إكسير النجاح

محمود المسعودي

نشاهد ونقرأ عن تقدم ورقي بعض المجتمعات في ربوع المعمورة وبالبحث عن أسباب هذا التقدم نجد ان هذه المجتمعات اعتمدت على اسس رصينة مكنتها من النجاح ولعله احترام الوقت أحد أهم هذه الاسس, ونجد المجتمعات التي لا تحترم قيمة الوقت، في تدهور مستمر.

معنى الوقت

يقول الشيخ الدكتور عبد الله يوسف عن معنى الوقت: حينما تسأل الكثير من الناس عن معنى الوقت، وماذا يعني لكم؟! تجد أن الوقت بالنسبة إليهم هو عبارة عن تلك الدقائق والثواني التي تمرُّ على الإنسان، لكن ما نعنيه نحن بالوقت هو غير ذلك، فما نعنيه بالوقت هو العمل والإنجاز الذي يتم في ذلك المقطع الزمني، وذلك بأن يحاول الإنسان أن يستفيد من ذلك المقطع الزمني في إنجاز أعماله في أقصر وقتٍ ممكن، وبأقصى استفادةٍ أيضاً، لذلك يمكن أن نقسِّم عمر الإنسان إلى قسمين:

أ) العمر الزمني: وهو ذلك المقدار الزمني الذي يعيشه الإنسان في هذه الحياة.

ب) العمر الإنتاجي: وهو مقدار ما ينجزه الإنسان في عمره، وهذا -في الحقيقة- هو العمر الذي يُعتدُّ به، فالذي ينجز عملاً أكبر من عمره الزمني هو إنسان عظيم بمعنى الكلمة.

وأضاف الشيخ في بحثه: فربما يأتي المال ببذل الوقت، ولكن العكس لا يمكن أن يحصل أبداً, لذلك يجب أن نتعامل مع الوقت على أنه شيء نفيس وثمين جداً، بحيث لا يمكن تعويضه مهما كان الثمن المبذول. وغالباً نجد أن الإنسان الناجح هو الذي يتعامل مع الوقت على هذا الأساس.

مزايا احترام وتنظيم الوقت

ذكر المختصين ان هناك العديد من مزايا احترام الوقت نذكر منها:

ـــ يساهم تنظيم الوقت في تعزيز الشعور بالمسؤولية والإنجاز، والتقليل من الشعور بالإجهاد والضغط؛ من خلال تحديد الأولويات واتخاذ القرارات والتقيد بالمواعيد النهائيّة، وإكمال المهام بشكل يومي

_ تحقيق التوازن: يسمح تنظيم الوقت بإنشاء توازن صحي بين العمل والبيت.

_ زيادة الانتاجية العمل.

ــ التفوق الدراسي.

ـــ  زيادة الثقة: يمكن أن يساعد حسن إدارة الوقت على تحسين الثقة بالنفس وتوفير الوقت للاعتناء بها، كما تساعد على الشعور بإنجاز المهام المختلفة والتحفيز على إنجاز المزيد منها.

ـــ تحقيق الأهداف بصورة سريعة: قد يكون لدى الشخص أهداف ليحققها ولكنه ودون إدراك منه لأهمية تنظيم الوقت قد يقوم بإفلاتها عبر الزمن، أو بقائها مؤجلة على الرف لأجل غير مسمى.

الاسلام و احترام الوقت

هناك العديد من احاديث والروايات لخاتم الانبياء واهل بيته( عليهم السلام) تتحدث عن اهمية الوقت واحترامه واستثماره ويجب أن يكون أهم أولويات المسلم في الحياة اليومية، فلا يضيعه في سبل لا تأتي عليه بالفائدة في الدنيا والآخرة.

قال رسول الله محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) (اغتنم خمساً قبلَ خمس: شبابكَ قبلَ هرمِكَ وصِحتَكَ قبلَ سَقمِك، وغِناكَ قبلَ فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتِك قبل موتك). 

وقال (صلى الله عليه واله وسلم): (لن تزول قدما عبد يوم القيامةِ حتى يُسئَلَ عن أربعِ خصال: عن عُمرهِ فيما أفناه، وعن شبابهِ فيما أبلاه، وعن مالهِ من أينَ اكتسَبهُ وفيما أنفقهُ، وعن عِلمهِ ماذا عَمِلَ بهِ).

وقال الامام علي بن ابي طالب( عليه السلام): إن أوقاتك أجزاء عمرك فلا تنفذ لك وقتاً إلا فيما يُنجيك.

وعن  الإمام موسى الكاظم (عليه السلام( قال : اجتهدوا أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعةٌ منه لمناجاته، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان الثقات، والذين يعرِّفونكم عيوبكم، ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للذَّاتكم، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات".