طاق كسرى صرحٌ حضاري يحكي تاريخ العراق القديم

يقع طاق كسرى في منطقة المدائن جنوب بغداد, وللمدينة اسم ثاني يعرف بـ سلمان باك ذلك لأن الصحابي الجليل سلمان الفارسي مدفون فيها بالإضافة إلى الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان.

ويرى مؤرخون أن إيوان كسرى بني من قبل آنو شروان  كسرى الأول وحاكم الإمبراطورية الساسانية وفي وقته كان من أعظم القصور وهو من العجائب المعمارية. 

هذا المعلم الاثري يمثل أكبر قاعة لإيوان كسرى  وهي مسقوفة بالأجر على شكل عقد دون استخدام دعامات أو تسليح, ويبلغ طول الطاق 100 ذراع وعرضه 50 ذراعًا فيما يبلغ ارتفاعه عن الأرض 30 مترًا.

 كان مقر الملك في فارس يدعى  بالقصر الأبيض وفي وسطه إيوان كسرى وقاعة ُالعرش وعلى جدرانها رسمت معركة أنطاكية التي دارت بين الفرس والروم.

و يشيع بين بعض المسلمين أنه عند ولادة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)انطفأت نار الفرس المجوس التي كانت موقدة دوما في الإيوان منذ آلاف السنين وانشق حائطه, وآثار الإيوان المغطى لازال محتفظا بأبهته وكذلك الحائط المشقوق, وفي الوقت الحالي تقوم دائرة الآثار في العراق بصيانة البناء والعناية به.

وقد وصف البحتري إيوان كسرى في سينيته المشهورة

فإذا ما رأيت صورة أنطاكية ارتعت بين رومٍ وفُرس ِ

والمنايا مواثلٌ وأنوشر  وانَ يزجى الجيوش تحت الدِرَفس ِ

وعِراكُ الرجال بين يديه  في خفوتٍ منهم وإغماضُ جَرس ِ

من مشيحٍ يهوى بعامل رمحٍ  ومُليحٍ من السّنان بترس ِ

فهذا مقبل عليك برمحه وهذا متردد محاذر يحتمى بدرعه

تصف العينُ أنهم جِدُّ أحياء  لـهم بينهم إشارة خـرس ِ

يغتلى فيهم إرتيابىَ حتى  تتقراهمُ يداي بلمس ِ

ليس يدرى أصنع إنسٍ لجنٍّ  سكنوه أم صنع جنٍّ لإنس ِ

فكأنى أرى المراتب والقومَ  إذا ما بلغت آخر حِسّى

وكأن الوقوف ضاحين حَسرى ** من وقوفٍ خلف الزحام وخُنس

 

عباس نجم