الحمّامات الشعبية في كربلاء.. معلَم تراثي وإرث اجتماعي

ورثت الحضارة الإسلامية الحمّامات الشعبية، أو حمّامات السوق، من الحضارات السابقة حيث انتشرت في مدن العالم من الشرق الى الغرب وظهرت بصورة كبيرة في العراق إذ كانت الحمّامات واحدة من الأساسيات آنذاك بسبب عدم توفرها في المنازل لضيقها وانقطاع الماء فيها بشكل مستمر.

وللحمّامات الكربلائية روّادها حيث اعتاد عليها آباؤنا الذين توارثوها عن أجدادنا، ومدينة كربلاء كانت تحتوي على أكثر من 21 حمّاماً، اندثر معظمها بمرور الزمن ولم  يتبق إلا اثنين أبرزهما حمّام سيد سعيد الشروفي، الذي يعد من أقدم الحمّامات الكربلائية وأشهرها، ولا زال محافظاً على تصميمه ذي الطراز العثماني من حيث البناء ويقصده السياح من خارج العراق ومن داخله للاستحمام وعلاج المفاصل وإراحة الأعصاب.

يقع الحمّام في مركز المدينة القديمة، عبر المدخل الشمالي وبالتحديد في منطقة باب بغداد، بشارع الوزون، احد أهم الشوارع الرابطة بين محلتي باب بغداد وباب السلالمة.

يحتوي الحمّام على صالة استقبال وطاولة لصاحب الحمّام قرب الباب الرئيسي، وفي الزاويا يحتوي على عدد من الخِزانات لوضع الملابس الخاصة بالزبائن.

ويباع في هذا الحمّام العطور والملابس الداخلية الجديدة، ومواد الحلاقة المختلفة، إضافة إلى الصابون ,ويعطي صاحب الحمّام للزبائن (وزرة) وهي (قطعة قماش يلتحف بها داخل الحمّام).

يقول السيد علي الحسيني، المستأجر للحمّام أن "الحمّام تم بناءه عام 1919م وتم افتتاحه عام 1920م وبقي محافظا على التصميم الأساسي له , مضيفا "إقبال الناس على الحمّام بشكل كبير في أيام الاعياد والاعراس ويرتاد الحمّام كبار السن لكونهم اعتادوا على ذلك".

وتابع ان "الخدمات التي يقدمها تتضمن العلاج الطبيعي (التدليك ) والساونا (الحمّام البخاري)، مقابل أسعار بسيطة جداً، تناسب جميع الطبقات، وأما في المناسبات الدينية فيتم تقليل الأسعار، وفي ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) يوم العاشر من محرم فيكون عمل الحمّام مجانا".

وقال الحاج ابو حيدر، احد الزبائن ومن سكان المدينة القديمة في كربلاء أن "ارتياد  الحمّام من العادات المتوارثة في المدينة للحفاظ على التراث الكربلائي".

وأضاف أن "الخدمات الموجودة في الحمّام تغني من يقصده عن الحمّام المنزلي".

وعلى الرغم من وجود الحمّامات المنزلية إلا أن الناس يبقون راغبين في تجربة هذه الحمّامات، حتى من قبل الشباب، حيث تعد من أهم المعالم التراثية والسياحية في مدينة كربلاء.

تقرير: أمير الموسوي

تصوير: حسن الشمري