المؤرخ الدكتور علي النشمي: يفترض محاكمة بعض الشخصيات الإسلامية التاريخية

حاوره: امير الموسوي

تحرير: فضل الشريفي

تعد موضوعات التعبير عن الهوية الدينية وتعزيز الانتماء لها ومعالجة الاشكالات التي تمس القضايا الوطنية محل اهتمام الباحثين والمختصين، ومن هذا المنطلق عرضنا على طاولة النقاش مع المؤرخ الدكتور علي النشمي جملة من هذه الموضوعات في الحوار الآتي:

ـــ تعكس المجتمعات بتصرفاتها وأنشطتها انتماءاتها الدينية وهوياتها الثقافية فكيف ينجح المسلم في  تمثيل الإسلام وتعزيز هويته الوطنية؟

ــ يعد قول الامام علي ابن أبي طالب (عليه السلام) ( ميدانكم الأول نفوسكم  أن قدرتم عليها كنتم على غيرها اقدر) قاعدة مهمة تصب في موضوعة تمثيل المسلم للإسلام، ولنأخذ مثالا من الأمثلة الكثيرة.. ان الإسلام انتقل الى اندونيسيا من خلال تجار مسلمين نجحوا في عكس صورة الإسلام بتصرفاتهم وأخلاقهم، وبالتالي فان المسلم لا يوجد له سبيل الا ان يقدم صورة واضحة عن الإسلام ويقدم للآخرين رفضه للعنف والتطرف الذي يمارسه المتطرفون من العصابات التكفيرية وبالتالي يقدم حاله بأنه مسلم حقيقي يمتاز بالخلق والترفع عن هذه الأشياء ويعطي صورة بأن هؤلاء المتطرفين ليس لهم علاقة بالإسلام.

ــ ما اهمية  تسليط الضوء على القدوات والرموز الإسلامية؟ وماذا يمكن ينتج عن ذلك؟ 

ــ ان الشخصيات والرموز الإسلامية هم قادتنا والاستفادة من تجربتهم والاقتداء بهم هو عنصر مهم جدا من كوننا مسلمين ولدينا كتاب الله وسنته وسيرة آل البيت الاطهار وبالتالي فإن اظهار هذه الرموز يعطينا دروسا واقعية عملية لتطبيق الإسلام في الواقع والترفع عن المعاصي، ولذلك فأن دراستها بشكل علمي وايصال ما كانت تحمله من قيم يعد مسألة ضرورية جدا ولكن ينبغي الالتفات الى عدم المبالغة في تقديم الشخصيات التي ليست بالمستوى المطلوب ويعطى لها دور كبير جدا بل  يجب ان نختار الشخصيات غير الخلافية والشخصيات العظيمة التي كان لها دور كبير في اقامة الإسلام والحفاظ عليه.

ــ يعد الخطاب الديني ركيزة أساسية في تعزيز اللحمة الوطنية وتوحيد الصف  فما السبل لنجاح هذا الخطاب؟

ــ يستوجب العودة الى الكتاب والسيرة النبوية وأهل البيت (عليهم السلام)، وعندما نعود اليهم لا نجد اي خطاب يحث على الكراهية والتفرقة وغيرها هذا أولاً . ثانيا: لا يمكن ان تعود اللحمة بين المسلمين الا لو اتفقنا على الأمور الخلافية من قبيل أنه لا يمكن ان نساوي في المدح والثناء على الإمام الحسين عليه السلام ويزيد لعنه الله ، وكذلك الأمر بين على الإمام علي (ع) وبين معاوية فلابد من التمييز، فعلي يمثل الحق والجهات المناوئة له لا شك ولا ريب انها لا تمثل الحق بل هو على النقيض منه، ولذلك يجب ان نبحث في تاريخ هذه الشخصيات ومحاكمة الشخصيات التي كانت ولا زالت مثار خلاف وان نعرف موقف القرآن الكريم وموقف السنة وموقف السيرة منها حتى لا تختلط علينا الأمور، وبالتالي لا يصبح ما قام به فلان او فلان ضد آل البيت (ع) مبررا، أما ادعاء ان كل السلف مقدس فهذا أمر مرفوض شرعاً وعقلاً كما أن ذلك  سوف يضل الناس وستقتدي بمن لا يصح الاقتداء بهم وهذا فيه خطر كبير على الإسلام ومن الضروري ايضا ان نحاكم تلك الشخصيات بدون سب وشتم وانحياز بل على ضوء القرآن الكريم والسيرة النبوية.

ــ بوصفكم مؤرخا ومهتما بالتراث.. كيف يمكن حماية تراث البلد من النهب والمتاجرة والحفاظ عليه؟

ــ ان هذه القضية مرتبطة بأشياء كثيرة منها: الأزمة الاقتصادية والسياسية والأخلاقية ولكن يجب أولا ان يفعّل القانون الذي يمنع التعرض لتراث البلد، الأمر الثاني يجب تشديد الحراسة على المواقع الأثرية لان هذه المواقع خالية من الحراسة و هي عرضة للسراق إضافة الى ذلك أن القوانين متساهلة جدا والأزمة الاقتصادية تساعد على امتهان بعض الناس هذه المهن السيئة.