خان الحماد تحفة تراثية ومحطة لاستراحة الزائرين

عندما تذهب من كربلاء باتجاه النجف الاشرف فهنا لابد من المرور بمنطقة خان النص التاريخية والتحفة المعمارية الفريدة, حيث يأخذنا الشوق لرؤية هذا الصرح المعماري القديم وحياة أجدادنا القدماء, وهو يُعد من اقدم الخانات في المنطقة و له عدة أسماء منها خان النص كونه يقع في منتصف الطريق ما بين كربلاء و النجف، و خان الحماد لأنه يقع في منطقة صحراوية خالية من السكان حينها, كذلك يسمى بخان الوقف لأنه كان يأوي الزائرين بين كربلاء و النجف.

ويعود تاريخ بناء الخان الى عام 1774, وقد شهد انتفاضة أبو كلل، وذاكرة أهالي الحيدرية، فضلاً عن أنه نقطة تجمع وشروع للمواكب الحسينية، حيث تم بناء هذا الخان في عهد الوالي العثماني سليمان وإستُخدم الطابوق الفرشي في تشيده، ليكون محطة استراحة لزوار المراقد المقدسة و المسافرين ما بين الشام و أيران و الخليج العربي.

و يمتاز خان النص بكونه يتضمن مجموعة من الصحون المختلفة من حيث المساحة، تحيطها الاواوين التي يقيم فيها المسافرين بالإضافة إلى بئر ماء يتوسط الباحة، و حمامات و سلالم تؤدي إلى سطح الخان , و بوابات مؤمنة لحماية الزوار و امتعتهم من اللصوص و قطاع الطرق آنذاك,

وكذلك دكتان( منصتان ) ترتفعان متر ونصف عن الارض مخصصتان للصلاة و الاستراحة في الهواء الطلق, و ملحقات اضافية مخصصة للخيول ولتخزين أمتعة المسافرين.

و لغاية اليوم يحظى الخان بمكانة كبيرة لدى أهالي الحيدرية لكونه شاهد على تأريخ المنطقة وارث تراثي وحضاري يقصده السائحين.

عباس نجم