صرحٌ تاريخي شاهق يوثق العمارة في حضارة العراق القديم

أدى التطور والاهتمام بالعمارة الدينية الى ظهور نمط من الأبنية كان لها المكانة الكبرى في مدن العراق القديم، وتمثلت بالزقورات التي أصبحت المعلم الأبرز للعمارة الدينية وهي عبارة عن مباني مرتفعة عن سطح الأرض قد يصل ارتفاعها إلى 80 قدما وتحوي سلالم تصل إلى 100 درجة.

الباحث والآثاري ومدير متحف الناصرية الحضاري عامر عبد الرزاق تحدث عن زقورة أور قائلا" تعد هذه الزقورة أقدم فكرة للبناء المدرّج في العالم  حيث بناها الملك أور نمو من سلالة أور الثالثة (2100 قبل الميلاد).

ويضيف" هي أقدم من الأهرامات المصرية وأهرامات بيرو والأنكا في المكسيك حيث تقع غرب مدينة الناصرية بـ 17 كلم وظهر السكن فيها منذ أكثر من أربعة آلاف عام قبل الميلاد.

وتتألف الزقورة من ثلاث طبقات وثلاثة سلالم، كل منها مؤلفة من مئة درجة, وبُنيت الزقورة على قاعدة مربعة طول ضلعها 42 مترا ترتفع الطبقات المتعاقبة والمتساوية الارتفاعات وهي صلدة ومبنية جميعها من اللبِن وقد كسيت من الخارج بطبقة سميكة من الآجر الأحمر المفخور وبطريقة هندسية تسمى (السبط), ويميل البناء إلى الداخل كلما ارتفع إلى الأعلى، مما يعطي للناظر خدعة بصرية، ليبدو أعلى من ارتفاعها الحقيقي.

وارتفاع الزقورة الحالي 16 مترا ونصف المتر  لكن ارتفاعها القديم عند بنائها الأول كان 26 مترا ونصف المتر، ولم يتبقَ من الزقورة الآن سوى الطبقة الأولى، وأجزاء من الثانية، أما الثالثة فغير موجودة، إلى جانب المعبد العلوي أيضا الذي انهار بسبب عوامل التعرية.

وتوجد في الزقورة ومن كل جوانبها "فتحات" تسمى "العيون الدامعة" يراها السائح عندما يرفع عيونه للمشاهدة إلى الأعلى، وهذه الفتحات الشاقولية الممتدة لهيكل الزقورة الداخلي تستخدم لاستخراج مياه الأمطار وتصريفها عبر الأنابيب في وقتنا الحاضر، ويخرج ماء المطر كما تخرج الدموع من العيون.

عباس نجم