مرجعية الإمام كاشف الغطاء (ت 1373هـ) كبير علماء الشرق العربي والإسلامي

نابغة عصره، وإحدى حسنات دهره، مرجع مجاهد وخطيب جهوري الصوت، أغنى مؤتمرات النجف والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين وباكستان وإيران بخطبه النارية في سبيل توحيد كلمة العرب والمسلمين، وهو من أخص تلامذة السيد محمد كاظم اليزدي ومن المقربين لديه مع أخيه الشيخ أحمد كاشف الغطاء (ت 1344 هـ) بل هما وصياه، اشتغل من بعد أخيه بالصلاة في الصحن الحيدري الشريف وفي مسجد آل كاشف الغطاء، وأسس مدرسته الدينية، ورعى فيها مكتبة والده الشيخ علي كاشف الغطاء، تلك المكتبة النفيسة العامرة بأمهات الكتب التراثية الخطية والمطبوعة، وخصص لها بناية في أول الدخول الى مدرسته العلمية، قبل تعميرها، وأتخذ المدرسة منبراً للتدريس واستقبال العلماء ورجال الدين والسياسة.

خاض معارك جهادية منذ (1914 م) حتى وفاته ( 1954 م) مع السيد الحبوبي  وفي ثورة العشائر سنة (1936 م)، وفي حركة مايس (1941) وهكذا.. ترأس زعامة المسلمين في مؤتمر القدس في القدس  الشريف عام (1350 هـ) وقلد رئاسة المسلمين  والإمامة في الصلاة، وخطب خطبة بليغة استمرت ثلاث ساعات. وترأس مؤتمر علماء المسلمين في باكستان عام (1952 م) وقلد رئاسة المؤتمر، وصلى بهم جماعة، وكرم بالقلادة الماسية، ووضعوها في عنقه الشريف.

ولدى عودته منه كرمه كل شعراء النجف الأشرف, وتميزت قصيدتان منهما قصيدة الوالد الشيخ علي الصغير، ومطلعها:

بعلاك يفتتح الحديث وينشر     فكأنه التوحيد إذ يتكرر

ولما تلا المطلع، قام الشيخ واقفاً وقال هذا شعر يقام له ولا يقعد وهكذا فعل في قصيدة العلامة الشيخ عبد المنعم الفرطوسي ومطلعها:

للفتح آيات بوجهك تعرف         هل أن طلعتك السعيدة مصحف

حتى إذا وصل الى قوله:

تتلهف الدنيا عليك كأنما    هي قلب يعقوبٍ.. وشخصك يوسف

قال له الإمام كاشف الغطاء: أنت المتنبي؟ فأجابه الفرطوسي :

ما قيمة المتنبي  يا سيدي؟ المتنبي يمدح سيف الدولة وأنا أمدح سيف الإسلام فعج الاحتفال الذي أقيم في مدرسته العلمية بالتصفيق والاستعادة.

وكان أول شعري في رثائه بقصيدة مطلعها:

باق على مر العصور مخلد        ذكر الحسين مع الشفاه يردد

وقد تليت في المهرجان المنعقد لتأبينه في مسجد الشيخ الأنصاري.

المصدر: كتاب المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف، للأستاذ الأول المتمرس في جامعة الكوفة الدكتور محمد حسين علي الصغير

متابعات: فضل الشريفي