طاق الزعفران.. مشهد شاخص وتراث كربلائي مميز

عندما نتجول في ازقة مدينة كربلاء القديمة تغمرنا الدهشة لما فيها من مواقع تراثية تميزها عن غيرها من المدن.

واحدة من هذه المشاهد الشاخصة على مر التاريخ هي محلة (باب الطاق) التي يعرف طاقها بإسم (طاق الزعفران) والذي يعد بوابة المدينة القديمة، وطاق الزعفران هو أحد الأطواق التي لا تزال شاخصة بمعالمها التراثية، وهي عدة أطواق تتمثل في:

١.طاق ابو مدار: يقع في مقدمة عگد مضيف بني سعد من جهة شارع السور سابقا وحاليا يسمى شارع محيط باب الطاق.

٢.طاق ابو لبن: يقع مقابل عگد النصه - الشارع الممتد الى شارع السدرة.

٣. طاق الزعفران: يقع في سوق باب الطاق. 

وكربلاء كانت تتكون من أبواب عديدة اخرى مثل باب السلالمة، وباب الخان، وكانت هذه الابواب في كل عصر تؤدي خدمة ما، كالحماية والسيطرة على الناس الغرباء، وكذلك مقراً لانطلاق المواكب الحسينية المعزية باستشهاد الامام الحسين (عليه السلام).

الا ان هذه الابواب لم يتبقى منها أثر سوى هذا الطاق الذي يسمى الزعفران، وقد بني قبل قرابة 250 سنة ولازال محافظاً على جماله.

سبب تسميته

يرجع اصل تسميته بـ(طاق الزعفراني) الى بيت السيد ابراهيم الزعفراني، وهو قائد الثورة التي قام بها أبناء كربلاء ضد الوالي العثماني نجيب باشا سنة ١٨٤٢، وكان مقر داره بمكان الطاق حاليا، حيث كان الثوار يجتمعون في دار السيد.

وإبان تلك الفترة التي شهدت اضطرابات واحداث عنف واعتداء على مدينة كربلاء، تعرض الطاق لقصف بالمدفعية بسبب المعارك العنيفة التي حصلت بالمنطقة، وبعد انتهاء تلك الاحداث قام أبناء المحلة بترميمه مع المحلات المجاورة.

يقول أحد أبناء هذه المحلة، سمعت من جدي ان هذا الطاق بني  مرة أخرى على يد تاجر كبير  لكون بضاعته التي ينقلها على ظهور الجمال كبيرة وقافلته واسعة فقام ببناء هذا الطاق ومن فوقه شباك او كما كان يسمى شناشيل، ليشاهد القافلة من غرفته المطلة على الطاق، ويعدّها ويتأكد من ورودها الى كربلاء عبر هذا الباب، الذي كان يؤدي الى سوق في منطقة باب الطاق، يكتظ بالتجار العراقين، والاجانب امثال الافغان والهنود والايرانين.

تقرير: عباس نجم