ديمو تاريخ الحسين (ع) .. مقولة التنبؤ ومثال انهيار الحضارة الغربية

الحلقة الأولى

لو اصطنعنا اليوم مقارنة بين الحقيقة الحسينية بخاصة أو الحقيقة الكونية بعامة من جهة وبين الامبريالية ـ مثلا ـ من جهة أخرى، وتساءلنا هكذا: أي من هاتين الحقيقتين الماديتين ستنتصر لتبقى حية.

ستجيب قوانين فلسفة التاريخ بالتواء واضح المعالم بأن الامبريالية وما حاكاها  هو ما سيبقى حياً؛ لأنها في النهاية لا تعوزها الحياة ولا أسبابها، كما افترض ذلك فوكو ياما وهنتغتون وعموم الإمبرياليين، لكن قد اتضح أن مثل الجواب الملتوي، وسنوضح ذلك قريباً، كأنه عملاق من ورق كفيلة بعض قطرات الماء بالقضاء عليه؛ إذ لاريب في أن الامبراطوريات المصرية واليونانية والرومانية والفارسية والصينية القديمة وغيرها وكذلك الامبراطوريات الإسلامية، الاموية والعباسية والمغولية وحتى العثمانية...، كانت كلها أو بعضها، أطول عمراً من امبريالية اليوم، على أقل التقادير كانت تمتلك كل أسباب الحياة والبقاء على منوال ما تمتلك إمبريالية اليوم  لكنها مع ذلك ذهبت أدراج الرياح..

وهذا يعلن ـ فيما يعلن ـ أن أثافي النظام المعين، التسلسل، السببية ، التنبؤ، تقودنا كلها بالضرورة للجزم بأن الامبريالية ستنتهي يوماً، كما انتهت تلك الامبراطوريات؛ فهناك تشابه مذهل (تسلسل= اطراد) بين كل الامبراطوريات التي تعاقبت على البشر مع امبريالية اليوم ؛ ففي حين أن كل هذه الامبراطوريات كانت تمتلك ماديا كل أسباب البقاء والحياة ماتت وكأنها لم تك شيئا مذكورا...، وعموما نتيجة التنبؤ بمصير الامبريالية واضحة بالنظر لقانون التسلسل والاطراد، الذي هو انجيل كل فلاسفة التاريخ وخاصة الماديين  الوضعيين! هذا هو الجانب الثاني لسر التاريخ وهو ما اطلقنا عليه  سابقا: حقيقة الديموتاريخ النافية.

المصدر: ديموتاريخ الرسول المصطفى (ص) والحسين (ع) لباسم الحلي