كتابة الحقيقة بالتاريخ

 – صباح محسن كاظم

 لعل  أكثر ما تحتاجه الأمة من وعي هو معرفة الحقائق التاريخية بشأن الصراع بين الوجود اليهودي والصهيوني المعاصر بقلب الأمة بفلسطين .

ثمة دراسات علمية تاريخية حاولت تتبع الحقائق التاريخية للوجود اليهودي بقراءة دقيقة تناقش التاريخ والفكر والوجود البشري الإستيطاني  لتثبت الحقائق التي غيبتها الماكينة الإعلامية من (مراكز البحوث- والدوريات بالصحف والمجالات، والإعلام المرئي والمسموع  والمواقع بالتواصل الاجتماعي بكافة جوانبه ) التي  تسوّق الزيف وتعمد على نشر الأكاذيب والإدعاءات الصهيونية الماكرة المخادعة بأحقيتهم بأرض فلسطين بمساندة ودعم الماكينة الحربية الأمريكية والغربية لإسكات الصوت الفلسطيني والعربي والكوني الذي يثبت حقوق الشعب الفلسطيني بأرضه ..ولبقاء التوتر لترويج السلاح بالمليارات من الدولارات لنهب ثروات الشعوب وإبعادها عن التنمية للاكتفاء بشراء السلاح الباهظ الثمن وبالتالي تتفاقم المشاكل الاقتصادية والإجتماعية بمنطقة الشرق الأوسط..

في كتاب المفكر البروفيسور الدكتور "علي عبد فتوني" ((تاريخ اليهود السياسي)). الصادر ببيروت /دار الفارابي . كتب بالمقدمة ص 7: ((اعتمدت الصهيونية الوعد الإلهي المزعوم لبني إسرائيل لإنهاء تشتتهم من خلال العودة إلى صهيون ،واعتبروه المبدأ المركزي الذي يحرك الصهيونية ويضفي عليها الشرعية. وبالتالي بدأت المنظمة الصهيونية تنادي بهجرة اليهود من جميع أصقاع الأرض إلى فلسطين .))..

تلك الدعوات تمثل قمة الخطورة  والإغراء الديني العقائدي بأرض وعدوا بها بالتوراة- كما بهذا الادعاء الفج- وينعكس على تهجير السكان الأصليين من الفلسطينيين بالقوة والإرهاب كما يفعلون من 1948 لليوم بجرائم غزة التي يندى لها جبين الإنسانية بهذا الصمت المؤسف على المحرقة الفلسطينية البشرية التي طالت آلاف الأطفال والنساء والشيوخ ودمرت المستشفيات والمدارس والجوامع والكنائس بلا رحمة ولا هوادة بسلاح الإجرام بعد هزيمتهم النكراء في 7/10 حين فروا من الذعر أمام أبطال القسام الذين عبروا الحاجز الأسطوري والإنزال المضلي بالدراجات ليوقعوا جيش الاحتلال بين صريع وأسير وقد قدموا المثال الأخلاقي بالاعتناء بالأطفال وجميع المسنين من المستوطنين اليهود !! تلك المثل الإنسانية قابلها السفاح نتنياهو بوحشية سادية بالقصف الجوي وليس بمجابهة قتالية على الأرض ليحطم الإرادة الفلسطنية ..

في فصول الكتاب الستة درس وحلل وأستنتج الدكتور علي عبد فتوني بالفصل الأول : اليهود في التاريخ الفلسطيني القديم تضمن –إبراهيم الخليل (ع)،نسبه وحياته وأسفاره –يعقوب (ع) : موسى (ع) يشوع بن نون(ع) – داوود (ع) –سليمان (ع) –المعتقدات الدينية لليهود –التوراة –أسفار موسى (ع) –التمود ..فيما الفصل الثاني : فلسطين والغزوات الخارجية قبل الميلاد شمل عدة مباحث وبالفصل الثالث :السلوك السياسي ليهود روسيا وأوربا والولايات المتحدة الأمريكية . فيما الفصل الرابع : المخطط الاستعماري –الصهيوني وفيه مباحث المؤتمرات من هرتزل الى بلفور والمشروع اليهودي ،وقد تناول بالجزء الخامس :يهود بعض البلاد العربية استعرض فيه وجودهم بالوطن العربي واختتم هذا السِفر المهم  بالفصل السادس :المشروع اليهودي والدولة الصهيونية المعاصرة متناولاً بشكل مفصل الهجرة اليهودية إلى فلسطين،مشروع الاستيطان – إعلان دولة إسرائيل 1948 (يوم النكبة) –القدس :تاريخ ووقائع –اليهود وزيف الحق التاريخي.

يؤكد المؤلف ص ١٣:(( ..وقد ورد في التوراة (العهد القديم) أن إبراهيم وًلِد في قرية (أور) الكلدانية .وكان أبوه من بلدة كوثا واسمه "تارخ" وأمه "عوثاء".وورد في القرآن الكريم خلافاً لما ورد في العهد القديم أباه وناداه أبتاه لأنه هو الذي رباه .وكانت أم إبراهيم وأم لوط أختين ...))..

الكتاب إجمالاً حفريات تاريخية اعتمدت المصادر التاريخية مع تحليل المؤلف للسلوك التاريخي لليهود في ص 63:(( ....لم يستطع بنو إسرائيل الاستقرار على عبادة الله الواحد الأحد الذي دعا له الأنبياء، وكان اتجاههم إلى التجسيم والتعددية والنفعية واضحاً في جميع مراحل تاريخهم ولم يتخلوا عن عبادة العجل والكبش والحمل ، ولم يستطع موسى أن يمنعهم من عبادة العجل الذهبي لأنها كانت حية في ذاكرتهم منذ أن كانوا في مصر .)).

لقد استعرض "المؤلف" الوجود اليهودي بالدول والهجرة والاستيطان يضاف لكتبه الأخرى الأربعة عن تاريخ اليهود التي فصل بها كل تاريخهم الحقيقي الذي كتبه بعمق وصدق وتفرد ، مبينا ان الدعاية الصهيونية شوهت التاريخ والحقائق وانطلت على العالم الذي دافع بشراهة عنهم بحيث يعتبر أصحاب الأرض بغزة والضفة الغربية وكل المدن الفلسطينية هم من يعتدون على وجودهم لذلك قاموا بتدمير المدن وقتل الأبرياء والأطفال ليصل ما يقارب ال10 آلاف من الشهداء و3 أضعاف ذلك من الجرحى بوحشية وسادية لم يشهدها تاريخ البشرية.