الأسر العلمية في النجف الاشرف خلال القرن الحادي عشر (3) .. أسرة آل الجزائري

أسرة آل الجزائري

هذه الأسرة العربية العريقة التي انحدرت من الطبائح (الجزائر) في الجنوب الغربي من  العراق بين أطناب العشائر، وعمائر القبائل ، وقد بدأ نجمها يتلألأ بالشيخ المبرور الموفق : عبد النبي بن أسعد الجزائري (1021 هـ ) وهو من أهل العلم، وامتدت هذه الأسرة بالعطاء حتى القرن الرابع عشر الهجري، وكان الشيخ عبد النبي هذا: (علّامة وقته، كثير العلم، نقي الكلام، جيد التصانيف، من أجلّاء مجتهدي الطائفة).

وازدادت شهرة هذه الأسرة بالعلم البارز والمنار الشاهق الشيخ أحمد الجزائري  قدس سره صاحب(آيات الاحكام)  في ثلاثة مجلدات، وقد توفق أحد تلامذتي بكتابة رسالة عنه في فقه القرآن الكريم، ونوقشت في كلية الآداب، كما وفقت إحدى تلميذاتي بإعداد رسالة دكتوراه باللغة العربية وآدابها في كتابه (آيات الاحكام) بلاغياً ودلالياً.

وقد كانت شهرته تعني الانتساب اليه مباشرة كما كان يصنع العلم الحجة الشيخ محمد جواد فأنه يكتب اسمه وانتسابه هكذا: محمد جواد آل الشيخ أحمد الجزائري، صاحب المؤلفات الانيقة في : فلسفة الإمام الصادق(ع)، ونقد الاقتراحات المصرية وحلّ الطلاسم لإيليا أبي ماضي.

وقد توفي سنة (1959 م) أبان المد الفوضوي في العراق، فتحشد الفوضويون  لعرقلة مراسيم تشييعه، واعقبته بسنة وفاة أخيه الاكبر الحجة المجاهد، والعلم الوطني الخفاق الشيخ عبد الكريم سنة (1960 م) وأقيم له مهرجان تأبيني عظم في مسجد آل الجزائري، شارك فيه الشيخ محمد رضا الشبيبي، والشيخ محمد مهدي كبه، والدكتور عبد الرزاق محي الدين والشيخ عبد الغني الخضري.

ورثاه كاتب هذه السطور بقصيدة أقامت الحفل وأقعدته ونشرت ضمن ترجمتي له في كتابنا (قادة الفكر السياسي والديني في النجف الاشرف) ومطلعها:

فجعت بخطبك الجلل البلادا                وأثكلت العقيدة والجهادا

لئن ظلموا علاك وانت حيٌّ               فعند الموت قد ظلموا الجوادا

المصدر: المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف مسيرة ألف عام

الاستاذ الأول المتمرس في جامعة الكوفة الدكتور محمد حسين علي الصغير