الكاتبة والناشطة الفرنسية جيرارد: الإسلام وحب الآخرين يدفعانني لمكافحة الأشياء التي تزعزع العلاقة بين البشر

حوار وترجمة: حسين عصام

تحرير: فضل الشريفي

اعتادت مدينة كربلاء ان تحتضن في رحاب المرقد الطاهر للإمام الحسين (عليه السلام) في كل عام من شهر شعبان وفوداً وشخصيات مرموقة من شتى أرجاء المعمورة يلتقون على مائدة التحاور الثقافي والفكري يجمعهم مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي ليدلو كل بما لديه وليحمل في ذهنه وفي وجدانه تصورات ورؤى عن مدينة كربلاء وما دار على أرضها من أحداث شكلت وتشكل موضع اهتمام لدى جميع الشعوب لما تضمنته هذه الاحداث من قضايا محورية مشتركة.

مهرجان ربيع الشهادة  بنسخته الـ (16) هو حلقة مكملة للنسخة الماضية، وكالحلقات الأخرى تميزت هذه الحلقة بضمها عدد من الشخصيات والوفود الاجنبية من مفكرين وكُتاب وصحفيين كان من بينهم المستبصرة ، الكاتبة، والناشطة النسوية سلفي جيرارد من فرنسا.

ــ مركز الإعلام الدولي: السيدة سلفي ضيف مميز من ضيوف المهرجان نود التعرف أكثر على شخصكِ.

ــ أنا سلفي جيرارد فونتان، من فرنسا، مستبصرة وكاتبة وناشطة نسوية وشاعرة.

ــ مركز الإعلام الدولي: ان تكوني في رحاب مدينة كربلاء وضيفة من ضيوف المهرجان هو حلم تحقق كنتِ بانتظاره حدثينا عن ذلك.

ــ تشرفت هذا العام بزيارة كربلاء بدعوة من العتبة الحسينية المقدسة للمشاركة في مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي، وهذه المرة الثانية التي اتشرف من خلالها بزيارة كربلاء والمشاركة في المهرجان حيث المرة الاولى كانت في عام 2015 وكان شرف عظيم ومنذ ثمان سنوات وأنا انتظر هذه اللحظة بلهفة كبيرة.

ــ مركز الإعلام الدولي: لماذا هذه اللهفة وهذا التشوق؟

ــ في الواقع أنا شخص قام برحلة روحية كبيرة، حيث افنيت حياتي كلها في التعلم والمحاولة لاكتساب المعلومة و المعرفة من أجل نشرها وهذا ليس فقط في نطاق التعريف والترويج للإسلام ولكن في مختلف المجالات، حيث سعيت جاهدة، من خلال ما استلهمته من أحاديث الرسول الأكرم وأهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم ومن خلال بحثي عن الحقائق سعيت لمكافحة الظلم والنفاق والخيانة، هذه الصفات السيئة التي تزعزع العلاقة بين البشر وما دفعني لذلك هو حبي للآخرين، هذا الحب الموجود في داخلي منذ نعومة اضفاري.

ــ مركز الإعلام الدولي:  دخولكِ الإسلام حدث غير مسار حياتكِ كما علمنا، فكيف حصل هذا التحول؟

ــ هذه هي قصة حياتي، انا انحدر من عائلة كاثوليكية وعند بلوغي عشرين عاماً من العمر توفيت والدتي وفي ذلك الوقت اعتقدت بأنني ملحدة ولم يكن لدي اي اعتقاد بالدين الكاثوليكي، لأنني كنت ارى الكثير من الرياء وعدم المصداقية في ذلك، وعندما فقدت والدي بدأت التفكر في الآخرة والاعتقاد بها حيث بدأت بتعّلم الصلاة والدعاء حتى لا تذهب والدتي الى جهنم وهكذا بدأت رحلتي الروحية واهتمامي وتقربي شيئاً فشيئاً من الحقائق طوال حياتي حتى اصبحت قريبة الى الإسلام و خلال حياتي حدثت معي احداث كثيرة وهي كلما بحثت عن الحقائق كلما تقربت اكثر من الله جلّ علا ، بعد ذلك دعوت الله ليرشدني الى الطريق السوي وله الحمد والشكر استجاب دعائي وهداني الى الإسلام وجعلني من اتباع اهل البيت عليهم السلام، وهكذا أنا على هذا الطريق منذ خمسة وعشرين عاماً.

ــ مركز الإعلام الدولي: كونك شاعرة ماذا كتبتِ بصدد مدينة كربلاء التي تحوز جانباً كبيراً من اهتماماتكِ؟

ــ ألفت العديد من الشعر حول كربلاء وأهل البيت عليهم السلام، ولأنني فرنسية الأصل عملت مع العديد من المؤسسات الدينية من خلال تدقيق النصوص المترجمة الى اللغة الفرنسية حيث عملت مسبقاً على تدقيق النصوص الفرنسية التي صدرت باللغة الفرنسية من العتبة الحسينية من كتب ومقالات تنشر ورقيا وعلى المواقع الالكترونية، وكذلك الحال مع العتبة الرضوية المطهرة وبقية المؤسسات الشيعية التي لها نتاج باللغة الفرنسية، كما أنني سافرت الى العديد من بلدان العالم وزرت الكثير من المؤسسات الشيعية هناك واقمنا العديد من الندوات والمؤتمرات التعريفية بسيرة اهل البيت عليهم السلام.