مؤسسة العين.. عنواناً للإنسانية والتكافل الاجتماعي في العراق

في الوقت الذي يمر به العراق من عدم استقرار وتراجع في الرعاية والخدمات في قطاعات وشرائح اجتماعية واسعة، برزت مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية، التي تعنى بالتكافل الاجتماعي ورعاية الايتام.

والعين هي مؤسسة إنسانية مستقلة ذات نفع عام تُعنى بشؤون يتامى الشهداء الأبطال من المتطوعين الذين لبوا نداء المرجعية العليا في الدفاع عن العراق ومقدساته، ويتامى الشهداء من ضحايا العمليات الإرهابية في العراق، وكذلك يتامى المتوفين وفاة طبيعية ممن هم بحاجة إلى رعاية.

وتحظى هذه المؤسسة بدعم ومباركة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) فقد أَذِنَ سماحته للمؤسسة في استلام الحقوق الشرعية لصرفها على اليتامى.

والمؤسسة إضافة إلى رعايتها لليتامى فهي معنية بتقديم المساعدات للنازحين، فبعد تعرض مناطق (تلعفر، الحمدانيـة، كركوك و ديالى) إلى هجمـة شرسة من قبـل العصابـات التكفيرية التي خلفـت الدمار الشامـل للأرض والإنسان، والتي حصل عـلى إثرها نزوح العوائل من مناطقهم إلى مناطـق بعيدة ونائيـة، واجهـت خلالها شتى المصاعب والمواقف المؤلمة، هـرعـت مؤسـسـة العـين للرعايـة الاجتماعية مـن اللحـظـة الأولى - انسجاماً مع توجيهات المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف- الى تسخـير كـل الإمكانات واستنفار كل الطـاقـات، وأعـدت لهـذا الغـرض حملـة إعلاميـة في بغـداد والمحافظات لجمع التبرعات لتلك العوائل التي عانت وعاشت مآسي حقيقيـة لعدم توفر أبسط احتياجاتهم، كالمسكن والمأكل والمشرب والألبسة وغيرها..

تم تأسيس المؤسسة يوم 13 من كانون الثاني 2006 ولها الآن مقر رئيسي وفرعان و (16) مكتباً في بغداد و17 فرعا و 44 مكتباً في المحافظات العراقية المختلفة، إضافة إلى 16 مكتباً خارج العراق، وقد بلغ عدد اليتامى المكفولين لدى المؤسسة حتى نهاية عام 2017 أكثر من 50 ألف يتيم، بينما بلغت الميزانية الكلية المصروفة للمؤسسة حتى نهاية عام 2017 نحو 205,777,867,410 دينار عراقي.

أهداف المؤسسة

• كفالة ورعاية عوائل ويتامى الشهداء المتطوعين الذين لبوا نداء المرجعية وشهداء العمليات الإرهابية.

• دعم العوائل النازحة.

• توثيق اليتامى وعوائلهم (من شهداء العمليات الإرهابية والشهداء المتطوعين الملبين لنداء المرجعية)؛ ليكون ذلك قاعدة بيانات يمكن الرجوع إليها.

• حث المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الإنسانية الخيرية والإعلامية، و الميسورين من الشخصيات المعنية برعاية اليتامى؛ على تحمل مسؤولياتهم والقيام بواجباتهم تجاه اليتامى للإسهام في رعايتهم وكفالتهم.

• رفع الحيف عن العوائل واليتامى المستفيدين من رعايتها وردم الفجوة (النفسية، المادية، الإجتماعية، الصحية، التربوية، العلمية وغيرها..) من خلال تقديم الدعم والإسناد؛ ليكونوا منسجمين مع مجتمعهم ومحيطهم.

• توسيع الرقعة الجغرافية لنشاطات وفعاليات المؤسسة؛ لتغطية أكبر عدد ممكن من اليتامى والعوائل المستفيدة من خدماتها من النواحي كافة.

• رعاية العوائل المنكوبة من النازحين والمهجرين, المتضررة من جراء الأحداث الإرهابية وتقديم الدعم لهم بجميع أنواعه (المالي، المعنوي، والصحي والمعيشي)

• إقامة البرامج الخاصة بتأهيل اليتامى وتقديم يد العون لهم من أجل إصلاحهم، وتوفير الظروف المناسبة لكي ينشأوا نشأة سليمة

اخـتـيـار اليـتـامى

تعتمد المؤسسة نظاما دقيقا لاختيار الأيتام الذين ترعاهم من خلال وضعها سلسلة من الاجراءات تبدأ برصد الحالات التي تستحق الاعانة وتسجيلها ثم قيام وفدٍ نسوي بزيارة عوائل الأيتام ميدانيا، وتدوين  المعلومات المطلوبة في استمارة تتضمن عشرات الفقرات معززة بالصور للإحاطة بِكل التفاصيل المتعلقة بالعوائل بمهنية وشفافية عاليتين وتخضع  المعلومات المأخوذة من استمارة البيانات لعملية تدقيق وتحرِّ للتثبّت منها.

ويجري بعد ذلك تقييم الحالات اعتماداً على الموارد المالية لعائلة اليتيم ووضعها الاجتماعي ونوع السكن الذي يأويها وما يحتويه من أثاث إلى جانب الصحة البدنية والنفسية لأفراد العائلة ومستواهم الدراسي وتحدد بموجب ذلك العوائل الأشد ضعفا لتحتضن وفق ما يتوافر لدى المؤسسة من موارد.

وتتخذ العين تقاطع المعلومات مع الجهات ذات العلاقة في القطاع الحكومي والمؤسسات ذات العمل الإنساني المشابه وسيلةً لتجاوز مشكلة تلقي عائلة ما مساعدة من أكثر من جهة وعدم تلقي عائلة أخرى أي مساعدة.

وتحرص المؤسسةُ على رعايةِ اليتيمِ ضمنَ عائلتِه تحت وصاية والدته في الغالب، ولا ترعاه في ملاجئَ تعزلُه عن بيئتهِ الطبيعية.

وتجري إعادة تقييم لمحتضنين لدى المؤسسة كل ستة أشهر لضمان استحقاقهم المعونة التي تقدمها لهم. فإذا توافرت لهم موارد كافية تغنيهم عن المساعدات تقطع المؤسسة المعونة عنهم وفق نظام تقييم عادل ودقيق يعطي الأولوية إلى من هم أكثر حاجة واستحقاقاً.

تقرير: عباس نجم