غزو العقول .. كيف نتحرر منه ونفشل خططه؟

 

اعداد: محمود المسعودي

داء خطير يفتك بالأمم هدفه زعزعة وتغير وتشويه ثقافة شعب ما, ومهاجمة أفكاره ومعتقداته لأهداف مرسومة ومخطط لها مسبقا ويقوم بنشر وترويج الأفكار السلبية والعادات الخاطئة ، مثل تعاطي المخدرات والكحول والانتحار وغيرها، ويعد الغزو الفكري أخطر من الغزو العسكري، لكونه يهدف إلى احتلال العقل بدلا من الأرض.

لماذا الاسلام مستهدف؟

دين الإسلام هو خاتم الرسالات السماوية التي ارتضاها الله سبحانه وتعالى شريعة ومنهاجاً أبدياً للبشرية في دنياها وآخرتها، فكان هذا الدين منذ أوائل عهده قد قام على جملة من الاسس منها: الوقوف  بوجه الظلم والاستغلال والانحراف والدعوة إلى العدل والإخاء والمساواة بين البشر، وردع المستغلين والمنحرفين وهذا لا يرضي المستعمرين والمستغلين؛ لأنهم لن يستطيعوا تحقيق أهدافهم. ووجد هؤلاء أن الطريق الصحيح للسيطرة على العالم الإسلامي هو محاربة هذا الدين وتشويهه، ومحاربة الفكر الإسلامي والحضارة الإسلامية بكل جوانبها وفرض الثقافة والفكر الغربي على البلاد الإسلامية بكافة الطرق، واعتبار الحضارة الغربية وقيمها مقياس كل نهوض وتقدم، ونشر ذلك بين المسلمين حتى يقل اعتزازهم بدينهم وفكرهم وحضارتهم ويزداد إعجابهم وميلهم للحضارة الغربية.

أسـاليـب الـغـزو الـفـكري

اتخذ العدو اساليب متنوعة للغزو الفكري والثقافي لتحقيق اهدافه المسمومة في بلد معين , في هذا الصدد تقول الكاتبة نور الأسدي في مقاله لها أن: من بعض اساليب الغزو الثقافي هي:

 1ـ إشـغـال فــكر الـشـباب بـأمـور تـافهـة كـاتـباع أشـيـاء لا تـفـيد ولا تـنـفـع مـثـل: عـالم المـوضـة والقـصـات والسـياحـة الخـارجيـة.

 2ـ تـغـليف الحـقـائـق بـحـقائـق مـزيـفة مـخـالفـة للحـقـيقـة الأصـليـة فـي مـحـاولـة لتـحـريـف الأصـل بـمـا يـوافـق أهـدافـهـم وخـططهـم.. خـصـوصـاً فـي الأمـور المـتشـابـهـة الــتي تـدعـو إلـى الـشـك.

 3ـ تسـميـم أفـكـار الـشـباب عـن طـريـق بـث آراء ثـقـافـية تـحـمل مـعـانٍ رنـانـة وتـغـير فـكـر الـشـبـاب إلـى فـكـر يـهـودي مـن خـلال استـخـدام المـوقـف والـكلـمة المـؤثـرة.

 4ـ تشـجـيع الأخـلاق الـسـيئة بمـخـتلـف وسـائـلهـا والحـث عـليـها بـطـرق مـبـاشـرة وغـير مبـاشـرة واعـتبارهـا نـوعـاً مـن أنـواع الـذكـاء العـبقـري.

 5ـ الـفهـم الـخـاطـئ للحـريـة ومـعـنـاهـا وعـدم الـتفـريـق بـين الـحـريـة والـفـوضـى والـفـضـيلة والـرذيـلة والالتـزام والانـحـلال.

وسائل الغزو

لا يعتمد الغزو الثقافي على القوة العسكرية والأدوات الحربية، ولكنه يعتمد على وسائل  فتاكة تؤثر بشكل مباشر بالمجتمع , ومن أهم وسائل الغزو الثقافي هي:

الإعلام: يتحكم الغرب في أهم مفصل ، والمتخصص بوسائل الإعلام، يدرك مدى تحكم قوى الشر فيه، إذ يدعى فيه بصريح العبارة إلى الفسق والفجور والمجون، ويتم دس شبهات فيه، تشكك المرء في إيمانه.

الاستشراق: يقصد به دراسة الغربيين للشرق وعلومه وأديانه، خاصة الإسلام، وذلك لأهداف مختلفة، من أهمها تشويه الإسلام وإضعاف المسلمين.

العولمة الثقافية: فرض الثقافة الغربية عن طريق المنظمات والمؤتمرات الدولية ووسائل الإعلام المختلفة، وإن كان للعولمة وجوه مفيدة في التقنية والاتصال عمومًا، لكن لها جوانب خطيرة في الهيمنة السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية.

معالجات الغزو

مهما كانت قوة العدو تبقى هناك مقومات نمتلكها لهزيمة العدو وفشل مخططاته, فالمجتمع الذي يرتكز على مبادئ وسمات الرسالة الاسلامية فلا بد ان ينهض ويهزم العدو مهما كانت قوته, ومن ابرز عوامل النجاح تتمثل بما يأتي:

1. التربية العربية الإسلامية: تأتي على رأس القائمة فهي الأهم وهي أساس النبتة التي نزرعها بداخل أطفالنا منذ الصغر ويصبح هنا الدور الأساسي هو دور الأهل والمدرسة وذلك من خلال تدعيم ثقافتنا العربية وأحكامنا الإسلامية بصورة صحيحة ومبسطة ترسخ هذه المبادئ داخل عقول أطفالنا وذلك من خلال تعريف الأطفال بالشخصيات التاريخية العربية والإسلامية وما فعله السابقون من إنجازات لنصرة الدين الإسلامي والحفاظ على القومية العربية وكذلك الحفاظ على الصلاة والصوم وتعليم المبادئ الإسلامية كأساسيات لا يجب التغاضي عنها.

2. دور الدولة: يجب أن تتكاتف كل أجهزة الدول العربية المعنية بالأمر بدءًا من الإعلام ووزارات الثقافة والتعليم وذلك لعمل خطة ممنهجة لمكافحة مثل هذه الظاهرة مثل الأفلام والمسلسلات والندوات العلمية الخاصة بالشباب والأطفال وحلقات تلفزيونية خاصة بالتوعية، حتى تطبيقات الموبايل وصفحات التواصل يمكن استخدامها في التواصل الإيجابي بما يخدم مصلحة الشاب والأسرة.

3.دور العلماء والفقهاء: ويقصد بهم هنا ليس رجال الدين فقط ولكن يقصد أيضًا أساتذة الجامعات والمثقفون وعلماء النفس والاجتماع وأهل العلم من ذوي الخبرات وذلك لوضع منظومة متكاملة الأركان تعتمد على العلم والدين والثقافة وذلك لترسيخ المبادئ التي تعمل على مكافحة هذه الظاهرة.