الصلاح والاصلاح

يحيى الفتلاوي 

يرى معظم أبناء الشعب العراقي أن البرلمان الجديد تقف أمامه عديد من المسائل التي ينبغي عليه تداركها وإيجاد حلول لها، وعلى رأسها إصلاح ما لم يتمكن البرلمان السابق من إصلاحه وان كانت لها حينذاك أسباب ومسوغات أخذت حيزا كبيرا من الواقع ومنها على سبيل المثال المحاصصات الحزبية والطائفية والقومية وغيرها والتي عرقلت سير عجلة البرلمان حينها إلى حجم كبير.
ومما ينبغي أن يقال في هذا المقام هو لا بدية التحلي بصفة الصلاح أولا من أجل تحقيق الإصلاح الحقيقي، والتخلي عن روح الأنانية من اجل الوصول إلى النتائج المرجوة من الإصلاح حيث أن العقلاء يؤكدون دائما على أن لا إصلاح ولا صلاح مع روح الأنانية خاصة إذا سادت في أجواء القائمين على الحكم.  
إن الديمقراطية اليوم بحاجة ماسة إلى أن تكرس جميع شعاراتها ومنهجيتها في سبيل الإصلاح خاصة وانه كان ولا يزال الهدف المنشود للمصلحين في كل زمان وهي الهدف المنشود لكل الخيرين وعلى رأسهم مراجع الدين العظام (أدام الله تعالى ظلالهم الوارفة) لذلك يقف البرلمان الحالي أمام مسؤولية عظيمة خصوصا بعد أن تم تشخيص كثير من نقاط الخلل من قبل الأعضاء الجدد فضلا عن تعهداتهم للشعب بحث الخطى لحل مشاكله العالقة والنهوض بواقعه بكل أشكاله وها هو القرار قد أصبح بين أيديهم وطريق الإصلاح مفتوح أمامهم على مصراعيه، فهل سيحصد الشعب ثمرة زرعه وتنتهي إلى غير رجعة مظاهر الحكام الذين تسيطر عليهم الأهواء وروح الأنانية.