قلعة الشرقاط: معلم أثري في بلاد الرافدين يعود لـ 3000 سنة ق.م ولا يزال ينبض بحياة مزدهرة
بلاد الرافدين مليئة في المواقع الأثرية والدينية والثقافية والتي تُميز هذه الأرض عن غيرها, فالكنوز التاريخية الهامة لازالت شاخصة في الكثير من مدن العراق, ولكل مدينة علامة تميزها عن غيرها وتعود إلى الاسلاف الذين حكموا وعاشوا في أرض الرافدين.
وتعد قلعة الشرقاط من ابرز المواقع الاثرية في هذه البلاد, والتي سجلت على لائحة التراث العالمي وذلك لأنها تعود لعام 3000 ق.م مما يجعلها من أقدم المدن في العراق والمنطقة كلها، ويقسم نهر دجلة هذه المدينة إلى قسمين, الساحل الأيمن الذي يشكل مركز القضاء والساحل الأيسر والذي يمثل ريف المدينة، كما تقع المدينة ملاصقة لمدينة الحضر التاريخية المشهورة.
أصل التسمية
المؤرخ العراقي عبد الرزاق الحسني يذكر في كتابه "موجز تاريخ البلدان العراقية" ان أصل شرقاط هو قلعة شهرقرد أو قلعة شروقات، ويذكر القس سليمان صائغ بأن التسمية الصحيحة لهذه القرية مأخوذة عن الآثورية فالأصح أن يقال شروقات أي الملك قات.
ويذكر جمال بابان في كتابه “أصول أسماء المدن والمواقع العراقية” أنه “لا يعرف معنى كلمة شرقاط بالضبط، ولعله يخفي اسما آشوريا مركبا من لفظين أولاهما كلمة “شرو” أي الملك فيكون المعنى الملك قات، أما إذا لفظ الاسم بصيغة “شرقات” فيحتمل أنه يعني القلعة الشرقية، وقد سمى العثمانيون موضع آشور أيضا باسم طبراق قلعة أي قلعة التراب”.
تاريخ الموقع
ما تسمى بقلعة آشور أو قلعة الشرقاط هي مدينة قديمة تعود للمملكة الآشورية الحديثة, وتقع بقايا المدينة الأثرية غرب نهر دجلة في محافظة صلاح الدين في العراق, وكانت المدينة مأهولة منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد وتم تسجيل الموقع في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وتقع مدينة آشور العتيقة على ضفاف نهر دجلة، شمال بلاد ما بين النهرين، في منطقة جغرافية بيئية مميزة، على الحدود التي تفصل الزراعة بنظام ريّ عن الزراعة التي لا أنظمة ريّ فيها, وقد نشأت المدينة في الألفية الثالثة ق.م. وبين القرنين الرابع عشر والتاسع ق.م.، وأصبحت هذه المدينة بصفتها العاصمة الأولى للامبراطورية الأشورية مدينة دولة ومفترقًا تجاريًا دوليًا, وكانت أيضًا العاصمة الدينية للأشوريين، تيمّنًا بما يسمى الإله آشور, ثم بعدها دمِّرت المدينة على يد البابليين ولكنها نهضت من الرماد في الحقبة البارثيّة في القرنين الأول والثاني.
أهميتها ومكانتها
كان لموقعها الجغرافي أهمية تجارية، كذلك فهي عبارة عن سهل غني صالح للزراعة لذلك هي مصدِّر جيد لكثير من المحاصيل كالقمح والشعير والقطن والسمسم اضافة الى انها تنتج ثمار الفواكه والخضروات وتصدرها للمدن المجاورة، ويمر نهر دجلة من منتصف المدينة مما يعطي للمدينة أهمية في توفير مياه الشرب لسكانها، وبالقرب من مدينة الشرقاط يلتقي نهر الزاب الأسفل القادم من أقصى الشمال مرورا بدوكان وطقطق وناحية الزاب والدبس بنهر دجلة، وتصب في النهر بموسم الأمطار عددا من الاودية منها، وادي أم الشبابيط، ووادي المعوبر الذي قتلت سيوله الهادرة عام 1940م، وتبعُد الشرقاط عن العاصمة بغداد حوالي (320 كم), وكانت هذه المدينة قضاء تابعاً لمحافظة نينوى قبل أن تضاف بعض أطرافه الشرقية إلى كركوك، والآن هي تابعة إلى محافظة صلاح الدين.
أعداد عباس نجم