمام الحسن عليه السلام وكذا السيدة زينب عليها السلام من لسان النبي (ص) الا أن للحسين (ع) خصوصية  لعلها ابتداء ارتضاعه من لسان النبي قبل الارتضاع من ثدي أمه ـ فتدل عليه ما روته برة ابنة أمية الخزاعي، قالت: لما حملت فاطمة بالحسن خرج النبي في بعض وجوهه فقال لها: إنك ستلدين غلام قد هنأني به جبرئيل فلا ترضعيه حتى أصير اليك، قالت: فدخلت على فاطمة حين ولدت الحسن وله ثلاث ما أرضعته، فقلت لها: أعطينه حتى أرضعه، فقالت كلا، ثم أدركتها رقة الأمهات فأرضعته، فلما جاء النبي قال لها: ماذا صنعت؟ قالت: أدركني عليه رقة الأمهات فأرضعته، فقال أبى الله  عز وجل إلا ما أراد. 
فلما حملت بالحسين قال لها: يا فاطمة إنك ستلدين غلاماً قد هنأني به جبرئيل فلا ترضعيه حتى أجيء اليك ولو أقمت شهراً، قالت: أفعل ذلك، وخرج رسول الله في بعض وجوهه، فولدت فاطمة الحسين (ع) فما ارضعته حتى جاء رسول الله فقال لها ماذا صنعت؟ قالت: ما أرضعته، فأخذه فجعل لسانه في فمه فجعل الحسين يمص حتى قال النبي (ص) أيها حسين أيها حسين، ثم قال: أبى الله إلا ما يريد هي فيك وفي ولدك، يعني الإمامة.  
المصدر: كتاب الأوائل في الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء