لأهميتها عالميا .. كربلاء تشهد إقامة مؤتمر يعنى بدعم الطاقة وتقليل الانبعاثات

تقرير: عماد بعو

 

شهدت قاعة خاتم الانبياء(صلى الله عليه وآله) في العتبة الحسينية المقدسة في كربلاء اليوم السبت الموافق 14 / 10/ 2023, مؤتمر المبادرة الوطنية لدعم الطاقة وتقليل الانبعاثات بحضور خبراء وشخصيات مهتمة بالشأن البيئي.

وبصدد تفاصيل المؤتمر ورسالته  قال نائب الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الدكتور علاء ضياء الدين في كلمة له  مخاطباً فيها المهتمين والمشاركين " انتم مدعون للانفتاح على هذه المشاريع والتي قد تكون لمستقبل بعيد، فهنالك مشاريع كثيرة منها مشاريع معالجة النفايات التي لا يوجد مثلها في العراق، والعتبة الحسينية المقدسة بدأت تدرس هذه المشاريع وفي القريب العاجل سينجز المشروع، كما ان جميع المشاريع الإنسانية لها اهتمام كبير لدى ادارة العتبة الحسينية المقدسة".

وتابع كلمته بالقول "إن العتبة انجزت عدة مشاريع في المجالات الزراعية والصناعية المدروسة واهمها مشاريع بناء الإنسان, حيث إن بناء الإنسان له تأثير واسع وكبير على البيئة، وقد احتضن الصحن الحسيني الشريف العديد من الفعاليات والمؤتمرات الوطنية ومنها ، مؤتمر لوزارة البيئة يخص مبادرتها حول ادارة التجمعات والمناسبات الدينية في كربلاء المقدسة بشكل مستدام، وبحضور شخصيات حكومية واكاديمية".

وأشار نائب الأمين العام للعتبة المقدسة الى أن  "العتبة الحسينية تسعى لتلبية كل الحاجات والخدمات الانسانية، سيما في الجانب البيئي وقد أولت العتبة المقدسة المشاريع الخدمية والصحية والزراعية أهمية كبيرة, لما  لهذه المشاريع من  مردودات انسانية كثيرة وخاصة على البيئة".

مشروع المدن المستدامة

الدكتور طه درع السعدي، مستشار وزارة الموارد المائية, في تصريح لمركز الإعلام الدولي تحدث عن مشروع المدن المستدامة بالقول "إن المؤتمر يناقش موضوع المدن المستدامة في مدينة كربلاء المقدسة, ونحن فريق المبادرة الوطنية لدعم الطاقة وتقليل الانبعاثات ندعم هذا المؤتمر باعتبار ان هذه المبادرة  تم تأسيسها من قبل الأمانة العامة لمجلس الوزراء لمعالجة التغيرات المناخية والتحديات الموجودة وايجاد الحلول, مشيرا الى أن" من أهم الحلول هو تقليل آثار التغيرات المناخية والحد من التصحر وتغير درجات الحرارة  وتقليل الانبعاثات الملوثة للجو من خلال اللجوء للمدن المستدامة سواء باستخدام الطاقة المتجددة او الطرق العلمية التي تتناغم مع الطبيعة ولا تؤدي الى صراع بين الإنسان والطبيعة, مبينا ان "كربلاء المقدسة عليها ضغط كبير جدا من  قبل الزائرين, فنلاحظ سنويا أن الملايين يزورونها مع سكانها الموجودين, فعلينا ترشيد استخدام الطاقة وان تستخدم الطريقة الحديثة والمستدامة والطرق المتجددة لتقليل الضغوطات, وهذا المؤتمر هو تأسيس ليكون انطلاقة لهذه التجارب ومن مدينة كربلاء المقدسة".

تجارب عراقية ناجحة في كربلاء

وحول التنسيق والتعاون مع العتبة الحسينية المقدسة تحدث مستشار وزارة المائية قائلاً "عندما نجتمع في العتبة الحسينية المقدسة باعتبار أن هناك نموذجا ناجحا لما نريد ان نطبقه في العراق, فنلاحظ ان العتبة في مشاريعها لديها تجارب ونماذج ناجحة, وندعو الجميع ان تستفيد من هذه التجارب ونلاحظ  تطورا كبيرا في مشاريعها وهي افضل نموذج والأنجح على مستوى العراق".

آليات تنفيذ مشروع المدن المستدامة

الدكتور محمد حميد العزي، الخبير والمدقق البيئي في وزارة النفط  تحدث عن تفاصيل مشروع المدن المستدامة قائلاً " قدمنا مشروع المدن المستدامة لتحويل المدن النامية المتهالكة الى مدن مستدامة ذكية ومرنة في نفس الوقت, مؤكدا أنه" يمكن معالجة بعض الملفات والتي هي عبارة عن ثمان ملفات منها البيئة والهواء والطاقة والنفط والغاز والكوادر وعلى رأسها ملف التعليم, موضحا أن" كل ملف من هذه الملفات نعالجه ضمن القياسات الدولية التي تخصه وهو يؤثر سلبا او ايجابا على تحويل المدينة الى مدينة مستدامة, ونحن بدورنا نستخدم القياسات الدولية لهذه الملفات المهمة وتحويل المدينة النامية الى مستدامة ومن ثم الى ذكية والى مرنة".

وختم قوله  "ندعو ضمن المبادرة الوطنية الى ترشيد استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية, والتي تشرف عليها الأمانة العامة لمجلس الوزراء وتنفذها وزارة البيئة".

لماذا مدينة كربلاء؟

وعن سبب اختيار مدينة كربلاء نموذجاً لمشروع المدن المستدامة ذكر الخبير العزي ان  "اختيارها يعود لجملة من الأسباب واهمها أنها مدينة قدسها الله سبحانه وتعالى بالإمام الحسين (عليه السلام) وكونها مدينة مهمة عربيا وعالميا اضافة الى موقعها الاستراتيجي وتتوفر فيها خامات ثقافية وعلمية ناهيك عن كثرة المراكز الثقافية في المدينة, وكذلك وجود الموارد الطبيعية بكثرة, لهذا تم توجيهنا الى مدينة كربلاء وعرض مشروع المدن المستدامة لتكون كربلاء نموذجا يحتذى به لتحويل بقية المدن العراقية الى مدن مستدامة".