الأوائل في الإمام الحسين (ع)/ الحلقة 6

أول بشارة الحسين (ع) لأصحابه بالرجعة

سنة 61 هـ: أول بشارة الإمام الحسين (ع) لأصحابه برجعتهم حين ظهور الإمام المهدي (ع) للانتقام من الظالمين كان في ليلة عاشوراء ليلة قبل شهادتهم

روى الفضل بن شاذان (نوّر الله مرقده): حدّثنا الحسن بن محبوب (رضي الله عنه)، عن مالك بن عطية، عن أبي صفية ثابت بن دينار، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:

(قال الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) لأصحابه قبل أن يُقتل بليلة واحدة: إنَّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال لي: يا بني، إنَّك ستساق إلى العراق، وتنزل في أرض يقال لها عمورا وكربلاء، وإنَّك تستشهد بها ويستشهد معك جماعة.

وقد قرب ما عهد إليّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وإنّي راحل إليه غداً، فمَن أحبّ منكم الانصراف فلينصرف في هذه الليلة، فإنّي قد أذنت له وهو منّي في حل.

وأكد فيما قاله تأكيداً بليغاً، فلم يرضوا، وقالوا: والله، ما نفارقك أبداً حتى نرد موردك. فلمَّا رأى ذلك قال: فابشروا بالجنة، فو الله إنَّما نمكث ما شاء الله تعالى بعد ما يجري علينا، ثم يخرجنا الله وإياكم حين يظهر قائمنا، فينتقم من الظالمين، وأنا وأنتم نشاهدهم في السلاسل والأغلال وأنواع العذاب والنكال.

فقيل له: مَن قائمكم يا ابن رسول الله؟

قال: السابع من ولد ابني محمّد بن عليّ الباقر، وهو الحجّة بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ ابني، وهو الذي يغيب مدّة طويلة، ثمّ يظهر ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً) .

وروى الراوندي رحمه الله عن أبي سعيد سهل بن زياد، قال: حدَّثنا الحسن بن محبوب، قال: حدَّثنا ابن فضيل، قال: حدَّثنا سعد الجلاَّب، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: (قال الحسين بن علي عليهما السلام لأصحابه قبل أن يُقتل: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا بني إنَّك ستساق إلى العراق، وهي أرض قد التقى بها النبيّون، وأوصياء النبيّين، وهي أرض تُدعى: عمورا، وإنَّك تستشهد بها ويستشهد معك جماعة من أصحابك لا يجدون ألم مسّ الحديد، وتلا: (قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ) .

 تكون الحرب عليك وعليهم برداً وسلاماً. فأبشروا فوَالله لئن قتلونا، فإنّا نرد على نبيّنا. ثمّ أمكث ما شاء الله، فأكون أوّل من تنشقّ عنه الأرض، فأخرج خرجة يوافق ذلك خرجة أمير المؤمنين عليه السلام وقيام قائمنا، وحياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ثمّ لينزلنَّ عليَّ وفد من السماء من عند الله، لم ينزلوا إلى الأرض قطّ. ولينزلنَّ إليَّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، وجنود من الملائكة. ولينزلنَّ محمّد، وعلي، وأنا، وأخي، وجميع من منَّ الله عليه في حمولات من حمولات الربّ، خيل بلق من نور، لم يركبها مخلوق.

ثمّ ليهزَّنَّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم لواءه، وليدفعنَّه إلى قائمنا مع سيفه. ثمّ إنّا نمكث من بعد ذلك ما شاء الله، ثمّ إنَّ الله يخرج من مسجد الكوفة عيناً من دهن وعيناً من لبن وعيناً من ماء. ثمّ إنَّ أمير المؤمنين عليه السلام يدفع إليَّ سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيبعثني إلى الشرق والغرب ولا آتي على عدوّ إلاَّ أهرقت دمه، ولا أدع صنماً إلاَّ أحرقته حتَّى أقع إلى الهند فأفتحها.

وإنَّ دانيال ويونس يخرجان إلى أمير المؤمنين عليه السلام يقولان: صدق الله ورسوله. ويبعث معهما إلى البصرة سبعين رجلاً فيقتلون مقاتلتهم، ويبعث بعثاً إلى الروم فيفتح الله لهم. ثمّ لأقتلنَّ كلّ دابّة حرَّم الله لحمها حتَّى لا يكون على وجه الأرض إلاَّ الطيّب، وأعرض على اليهود والنصارى وسائر الملل، ولأخيّرنَّهم بين الإسلام والسيف، فمن أسلم مننت عليه، ومن كره الإسلام أهرق الله دمه. ولا يبقى رجل من شيعتنا إلاَّ أنزل الله إليه ملكاً يمسح عن وجهه التراب ويعرفه أزواجه ومنازله في الجنَّة، ولا يبقى على وجه الأرض أعمى ولا مقعد ولا مبتلى إلاَّ كشف الله عنه بلاءه بنا أهل البيت. ولتنزلنَّ البركة من السماء إلى الأرض حتَّى أنَّ الشجرة لتقصف بما يريد الله فيها من الثمر، وليأكلنَّ ثمرة الشتاء في الصيف، وثمرة الصيف في الشتاء، وذلك قول الله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا). ثمّ إنَّ الله ليهب لشيعتنا كرامة لا يخفى عليهم شيء في الأرض، وما كان فيها حتَّى أنَّ الرجل منهم يريد أن يعلم علم أهل بيته، فيخبرهم بعلم ما يعملون).

 

المصدر: كتاب الأوائل في الإمام الحسين (ع) وكربلاء