رمضان ومكامن الطاقة

صباح الطالقاني

يقول المختصين أن لكل انسان طاقة معنوية كامنة، وهذه الطاقة الكامنة ليست بالضرورة مستغَلّة، بل انها عند الكثير منّا مهدورة، وان هناك ثمة محفزات لاستخراج واستغلال هذه الطاقة، وتوجيهها نحو أهداف إنسانية متعددة الوجهات وغزيرة الفوائد.

وقد جاء في الحديث الشريف للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله (أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات...) وهذا هو مثال حي وتجسيد نموذجي للفرصة السانحة لاستخراج واستغلال مكامن الطاقة الانسانية بالصورة المثلى، فكيف يمكننا ذلك بالخطوات العملية؟

- بالحرص على تخصيص وقت لقراءة 10 صفحات من القرآن في أيام رمضان و10 صفحات في لياليه، نكون قد ختمنا قراءة كتاب الله خلال الشهر الفضيل، وكسبنا -بإذنه تعالى- الثواب الجزيل، فضلا عن فوائد قراءة القرآن الروحية والجسدية التي يمكننا تحسسها والشعور بها اذا ما أدمنّا قراءة بعض الآيات بصورة يومية خلال السنة كلها.

- بمعايشة الأدعية المأثورة الخاصة بليالي رمضان، والأدعية الخاصة ببعض الأوقات كوقت الإفطار وما بعده من دعاء الافتتاح وغيره. هذه الادعية على بساطتها وقلة الوقت الذي تقتطعه منّا كفيلة بتهذيب النفس وزرع الطمأنينة الروحية التي نحن اليوم بأمسّ الحاجة اليها.

-بإعطائنا للإحكام الشرعية الخاصة برمضان أهمية مميزة لأن مخالفة بسيطة قد تكلّفنا إعادة الصيام أو توجب علينا كفارة ما. فأن القراءة او الاطلاع او السؤال عن حكم شرعي واحد يوميا يجعلنا حريصين تلقائيا على اتمام صيامنا بالشكل المرضي والمقبول، وبالتالي فان هذه الطريقة تلزمنا بالأحكام كلها تدريجياً.

- بالاستفادة من فرصة اجتماع الناس في الصلاة او في ليالي رمضان او على موائد الافطار والانفتاح عليهم، وتأسيس العلاقات وإدامة وتقوية صلة الرحم. فاستفادتنا من هذه الفرصة التي لا تتكرر خلال السنة تؤثر ايجابياً على مستقبلنا الاجتماعي فضلا عن اكتساب الصفات السوية من خلال الإقبال على هذه الأعمال التي قد تكسبنا الثواب الجزيل إن كانت خالصة لوجه الله تعالى.

-من خلال مؤازرتنا لبعضنا البعض وتقديم ما يمكننا للمعوزين والفقراء، حيث تجتمع فئات الناس في مبدأ الصيام وتحمّل الجوع والعطش وغيره، ولكن هناك فرق كبير بين حاجة الفقير وحاجة الميسور، حيث هناك الاختلاف الواضح في مائدة الافطار بين كليهما.

وأخيراً فان مسالة تثقيف النفس وزرع الألفة الاجتماعية، توجب علينا المداومة على حضور المجالس والأنشطة المختلفة التي يتخللها الشهر الفضيل بأيامه ولياليه المباركة..