عيد الغدير تمامُ النعمة

صباح الطالقاني

يحتفل المؤمنون في مثل هذه الايام بعيد الغدير، الذي يصادف يوم 18 ذي الحجة من كل عام، حيث يتم الاحتفال بإكمال الدين وتمام النعمة، في عيد يعدّهُ أتباع اهل البيت عليهم السلام عيد الله الأكبر.

يعود تاريخ هذا العيد إلى يوم غدير خُم، الذي حدث في السنة العاشرة للهجرة، عندما أعلن النبي محمد صلى الله عليه وآله ولاية علي بن ابي طالب عليه السلام على المسلمين.

يحتفل المسلمون بهذا العيد بزيارة العتبات المقدسة وبالخصوص مرقد امير المؤمنين علي عليه السلام وتجديد عهد الولاء والولاية لأهل البيت عليهم السلام وإقامة المجالس الدينية والخطب والمحاضرات، وتبادل التهاني والتبريكات في هذا اليوم المبارك.

ويستدِلُ أتباع اهل البيت على خلافة امير المؤمنين علي عليه السلام عن طريق العديد من الأحاديث المتواترة والمذكورة في مصادر السنّة والشيعة على السواء.

وهذه بعض الأحاديث التي يُستدل بها على أحقّية الخلافة لأمير المؤمنين عليه السلام:

1. حديث الثقلين: يروى أن النبي محمد (ص) قال: "إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإن تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي".

2. حديث منزلة علي (ع): يروى أن النبي محمد (ص) قال للإمام علي (ع): "أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي".

3. حديث الغدير: وقال النبي محمد (ص) في يوم الغدير: "مَن كنتُ مولاه فعلي مولاه".

4. وقال النبي (ص): يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لأمتي ، يهتدون به من بعدي، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأتم على أمتي فيه النعمة، ورضي لهم الإسلام دينا".

ان مما يؤسف له أن يغفل عموم العالم الاسلامي عن هكذا حقيقة ناصعة ومتواترة لدى الفريقين، بحجّة اختلاف التفسير لحديث الرسول الاعظم، بل ان هذا التوجّه هو الذي أسس اساس الفرقة بين المسلمين فأصبحوا على ما هم عليه الآن.

فقط هُم الباحثين المتبصّرين عن الحقيقة وعمّا حملتهُ احاديث الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله من حقائق ناصعة لا لبس فيها وليست بحاجة الى تفسير لشدّة بيانها وفصاحتها، فقط اولئك هم أولي الحظ العظيم المكرمين عند الله تعالى، والمرزوقين بشفاعة امير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام يوم الورود.