ملحمة العشرين.. اول ثورة وطنية في تاريخ العراق الحديث

انطلقت ثورة العشرين من ظروف اجتماعية واقتصادية مغايرة لواقعنا الراهن، فهي تعد اول ثورة في تاريخ العراق الحديث، وشكلت منعطف تاريخي وسياسي واجتماعي للشعب العراقي، وكانت البداية لتأسيس الدولة العراقية الحديثة، هذه الأهمية للثورة تنبع من الظروف المحيطة بها، والتي رافقت انطلاقها، والنتائج التي تمخضت عنها والتي كان لها أثر كبير على مستقبل العراق السياسي الحديث، حيث أنها تعد أول ثورة وطنية عراقية تحررية في تاريخ العراق, وتمر علينا هذه الايام الذكرى السنوية لاندلاع ثورة العشرين في ٣٠ حزيران عام ١٩٢٠.

قيادة الثورة

كان ولابد اخذ بعين الاعتبار القيادة الحكيمة لهذه الثورة فهي لها قادة على صعيدين, الصعيد العشائري؛ فهي انتجت قادة من شيوخ العشائر, وعلى الصعيد الديني؛ فبرزت قيادات من المؤسسة الدينية بقيادة المرجعية الدينية العليا وايضا بمشاركة فعالة وكبيرة من ابناء الشعب العراقي .

اسباب اندلاع الثورة

1- التضييق على الحريات العامة في العراق، وفرض الضرائب الباهظة التي فرضها الانكليز على سكان العراق والتي لم تكن مألوفة خلال العهد العثماني، هذا ادى الى تدهور الاوضاع الاقتصادية وارتفاع الاسعار.

2- تغيير الوضع الاجتماعي السائد في العراق قبل الاحتلال، من خلال استمالة شيوخ العشائر  ودعمه بالمال والسلاح وبكل ما يلزمه لكي يكون المسؤول أمامهم عن الأمن والنظام في منطقته أي المنطقة التي تخضع لنفوذ هذا الشيخ، مما اثار عامة الناس على هذه الاجراءات الجديدة.

3- نكث الاحتلال البريطاني بوعودهم باستقلال العراق بعد تحريره من العثمانيين، وتسلطهم على مقدرات العراق، واستخدام اسلوب القسوة ضد السكان.

4- تنامي الحس الوطني لكثير من العراقيين في مدن العراق المهمة مثل بغداد والكاظمية والنجف وكربلاء وقيام مجموعة من الزعماء المحلين بالتصدي لموضوع قضية العراق ومطالباتهم بالاستقلال.

5- دور علماء الدين في استنهاض الناس للمطالبة بحقوقهم من خلال القيام بثورة ضد الاحتلال الانكليزي، اسوة بشعوب المنطقة.

أهداف الثورة

كانت الأهداف الأساسية لهذه الثورة هي مقاومة الاحتلال والحصول على استقلال البلد الذي عانى الويلات بسبب تقسيمه إبان الاحتلال البريطاني, وقد تحققت هذه الأهداف بسبب حكمة المرجعية العليا وتضحيات الشعب العراقي  خصوصا شيوخ وابناء العشائر الغيورة الذين لبوا نداء المرجعية وفتواها في الجهاد ضد الغزاة المحتلين.

المعارك البطولية لهذه الثورة

 خاض الشعب العراقي معارك بطولية ضد عدو مدجج بالسلاح,  وبالرغم من قلة الإمكانات وبساطة الأسلحة التي كانت بحوزتهم تمكنوا من تحقيق انتصارات كبيرة كبّدت المحتلين خسائر فادحة أجبرتهم الى اعادة حساباتهم والذهاب الى خيار تأسيس الدولة العراقية بعد أن كانت خطة بريطانيا هي جلب أعداد كبيرة من شعوب جنوب شرق آسيا وتوطينهم في العراق بهدف البقاء أطول فترة ممكنه والسيطرة على مقدرات البلاد ونهب خيراته.

أعداد عباس نجم