\"لو شئتُ لجعلت لكم من الماء نوراً وناراً"

من منطلق قول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) الذي وضح فيه استغلال الطاقة المائية في توليد الطاقة الكهرومائية الذي لازالت الدول المتقدمة تعتمد بشكل وبآخر على توليد الطاقة الكهربائية من خلال هذه النعمة الإلهية  فالعراق يملك بما فيه الكفاية من المياه الذي ممكن ان تستغل في توليد الكهرباء عبر السدود والمياه الكامنة يتم من خلال انحدار المياه من مكان مرتفع مما يسمح للتوربين بالدوران، ليتم بالتالي تشغيل مولد كهربائي يقوم بإنتاج الطاقة الكهربائية.

والجدير ذكره هنا أنّ كمية الطاقة المنتجة تزداد كلما زاد ارتفاع منسوب المياه أي كلما زاد معدل الكمية التي تمر بالتوربينة زادت في المقابل.

صناعة توليد الطاقة

بكلمات بسيطة إن الطاقة الكهرومائية عبارة عن شكل من أشكال الطاقة المتجددة التي تستخدم عادةً المياه المخزنة في السدود لتوليد: الكهرباء في محطات الطاقة الكهرومائية فعملية توليد الطاقة هذه تحتاج لبناء سدَ عند مجرى المياه، بحيث تحجزويتم تكوين بحيرة اصطناعية.

وحينما نقوم بفتح السد تندفع المياه جراء الجاذبية فتتحول هذه الطاقة إلى طاقة كهربائية تحرك التوربين الذي يقوم بالدوران وتشغيل المولد الكهربائي ليتم بذلك خلق التيار الكهربائي. إضافة إلى أنّه ومن خلال المواد الكهربائية يتم تحويل طاقة التدوير الآلية بواسطة المجال المغناطيسي العالي لتنتقل بذلك الطاقة الكهربائية المولدة إلى شبكة التغذية بتوتر عالٍ وذلك بهدف التقليل من الهدر الناجم عن مقاومة التيار الكهربائي في الأسلاك.

وبينما يمكن لنا توليد الطاقة الكهرومائية من الشلالات الموجودة بشكل طبيعي فإن محطات الطاقة الكهرومائية أيضاً تولد الطاقة من خلال (الشلالات الاصطناعية)، حيث تتكون هذه الشلالات من خلال بناء السدود، مما قد يقيد التدفق الطبيعي للنهر إلى القنوات، ومن ثم تعمل المياه المتدفقة على تشغيل التوربينات، وعادةً ما تزيد هذه العملية من كفاءة تجميع الطاقة لأن التحكم في تدفق المياه قد يخلق ضغطاً أعلى في المناطق الصغيرة.

أهم الدول التي عملت على استغلال المياه

لطالما استغل البشر قوة المياه المتدفقة من الأنهار أو الشلالات بشكل طبيعي لجعل الحياة أكثر راحة حيث تُعتبر الصين أكبر منتج للطاقة الكهرمائية، إذ بلغ إنتاجها 920 تيراواط ساعي في عام 2013 ما يمثل 16.9% من استهلاك الكهرباء المحلي فعملت بعض الدول على تصدير الطاقة بعد إنتاجها لتعتبر موردا يعود بالمنفعة الربحية على البلدان فالكهرباء المنتجة من الطاقة المائية. في عام 2015، ولّدت الطاقة المائية 16.6% من إجمالي الكهرباء في العالم و 70% من طاقة الكهرباء المتجددة الكلية ومن المتوقع أن تزيد بنحو 3.1% كل عام على مدى السنوات الخمس والعشرين المقبلة

ماذا لو استغل العراق هذه الطاقة

الطاقة المتجددة، الطاقة الشمسية وطاقة المياه والأمواج والرياح وطاقة الفحم والنفط والغاز الطبيعي وغيرها الكثير، هذه الطاقة من الضروري العمل عليها لكونها تسهم بشكل كبير في بناء منظومة الكهرباء في بلدان العالم الثالث ومنها العراق، الذي من الممكن أن يكون مصدراً غنياً لتوليد الكهرباء من خلال أنواع الطاقة المتجددة الموجودة على أرضه بل وتصدير الفائض منها اذا ما استُغلت بالشكل الأمثل.

تقرير: عباس نجم