مرجعية الشيخ راضي النجفي

بوفاة الاستاذ الأعظم الشيخ مرتضى الانصاري عام (1281 هـ) تبلورت  هناك مرجعيتان بعرض واحد؛ مرجعية الفقيه المتميز الشيخ راضي النجفي (ت 1299 هـ) والمجدد الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي الكبير(1212هـ) الى جنب جملة من المراجع الآخرين.

• وكان الشيخ راضي ، جد الأسرة النجفية المعروفة آل الشيخ راضي أحد عمالقة الفقه والأصول، وجهابذة العلم القلائل، وقد عرف بالذائقة العربية فقاهة، والاستنارة الفكرية المتطورة، إذ كان بحثه الخارج العالي خالصاً من الشوائب العالقة بالنهج، ودقيقاً في استنباط الأدلة وقراءتها قراءة علمية متخصصة، وقد نأى بها عن الحشو والاضافات الكلامية والجدل القائم على الفنقلة (فإن قلت قلنا) وكان سمحاً في استدراج معضلات المسائل لا عسر باستخراجه ولا عنت، بل يأتي بذلك متساوقاُ مع الفطرة والسلامة الذوقية؛ هذا ما سمعناه من مشايخنا عن مشايخهم الاقدمين، وهو يعد من أسرة عريقة في اكتساب المكارم والمأثر ومن الجادين في طلب العلم من مظانه الأصيلة ينابيعه الأولى، ومن قادة النجف الاشرف  في الوجاهة والزعامة واصلاح ذات البين، وقد اشتهر شهرة مستفيضة بالزهد والقناعة ونكران الذات، والترسل والبساطة في الملبس والمأكل والمشرب، وكان هجيراه الفقه والأصول تدقيقاً وتنقيحاً وإضاءة مما أعطى نكهة جديدة لهذين العلمين بعيداً عن النهج الجدلي في الفقه، والبعد الفلسفي في الأصول، وقد حافظ على سلامة هذين العلمين ونقائهما وصفاتهما وخلوهما من التعقيد الذي يؤدي الى الايهام والابهام.

وكما عرف الشيخ راضي بالتواضع  الجم، فقد عرف مستهجناً بالاعتبارات الزائفة، وتقاليد العنعنات الزائلة، فقد زاره في داره السلطان ناصر الدين شاه، فقابله بتلك العفوية التي يقابل بها أبسط الناس، فلا شأنية في البين، ولا اهتمام متعاليا في الاستقبال، نعم ربما قيد في ملبسه الاعتيادي بحدود تنأى عن الترسل المفرط الذي قد يوصف باللامبالاة.

وهو بهذا السلوك قد أوجد جيلاً متواضعاً من رجال الدين العرب، ذلك الجيل الذي تجلبب برداء الأخلاق المحمدية والقيم الروحية الى جنب الفقاهة والاضطلاع بمسائل الشرع الشريف، يضاف الى هذا بسمة الترحيب المنطبقة على الثغور، وطلاقة الوجه التي تشرف على المحيا، ولغة الحب المتبادل بين الصغير والكبير وقد أثرت هذه المثل العلياـ مضافاً الى الوجاهة والزعامةـ في أفراد أسرة آل الشيخ راضي في تسلسل تأريخها العلمي، فقد أنجبت على سبيل المثال العالم الرباني الورع الشيخ عبد الله الشيخ راضي والد الآية الكبرى الشيخ محمد طاهر الشيخ راضي وأخيه الشيخ محمد الشيخ راضي وعمومتهما وأبناء العمومة وقد برز بذلك من أدركناه منهم، أو من سمعنا به، ولم نره  وهم على سبيل النموذج لا الاحصاء

• الشيخ عبد الحسن الشيخ راضي

• الشيخ جعفر الشيخ عبد الحسن الشيخ راضي

• الشيخ عبد الرضا الشيخ راضي

• الشيخ محمد كاظم الشيخ راضي

• الشيخ محمد الجواد الشيخ راضي وأولاده الافاضل

• الشيخ مولى الشيخ راضي

•  الشيخ عبد الهادي الشيخ راضي

• المرجع الشيخ محمد تقي الشيخ راضي

• الشيخ عبد الوهاب الشيخ راضي وأولاده الاعزاء 

• الشيخ جواد الشيخ راضي (عالم الرميثة)

• ولده الشيخ صالح الشيخ راضي (أستاذنا في النحو)

•  الشيخ عبد الرزاق الشيخ راضي

• الشيخ محمد حسن الشيخ راضي

•الشيخ هادي الشيخ محمد جواد الشيخ راضي أستاذ البحث الخارج في الحوزة العلمية في النجف، والمؤمل للمرجعية في مستقبل الأيام ان شاء الله

هذا عدا شبابهم المثقف في حسن الأخلاق والمزايا الحميدة وقد عاشرت منهم على سبيل المثال:

• الأستاذ محمد تقي الشيخ عبد الله الشيخ راضي

• الأستاذ راضي الشيخ عبد الله الشيخ راضي

• الأستاذ باقر الشيخ راضي وأولاده النجباء

• الدكتور عيسى الشيخ راضي

•الدكتور موسى الشيخ راضي

• الدكتور يونس الشيخ راضي

• الدكتور مازن الشيخ راضي

• الصيدلي عبد علي الشيخ محمد طاهر الشيخ راضي وأولاده المحروسين

• الشهيد محمد رضا الشيخ راضي أستشهد (1963 م)

• الدكتور محسن الشيخ راضي، وهو زعيم الأسرة اليوم والوطني المصلح المعروف، وصاحب اليد البيضاء في الإحسان، ورمز الإخاء والوفاء المحض لإخوانه وأصدقائه، طال عمره مقترناً بالخيرات. وهذه الأسرة بشبابها الذين يغيب عني ذكر أسمائهم يشكلون مفخرة للشباب النجفي الملتزم تديناً وأخلاقاً، وكل ذلك أرث طبيعي من الفقيه الأكبر جدهم راضي النجفي (قدس سره) ولا يفوتني أن أنوه بالنشأة الصالحة للأستاذ محي الدين نجل الشيخ محمد الشيخ راضي، ومن على منواله في السلوك المحبوب من الأسرة.

وبوفاة الآية العظمى الشيخ راضي النجفي (1299 هـ) ينتهي حديثنا مع القرن الثالث عشر، بحدود

المصدر: المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف مسيرة ألف عام

للأستاذ الأول المتمرس في جامعة الكوفة الدكتور محمد حسين علي الصغير

فضل الشريفي