مرجعية أستاذ المجتهدين الشيخ محمد حسين النائيني

 

الشيخ الأفخم، والأستاذ الأعظم الشيخ ميرزا محمد حسين النائيني (ت 1355 هـ) من أبرز أساتيذ الفقهاء، وأشهر مجددي  علم الأصول، رمز القداسة، وركن الإسلام، وشيخ المراجع الأجلاء.

كتبت عنه بحثاً كبيراً بعنوان (الشيخ محمد حسين النائيني... رائداً)بحثت فيه نشأته ودراسته في لمحات نادرة، وأشرت الى هجرته الى سامراء  أولاً في عهد المجدد الشيرازي، ومن ثم هجرته المباركة الى النجف الاشرف في مرجعية الأخوند الخراساني، وتعظيم الأخوند له، ولم يدرس على يديه، بل أصبح أحد أعضاد الملة، يحول اليه الاستفتاءات، وما يكتبه النائيني يوقعه ويختمه الأخوند، كان أبرز مستشاريه، والمع حضّار هيأته العلمية المنعقدة ليلاً في منزل الاخوند بعد درسه للأصول، وعليها معول الأخوند في تسيير دفة أمور المرجعية. 

ولقد تحدثت عن النظريات  الابتكارية عند الميرزا النائيني في علم الأصول، وأشرت اليها اشارات نافذة تسأتهل المراجعة، كما أعطيت نموذجاً من فتاواه الاستدلالية في سؤال وجهه اليه الإمام السيد محسن الحكيم. وقد لحظت في فتاواه نوعين من الاجابة فإن كان السائل من العلماء أجابه استدلالياً، وإن كان ماعداه إجابه فتوائياً دون استدلال.

وقد تحدثت عن كتابه (تنزيه الملة وتنبيه الأمّة) وشرحت مبادءه الدستورية شرحاً مختصراً، وتحدثت عن تلامذته من أساطين العصر: كالشيخ حسين الحلي، والشيخ محمد علي الكاظمي، والشيخ موسى الخوانساري، والسيد  أبو القاسم الخوئي، والسيد عبد الأعلى السبزواري، والشيخ محمد طاهر الشيخ  راضي  والسيد شهاب الدين المرعشي، والشيخ محمد حسين المظفر، والشيخ محمد رضا المظفر وأضرابهم  من المجتهدين الأكابر.

 وقد وفق الله سبحانه وتعالى أن كتب أحد تلامذتنا في كلية الفقه رسالته للماجستير وعنوانها (الفقه الدستوري عند الإمام النائيني) وتوفي النائيني في جمادى الأخرة/ 1355هـ ورثاه فريق من الشعراء، ومنهم الوالد الشيخ علي الصغير بقصيدة مطلعها:

عجبت كيف طواك القبرُ يا علمُ          وما أنطوى منك فردُ فيه بل أممُ

المصدر: كتاب المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف مسيرة ألف عام

للأستاذ الأول المتمرس في جامعة الكوفة الدكتور محمد حسين علي الصغير