عيد الاضحى المبارك.. شعائر مقدّسة وانعطافة نحو حياة جديدة

صباح الطالقاني

الصورة: محمد الخفاجي

يحتفل المسلمون بعيد الاضحى المبارك في جميع أنحاء العالم. وفي هذه المناسبة، يتوجه المؤمنون في العراق إلى المساجد والعتبات المقدسة لأداء صلاة العيد والزيارة والدعاء وتبادل التهاني والتبريكات.

ان عيد الأضحى المبارك هو أحد الأعياد الإسلامية المهمة ويعود أصله إلى قصة النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، حيث همَّ نبي الله إبراهيم بالتضحية بإبنه إسماعيل بأمر من الله تعالى، وعندما كان إبراهيم على وشك تنفيذ الأمر، أرسل الله تعالى لهُ كبشاً ليضحي به بدلاً من ابنه.

من المهم الانتباه الى أن عيد الأضحى يذكّرنا بتضحية النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، وخضوعهما لأمر الله تعالى دون جزع، ما يدل على انه مناسبة لتلبية نداء الباري عز وجل والتسليم لإرادته والتوبة اليه وطلب المغفرة منه.

ان ما يميز هذا العيد انه يساوي تماماً بين الفقير والغني والراعي والرعية مهما كانت مستوياتهم متباينة في سبل العيش والوجاهة، حيث الكل يطوفون حول البيت الحرام خاضعين مسلِّمين لأمر الله عز وجل في إثبات العبودية وأداء الطقوس والشعائر التي أمر الله بها جميع المسلمين وجعل هذه الشعيرة ركناً من اركان الاسلام

ان فلسفة الحج عند المسلمين تتمحور حول عدة مفاهيم وأسس أهمها:

-التعبد بالأمر الإلهي: فالحج هو عبادة يتقرب بها المسلمون إلى الله، وهو من أهم العبادات في الإسلام.

-التوبة والاستغفار: يعتبر الحج فرصة للتوبة والاستغفار، والتخلص من الذنوب والخطايا واستئناف الحياة بحلّة جديدة.

-التضحية والإخلاص: الحج يتطلب التضحية بالمال والوقت، ويجب أن يكون الحاج مخلصاً في عمله ونيّته.

-التواضع والتآلف: الحج يجمع المسلمين من مختلف البلدان والثقافات والمستويات العلمية والمعرفية، ويعمل على توطيد العلاقات بينهم وتعزيز الأخوّة والتآلف.

والحج يعتبر أيضاً فرصة للحاج للتعرّف على تاريخ الإسلام والتعرّف على الأماكن المقدسة في مهد الاسلام مكة المكرمة والمدينة المنورة وتعزيز الروابط الدينية بين المسلمين.

وتتجلى في هذا العيد المبارك مفاهيم التعايش والتسامح بأبهى صورها، من خلال تبادل التهاني والتبريكات وتمنّي الخير للآخرين وترك الشحناء والبغضاء، في سبيل ان تكون هناك صفحة جديدة من الحياة بيضاء ناصعة يملؤها الصفاء وحسن النيّة.