مرجعية السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي (ت1337هـ)

وقد مني السيد اليزدي (قدس سره) بكونه  في قبال الاخوند الخراساني ،إذ يقول الأخوند بسيادة القانون، وأن الحاكم يجب أن يتقيد بمجلس نيابي واقعي غير مزيف يقيد الدكتاتورية، بينما يتوقف السيد اليزدي عن هذا حذر الفوضى، واستغلال الحرية فيما لا تحمد عقباه، وسمي النوع الأول من المطالبة بالحكم الدستوري (المشروطة) ويقابله (المستبدة)وقد أشرت لكثير من جهاد السيد اليزدي في عدة أطاريح سابقة، وقد تحدثت عن إبتلائه باحتلال النجف الاشرف، وثورة النجفيين ضد الاتراك في (1917 م) وثورة النجف ضد الاستعمار البريطاني وقتل الكابتن مارشال، حاكم النجف البريطاني في مارس (1918م) وقد لاكته الألسن كثيراً، وأتهم بممالأة الانكليز حيناً، وليس هذا بحق، فقد أرسل كبير أبنائه في (معركة الجهاد) التي قادها السيد الحبوبي عام (1914 م)  لدى احتلال البصرة، وتوجه المقاتلون  الى (جبهة الشعيبة) وتوجه الإمام محمد الحسين كاشف الغطاء ونجل المرجع السيد محمد اليزدي الى جبهة الكوت، وكان حامل الراية الحيدرية الشيخ جواد صاحب الجواهر، ولدى عودتهم عن طريق الكاظمية تدهورت صحة نجل المرجع السيد محمد اليزدي ومات كمداً في (1333هـ)

 وكانت رسائل السيد محمد كاظم اليزدي تترى على العشائر والمشايخ ورؤساء القبائل للالتحاق بالجهاد.

 وقد مني بثورة النجف ضد الانكليز، وحصار النجف أربعين يوماً، وتهديم وقصف خمسمائة دار في محلة العمارة، وهي أكبر محلات النجف وكان يدعو الى (الصلاح بالإصلاح) مما قد يعتبر موقفاً غامضاً  تجاه  ثوار النجف الاشرف الذين قبض على قسم منهم، وأعدم منهم أحد عشر بطلاً، وعرضنا لهم في عمل سابق، وكان عضداه في كل شؤونه الشيخ أحمد كاشف الغطاء، والشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء، وهما وصياه، وبيدهما إدارة مرجعيته العليا، وكان جهادهما معه في حياته، ووفائهما له بعد مماته، وكان الشيخ أحمد كاشف الغطاء (ت1344 هـ) في عنفوان شبابه وهو من المرشحين للمرجعية بعد اليزدي ووفاته حالت دون ذلك، فكانت المرجعية العليا للسيد (أبو الحسن الأصفهاني).

ومن الجدير بالذكر أن صديقنا الاستاذ الدكتور كامل سلمان الجبوري مؤرخ الكوفة والنجف الاشرف قد أصدر كتاباً قيماً عن (السيد محمد كاظم اليزدي) بهذا الأسم وهو عنوانه، وقد عالج حياته مفصلاً من كل الجهات، وتحدث عن نضاله العلمي والسياسي، ودافع عنه دفاع المستميت وأغلق باب البحث عنه إذ استوعبه في مجلد ضخم، جزاه الله خير جزاء المحسنين.

وينبغي الاشارة هنا أن السيد اليزدي قدس سره هو صاحب كتاب (العروة الوثقى) والذي عرف به، وكثرت عليه التعليقات والحواشي والشروح العديدة، وكان الكتاب وهو رسالته العملية مجالاً رحباً لكثرة الفروع التي احكمت أمراً بالفقه الاستدلالي في (مستمسك العروة الوثقى ) لسيدنا الإمام السيد محسن الحكيم قدس سره في أربعة عشر مجلداً في طبعته المنقحة.

وقد أحسن صنعاً تلامذة سيدنا الأستاذ الإمام الخوئي قدس سره، بدراسة هذا الكتاب استدلالياً وأصدروا بالتقاسم معه عدة مجلدات، وما رأيناه:

1ـ (تنقيح العروة الوثقى) لآية الله الشهيد الشيخ ميرزا علي الغروي.

2ـ (مستند العروة الوثقى) لآية الله الشهيد مرتضى البروجوردي.

3ـ (معتمد العروة الوثقى)لآية الله الشهيد السيد رضا الخلخالي.

4ـ (مباني العروة الوثقى) للعلامة الشهيد السيد محمد تقي نجل الإمام الخوئي.

أما التعليقات على هذا الكتاب (العروة الوثقى) فليس بالإمكان حصرها بأسماء أصحابها، وقد جاوزوا المائة معلق وشارح وصاحب حاشية وكان هذا من توفيق الله عز وجل إذ يكشف عن صدق نيته، وقد أبقاه  هذا الكتاب خالداً عوضاً من الله تعالى على كثرة من قدح بالسيد اليزدي، وأبرز التعليقات عليها:

1ـ حواشي العروة الوثقى: الآية الكبرى الشيخ محمد رضا آل ياسين قدس سره.

2ـ التعليق على العروة الوثقى: المرجع الكبير السيد محمد الحسني البغدادي قدس سره.

3ـ العروة الوثقى: تعليق سيدنا الأستاذ الخوئي قدس سره.

4ـ العروة الوثقى: تعليق السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظله العالي).

المصدر: كتاب المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف مسيرة ألف عام للأستاذ الأول المتمرس في جامعة الكوفة الدكتور محمد حسين علي الصغير

اعداد: فضل الشريفي