مشكلة الغلوِّ في الدِّين وضرورة التخلّص منها

1-  لقد حذّرَ اللهُ تبارك وتعالى في القرآن الكريم مِن الغلوِّ في حقِّ العبادِ الصالحين (أنبياءً ، وأوصياءً) ، ومن توصيفهم بالخالق والرازق والمُدبّر ، وما شابه.

2- إنَّ كثيراً مِن الغلو مُرتبطٌ بالتنقيص مِن قيمة القرآن الكريم ، إمّا على أساس دعوى التحريف فيه ، بالنقصان أو التغيير، وإمّا بإسقاط دلالاته الواضحة على أساس أنّه كتابٌ نزلَ للخاصّةِ .

 وهذا ما تتبنّاه بعض الفرق الباطنيّة، والتي تؤلّه مَن تعتقد بهم ، ومِن خلال عزل النّاس عن فَهم القرآن الكريم ، وتهميشه في التلقّي.

3- هناك بعض الفرق الباطنيّة تتبنّى إسقاط الفرائض وإسقاط الحجاب ، وتعمل على إسقاط اعتبار القرآن الكريم ونصوصه المقدّسة في رسالته القيّمة للنّاس كافّةً.

4- مِن القرآن الكريم نتبيَّن مقامَ النبي الأكرم (صلّى عليه وآله وسلّم) ومقام أهل بيته ، الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، ومعرفة صفاتهم .

5- إنَّ القرآن الكريم هو الثقل الأكبر ، كما في حديث الثقلين ، وهو معصومٌ ومحفوظ إلهيّاً وتاريخيّاً، وهو النافي للغلو في الدِّين، ومُبَيِّنٌ لمقاماتِ وصفات الأنبياء (عليهم السلام).

6-  كثيراً ما ينشأ الغلو عند بعض علماء الأديان في تنظيرهم، وعند بعض العوام مِن النزعات العاميّة المُبالغة فيها.  

، ودواعي الغلو متعدّدة ، منها العاطفيّة ، ومنها استغلال ظلامات المعصومين (عليهم السلام) وتوظيفها لمآرب ما.

7-  إنَّ مشكلة الغلو مُشخّصةٌ من قبل الله سبحانه وتعالى، وهو العالِم بكلّ شيءٍ، ومُترقّبةٌ في الدِّين أصلاً، وقد عالجها القرآن الكريم في كثيرٍ من آياته الشريفة. 

8- الفرق الباطنيّة تبني لأنفسها باطناً في الدّين، يحاولون من خلاله إسقاط اعتبار القرآن الكريم في ظاهره ، وحَجب العوام عنه، بذريعة نزوله للخواصّ، وانحصار فهمه بهم.

9- إنَّ القرآن الكريم هو بوصلة الاهتداء إلى الحقَّ وأهله ، مِن الأنبياء والأوصياء والأئمة المعصومين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) وإلى معرفة خصائصهم، ونفي الغلوّ في الدِّين وعنهم، وفيه تتجلّى طريقة التعاطي الاعتقادي المستقيم معهم.

نسأل الله سبحانه أن يهدينا بهَدي القرآن الكريم ، ويُبصّرنا به ، ويفقّهنا فيه، وأن يصرفنا عن الزلّلِ في دينه وتعاليمه.

سماحة السيّد الأُستاذ مُحَمَّد باقر السيستاني