روح التواصل
دعاء فاضل الربيعي
أن المتتبع للقضايا الاسرية بشكل عام والزوجية بشكل خاص، يرى أن هناك جملة من المعوقات التي تقف حجر عثرة في طريق السعادة المنشودة، ومن اهم هذه الامور هي الهجران او ما يعرف بالطلاق العاطفي، إذ تعد هذه الظاهرة احد اهم المخاطر التي قد يتعرض لها العش الزوجي.
في البدء يجب أن نعلم إن الأصل في العلاقة الزوجية هو الترابط والتلاقي والتواصل الذي يعرف بأنه عملية يتبادل أثناءها الزوجان مشاعرهما وتطلعاتهما، ويعزز التواصل الثقة والاحترام ويقلل سوء التفاهم ويزيد من الرضا في الحياة المشتركة.
وبلا شك ان لكل ظاهرة اسباب ومسببات تقف خلفها وتنبثق منها، ولعل من ابرز المنعطفات المؤدية الى الطلاق العاطفي هي غياب التواصل وانعدامه بشكل كبير بين الازواج، وغض النظر عن المشاكل الحاصلة بين الطرفين وعدم الاسراع الى حلها وتركها الى اطول مدة ممكنة، وكل هذا سيؤدي الى الجفاف العاطفي والتباعد والهجران، الذي صار شبح رعب يهدد الاسرة ويؤدي بالمجتمع نحو الهاوية.
قد لا يدرك الشريكان خطورة هذا الامر في بداية العلاقة، لكن قد تنكشف الحجب فيما بعد ويتضح للطرفين خطر الموقف واهمية التصدي له، فيسارع الازواج الحذقين الذين يتمتعون بروح الشراكة الحقّة، الى تضييق الخناق على المشكلة، واحتوائها والسيطرة عليها قبل ان يتسع مداها.
بينما يبقى الازواج الغافلين الذين يتصفون بالأنانية واللامبالاة عالقين في شباك وحبائل الهجران والانقطاع حتى يسوء الامر ويخرج عن السيطرة وبالتالي تفكك الاواصر وتنتزع روح المودة وتبقى الاسرة مجرد هيكل تلوح في أفقه الفرقة وتسود أجواءه الخيبة.
وحتى نتلافى الانقطاع او الهجران علينا ان نعرف اهمية التلاقي وأحقية وجوده، والسعي لخلقه في الجو الاسري من خلال الاعتراف بأهمية الآخر، وإعطاؤه الأولوية دائما. وخلق لغة حوار وتفاهم، لأن هناك معادلة لا تقبل الخطأ هي، زوجان متفاهمان متواصلان يساوي أسرة سعيدة وأبناء صالحين.
يبقى التسائل مطروح للقارئ في نهاية هذا المقال: أي نوع من الشركاء أنت؟ وكيف ستعمل على إيجاد التواصل بينك وبين شريك حياتك؟