اللغة الرابعة عالمياً : مفهومها وأهميتها وعلومها

تعتبر اللغةِ العربيّة من اللغات السامية والكثيرة التداول والاستخدام بين الناس، ومن أقدم اللغات الحيّة في الأرض، وهي تحتوي على ثمانية وعشرون حرفاً يمكن تكوين كلمات لا تعد من هذه الحروف ، وهي تُكتب من اليمين إلى اليسار ، كما ويطلق عليها اسم لغة الضَّاد, حيث تعتبر اللغة الرسمية لجميع الدول التي تشكل جامعة الدول العربية، والتي يبلغ عددها أثنان وعشرون دولة،  وتعد اللغة الرابعة عالمياً, فهي بذلك تعتبر اللغة الأم لأكثر من مئتين مليون شخص يقيمون في هذه المناطق الجغرافية، والتي تمتد من جنوب غرب آسيا إلى شمال غرب أفريقيا، كما أنها تعتبر لغة العبادة لأكثر من مليار مسلم من جميع أنحاء العالم، فهي "لغة القرآن" الكتاب المقدس للإسلام والمسلمين.

مفهومها

يُمكن تعريف اللغة العربية أنّها اسمٌ مشتقٌّ من الإعراب عن الشيء، أي الإفصاح عنه، وهي تعني من حيث الاشتقاق لُغة الفصاحة، وتُعد واحدة من أكثر اللغات انتشارًا في العالم، حيث بلغ عدد المتحدثين بها 300 مليون نسمة في المناطق التي عُرفت باسم العالم العربي، كما أنّ العديد من المناطق المُجاورة يتحدّثون بالعربية أيضًا؛ كإيران والسنغال وتشاد ومالي وتركيا، ومن المعروف أنّ اللغة العربية من أكبر فروع اللغات السامية التي تحدّرت منها وأقدمها، وتكمن أهميّتها لدى أتباع الديانة الإسلامية؛ فهي لُغة أهم مصدرين من مصادر التشريع ومن الضروري ذكره عند تعريف اللغة العربية أنها لغة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وقد ارتفعت مكانة اللغة العربية بانتشار الإسلام في شتى أنحاء البلاد العربية، وأصبحت لُغة السياسة والعلم والأدب، كما أنّها أثّرت تأثيًرا مُباشرًا وغير مُباشر بمختلف اللغات الأخرى في العالم؛ كاللغة التركية والفارسيّة والأرديّة.

نشأتها 

نشأت اللغة العربية الفصيحة في شمالي الجزيرة العربية, ويرجع أصلها إلى العربية الشمالية القديمة التي كان يتكلم بها العدنانيون, وهي لغة تختلف في كثير من مكوناتها وأساليبها وأصواتها عن العربية الجنوبية القديمة، التي نشأت في جنوبي الجزيرة وعرفت قديما باللغة الحميرية، وكان يتكلم بها القحطانيون (أحمد حسن الزيات، تاريخ الادب العربي).

ويرى حنا الفاخوري صاحب تاريخ الأدب العربي ان العربية، ولاحتباسها في جزيرة العرب، لم تتعرض لما تعرضت له باقي اللغات السامية الأخرى من اختلاط، فظلت بذلك محافظة على نقائها وأصالتها وخصائص اللغة السامية الأم.

ويذهب البعض إلى أن يعرب بن كنعان كان اول من اعرب في كلامه، وتكلم بهذا اللسان العربي فسميت العربية باسمه (البستاني) وورد في حديث نبوي أن نبي الله إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، كان هو اول من فتق لسانه بالعربية المبينة وهو ابن أربعة عشرة سنة (صححه الألباني في صحيح الجامع) فيما يبتعد فريق ويرون ان العربية كانت لغة آدم في الجنة .

أهميتها

تحتل اللغة العربية اليوم مكانة هامة جدا لملايين الناس في العالم، وتتجلى أهميتها في:-

تعزيز التقدم الحضاري: فاللغة العربية تتوفر على إمكانية التجدد والتكيف مع العلوم الأخرى كـالفلسفة والبيولوجيا والطب والهندسة والفلك وغيرها من العلوم.

الوصول إلى درجة كبيرة من الإبداع في مختلف مجالات الأدب والثقافة، فهي لغة الثقافة والعلم والتعليم.

 تعمل على تكوين شخصية الإنسان, فهي تعطي قيمة كبيرة للإنسان الذي يجيدها، وتؤثر على أخلاقه وإدراكه للأمور واستيعابه للقضايا المختلفة.

وسيلة الدخول إلى العالم العربي, فهي اللغة الوحيدة للتخاطب معه، لذلك تلجأ جميع الشركات والمنظمات والهيئات ، وكذا رجال الأعمال والسياسة والفكر والإعلام إلى استعمالها أثناء توجيه خطاب معين للعالم العربي، أو أثناء إشهار سلعة أو منتوج معين.

كما أنها اللغة الوحيدة التي تتيح للباحثين والعلماء المهتمين بدراسة العالم العربي فهم تاريخه وثقافته وحضارته .

تعد اللغة العربية مفتاحا لفهم القرآن الكريم وأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام بالنسبة للمسلمين جميعا، حيث يتطلب فهم القرآن والسنة النبوية إجادة دقيقة للغة العربية .

تلعب اللغة العربية اليوم دورا كبيرا في حفظ الدين، فهي تعمل على نشره وبالتالي نشر الفضيلة بين الناس في المجتمعات العربية وغيرها، كما تعمل على نشر الفهم الصحيح للإسلام.

تشكل هوية لحوالي 300 مليون شخص، حيث تعد جزءا لا يتجزأ عن دينهم وتاريخهم وثقافتهم.

تتوفر على فصاحة كبيرة مما يجعل منها لغة ذات كلام بعيد عن الضعف والركاكة.

تتوفر على رصيد ضخم من المفردات، الأمر الذي يجعلها قادرة على استيعاب جميع المواضيع والعلوم والقضايا المختلفة.

أدرك العرب الأوائل ضرورة عنصر المعايشة لاكتساب اللغة الفصيحة، فقد حرصوا على إرسال أبنائهم إلى البادية حيث الفضاء الرحب، والصفاء اللغوي، بغية إكسابهم اللغة نقية مبرأة من غنج المدينة، ولكنة الحضر و رطانته، ولم يكن نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم استثناء، حيث دفع به إلى بادية بني سعد، فرضع مع حليب السيدة الطاهرة حليمة السعدية فصاحة اللسان وروعة البيان فكان أفصح العرب.

خصائص اللغة العربية

•  الترادف والتضاد اللذان يعتبران مظهراً من مظاهر اللغة العربيّة، والمقصود بالترادف: هي الحالة التي يطلق فيها عدّة ألفاظ للمعنى الواحد، مثل: العسل والشهد.

•  الأصوات، إذ إنّ اللغة العربية بلغت الكمال والإعجاز خاصَّة في الصوت.

•  دقة التعبير، ذلك أنَّ اللغة العربيّة تميزت بالفصاحة، والرَّصانة والشدَّة والرخاوة وسلامة التركيب.

•  التعريب، وهي عبارة عن عملية تهذيب للكلمة التي تخرج وفقاً للأوزان العربيّة.

•  الاشتقاق، إذ إنَّ اللغة العربيّة تمتلك خاصية الاشتقاق التي تميزها على غيرها من اللغات الأخرى، كما ويقصد بها: اقتطاع فرع من أصل، وأخذ صيغة من صيغة، وشيء من شيء، ولفظ من لفظ.

•  تتميز اللغة العربيّة بإمكانيّة الإِعراب، أي الذي يُعتبر من أقوى عناصر اللغة العربيّة، ومن أقوى خصائصها، وهو عبارة عن تغيير الحالة النموذجيّة والنحوية للكلمة بعد تغيّر العوامل التي تدخل عليها، حيث تتمثل أهميته في نقل المفاهيم، وكذلك حمل الأفكار، ودفع الغموض، والتعبير عن الذات بالإضافة إلى فهم المراد.

•  كما وتتميز اللغة العربيّة بالاشتقاق المرن وجذورها المتناسقة، إذ إنَّ لكلِّ كلمةٍ جذراً أصلياً.

•  الإيجاز.

•  سعة اللغة العربيّة، حيث أنّها زاخرة بمفرداتها.

•  التمييز بين المذكر والمؤنث، كما أنّها تحتوي على الضمائر الخاصّة بكلٍّ من المذكر والمؤنث.

•  للغة العربيّة قدرة على استيعاب اللغاتِ المختلفة الأخرى.

علوم اللغة العربيّة

تُقسم اللغة العربية إلى مجموعة كبيرة من العلوم، ومما لا شكَّ فيه أنَّ كل علم من تلك العلوم يهتم بدراسة قسم معين، ولمعرفة المزيد من المعلومات عن بعض الفروع إليكم ما يلي:

علم النحو: يُعرَّف علم النحو بأنه العلم الذي يدرس الجمل الموجودة في اللغة العربية، وهو يُعرِّف عن تكوينات الجملة من الأساس والقواعد الإعرابية.

علم التضاد والترادف: يُوضح كل منهما معنى الكلمة وضدها في اللغة العربية.

علم البلاغة: يختص علم البلاغة بتناول مدى تأثير الجمل والكلمات ومالها من بيان الحسن، وعامةً وضع العلماء هذا العلم بهدف توضيح جميع التراكيب الموجودة في الجمل، ويُقسم لثلاثة أقسام هي: علم البديع وعلم البيان وعلم المعاني.

علم القوافي والعروض: يهتم هذا العلم كثيرًا بميزان الشعر العربي، ويُوضح حالة الأوزان، ويُفرق بين المكسور والموزون، وهو علم يُطلق عليه كثير من الأسماء مثل علم الميزان الشعري أو موسيقى الشعر.

اعداد : امير الموسوي