ما مدى خطورة متحور كورونا؟ وما مدى فاعلية اللقاح في التصدي له؟

يتسائل الجميع عن اللقاح المكتسب وتأثيره في الوقاية من فايروس كورونا وهل يعتبر جدار حماية من المتحور وماهي خطورة هذا المتحور, وماهي ابرز اعراضه؟.

ان منظمة الصحة العالمية ترى من الصعب جدا الاجابة على جميع الاسئلة في الوقت الحالي وبمدة قياسية حيث قالت ان "فهم مستوى انتقال وشدة المتحور الجديد لفايروس كورونا الذي رصد في جنوب أفريقيا يحتاج إلى أسابيع عدة".

 ما هو المتحور الجديد؟

رصدت 50 حالة إصابة مؤكدة بالمتحور الجديد في كل من جنوب إفريقيا وهونغ كونغ وبوتسوانا، حسب ما ذكرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.

ووفق العلماء، فإن للمتحور مجموعة من الطفرات التي تثير القلق لأنها يمكن أن تساعدها في تجنب الاستجابة المناعية للجسم وتجعلها أكثر قابلية للانتقال.

اين تم رصد المتحور؟

تشير الدلائل الأولية من مختبرات التشخيص إلى أن المتحور ظهر في مقاطعة غوتنغ بجنوب إفريقيا وقد يكون موجودا بالفعل في المقاطعات الـ8 الأخرى في البلاد.

وقال توليو دي أوليفيرا، مدير معهد "كريسب" في مؤتمر صحفي افتراضي متلفز استضافته وزارة الصحة في افريقيا, ان" عدداً مرتفعاً من الطفرات تصاحب المتحور المعروف باسم B.1.1.529".

وأضاف أن "المتحور الجديد يختلف عن المتغيرات الأخرى المثيرة للقلق".

وفي تحديث يومي منتظم للحالات المؤكدة على الصعيد الوطني، أبلغ المعهد الوطني للأمراض المعدية بجنوب إفريقيا، عن 2465 إصابة جديدة بكوفيد-19، أي أقل بقليل من ضعف الإصابات في اليوم السابق.

ولم يعزو المعهد هذه الزيادة إلى ظهور المتحور، على الرغم من أن بعض العلماء المحليين البارزين يشتبهون في كونه السبب.

ما سبب ظهور المتحورات؟

لا يعد ظهور المتحورات مفاجئا بحد ذاته، فهذه عملية طبيعية، إذ يكتسب الفيروس طفرات بمرور الوقت لضمان بقائه.

وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن "جميع الفيروسات، بما في ذلك سارس-كوف-2 تتغير بمرور الوقت، وهذا يؤدي إلى ظهور متحورات جديدة معظمها ليس له تأثير من ناحية الصحة العامة".

وتضيف المنظمة "كل شيء يتوقف على الطفرات التي تحملها, ومن ثم فإن طفرة تُسمى N501Y وهي شائعة في المتحورات الإنكليزية والجنوب أفريقية والبرازيلية هي التي يُشتبه في أنها تجعل الفيروس أكثر قابلية للانتقال. وتحمل المتحورتان الجنوب أفريقية والبرازيلية طفرة أخرى تُسمى E484K يشتبه في أنها تقلل المناعة المكتسبة إما عن طريق عدوى سابقة (مع زيادة احتمال الإصابة مرة أخرى إذن)، أو عن طريق اللقاحات".

هل الامر يسبب ارباكاً لعامة الناس؟

 بالتأكيد يسبب هذا الأمر إرباكًا لدى الناس العاديين خاصة وأن هذه المتحورات تحمل أسماء متخصصة للغاية. ولذلك فإن مسميات المتحورات الإنكليزية أو الجنوب أفريقية أو البرازيلية أو الهندية مفهومة أكثر لغير المتخصصين، لكن العلماء لا يحبذونها، لأنهم يعتبرون أنها تترك وصمة على البلدان التي تنسب إليها.

ما مدى فعالية اللقاحات؟

وفقًا للعديد من الدراسات المختبرية ونتائج الملاحظات الواقعية، لا تؤدي المتحورة الإنكليزية إلى التقليل من فعالية اللقاح بشكل كبير. من ناحية أخرى، تظهر دراسات في المختبر أن فعالية اللقاح يمكن أن تتأثر بفعل المتحورتين الجنوب أفريقية والبرازيلية، بسبب الطفرة E484K الشهيرة عليهما.

 تثير المتحورة الهندية مخاوف مماثلة بسبب طفرة قريبة (E484Q)، حتى وإن كانت البيانات المتاحة حاليًا ما زالت قليلة. فقد خلصت دراسة أولية نُشرت في 23 نيسان/أبريل إلى أن لقاح كوفاكسين الذي طوره مختبر بهارات بايوتك الهندي أقل فعالية ضد هذه المتحورة منه ضد الفيروس الكلاسيكي، من حيث إنتاج الأجسام المضادة، لكنه يوفر مع ذلك حماية.

ويجدر هنا التنويه إلى أن هذا الأمر ينطبق على المتحورات الأخرى, حتى وإن كانت تجعل اللقاحات أقل فعالية، فهذا لا يعني أن التحصين لا يعود فعالا على الإطلاق .

كيف نتعامل مع المتحور؟

يوصي العلماء بالحصول على التطعيم المضاد لكوفيد-19، هذا إلى الجانب الجرعة المعززة في حال مرور 6 شهور على تاريخ أخذ الجرعة الثانية.

وتحمل السلالة الجديدة تحورات من المحتمل أن تتفادى الاستجابة المناعية الناتجة عن كل من العدوى السابقة والتطعيم، وكذلك تحورات مرتبطة بزيادة العدوى.

وقال علماء إن هناك حاجة إلى دراسات معملية لتقييم احتمالية أن تسفر التحورات عن انخفاض كبير في فاعلية اللقاحات.

فيما قال علماء من جنوب إفريقيا إنهم اكتشفوا السلالة الجديدة من كورونا في أعداد صغيرة، ويعملون على فهم تداعياتها المحتملة.

وصرح مجموعة من العلماء في مؤتمر صحفي أن هذه السلالة تحتوي على (مجموعة غير عادية للغاية) من الطفرات، التي تثير القلق لأنها قد تساعد الفيروس على تفادي الاستجابة المناعية للجسم وتجعلها أكثر قابلية للانتقال".

إعداد: أمير الموسوي