الانترنت نافذة للمعرفة أم باب للضياع

تقرير: عماد بعو ــ تحرير: فضل الشريفي 

أنت تستخدم الانترنت بما يعزز بحثك العلمي ويرفدك بالمعلومات التي تهم دراستك الاكاديمية، وصديقك يتابع كل ما هو مسلي ومضحك، وشخص آخر يمضي أوقاتا طويلا ودون ملل في تصفح مواضيع غير مفيدة او يتعمد ابتزاز غيره او إيذاءه من خلال التواصل عبر العالم الافتراضي، ومستخدمون واعون يتواصلون عبر مواقع الانترنت تواصلاً حيوياً وفعالاً، وغيرهم يتراشق الشتائم واللعن، والسبب في تباين كل هؤلاء حسب رأي المختصين هو (الوعي).

معرفة وثقافة

مدير قسم ضمان الجودة والاداء الجامعي في جامعة كربلاء الدكتور عباس كاظم تحدث عن أهمية الوعي ودوره في توجيه استخدام الانترنت قائلا" ان استخدام التكنولوجيا الحديثة يتطلب معرفة وثقافة واسعتين لدى الفرد او المستهلك او الجمهور او لدى الشعوب حتى تستطيع ان تستثمر مواردها الاقتصادية بشكل أمثل، وتوظفها في الاتجاه الذي يخدم مصالحها".

وبين" ان الانترنت يعد وسيلة من وسائل التكنولوجيا الحديثة التي غزت العالم بشكل كبير جداً لكن مع الاسف في البلدان النامية ومنها العراق لم يحسن استخدام هذه الوسيلة، ولم ينحى المنحى الذي يخدم مصلحة الفرد والمجتمع، وبسبب غياب الوعي في التعامل مع هذه الوسيلة اضحت وسيلة معطلة للإنتاجية والعمل، ووسيلة مسببة للمشاكل بينما في بلدان العالم المتقدم هي وسيلة تساهم في انجاز المعاملات بسرعة وتستغل في انعاش النشاط الاقتصادي، وبالتالي يتحرك النشاط الاقتصادي والعجلة الاقتصادية بطريقة اسرع وتحقق نتائج وفوائد اقتصادية و مالية كبيرة، موضحا"  يوجد في البلدان المتقدمة ما يعرف بالبنك المنزلي ويتم من خلاله انجاز المعاملات المالية عبر الانترنت داخل المنزل ، وكذلك مشتريات الافراد وتسوقهم وتبضعهم يكون عبر الانترنت، وهذه العملية تسهل وتسرع من قضية النشاط الاقتصادي و المالي".

وتابع " ليس لدينا سيطرة على القنوات والمنافذ التي تستورد المواضيع والافكار السيئة والسلبية, لذا لابد من اتخاذ اجراءات حكومية معنية بالسيطرة على هذه القنوات، وحجب بعض المواقع الالكترونية، وان تكون هناك شركة وطنية تتبنى هذا الموضوع, بالاضافة الى ضرورة توفر الثقافة والوعي لدى مستخدمي مواقع الانترنت، وهذا يتطلب من المؤسسات التعليمية والمؤسسات الدينية ومؤسسات المجتمع المدني والمثقفين والاسرة ان يوجهوا الشباب ويحثونهم على  الاستخدام الصالح للانترنت".

تأثيرات نفسية إيجابية وأخرى سلبية

الاستشاري في مركز الإرشاد الأسري في العتبة الحسينية المقدسة  الدكتور عبد عون المسعودي تحدث عن التأثير النفسي لاستخدام مواقع الانترنت قائلا" ان التأثير النفسي للإدمان على الانترنت فيه جانبين أحدهما ايجابي والآخر سلبي، اما التأثير الايجابي فيتمثل في  ابعاد الإنسان عن التفكير في ضغوط الحياة وبالتالي أصبح الانترنت هو اشبه بالملاذ والمفر من هموم وتحديات الواقع،  وهذا الامر مفيد للصحة النفسية لأننا نعلم ان الضغوط النفسية عندما تصل الى دماغ الإنسان يتم تحويلها الى الجسم ومن ثم تتسبب في حدوث امراض الضغط والسكري والقولون والقرحة والشقيقة الى آخره".

 وأضاف" ان لاستخدام الانترنت فوائد متعددة فهو يتيح للفرد الاطلاع على  كافة العلوم والاختصاصات والتواصل مع العالم المتحضر، كما ان العديد من الاصدقاء والاقارب والأهل أصبحوا يحتفلون بمناسباتهم عبر الانترنت، وهذا جعل من هذه التقنية مفردة من مفردات الحضارة فلا يمكن ان نقف بوجه هذه المفردة، وان نصفها بما لا يليق بها بل العكس علينا ان نوظف مواقع التواصل وسائر الاستخدامات الاخرى للانترنت في صالحنا".

وأوضح الاستشاري" ان مما يستدعي الأسف ان الكثير من افراد المجتمع لم تتوفر لديه الثقافة الكافية للتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي ومع عموم المواقع الاخرى، فالكثير من الافراد اصبحوا ضحايا الاستخدام الخاطئ للانترنت، والشواهد كثيرة ومعروفة، وكل ذلك حدث نتيجة انتشار مواقع الانترنت بشكل غير مبرمج وغير مدروس مما اتاح الحرية الكاملة للفرد ان يدخل هذه المواقع وبدون مراقبة، ومن المعلوم ان هذه المواقع تحتوي على الكثير من المواضيع الضارة والافكار المغلوطة، وان الاطلاع عليها ومتابعتها باستمرار يشكل خطرا على صحة الشخص، فمثلا ان بعض المواقع تنشر اخبار كاذبة وصادمة للمجتمع وهذا يؤثر على حالته النفسية والصحية".

 واشار الى ان" من الضروري ان تتبنى الدولة برامج تقوم على تعليم الشباب والطلبة كيفية التعامل مع مواقع  الانترنت، وكيفية الاستفادة منها، ولابد من ايجاد مناهج علمية رصينة تساهم في جعل الطالب قادر على التعامل مع مواقع الانترنت تعاملا صائبا، وعلى الاسرة وبالخصوص أولياء الامور ان يتابعوا أبنائهم، وان يوجهونهم نحو الاستخدام المفيد للانترنت".

التوجيه والإرشاد

الصحفي عقيل غني تحدث عن الدور التوجيهي لوسائل الإعلام اتجاه استخدام الانترنت قائلا" دخل البلد في دوامة التطور التكنولوجي بمختلف مجالاته ومنها الانترنت الذي حول العالم الى قرية صغيرة وقرب البعيد، ودخل في العديد من الاستخدامات اليومية العامة والشخصية، و في العديد من المؤسسات الحكومية والأهلية، ولكن هناك فئات من المجتمع استخدمت هذه التقنية في غير مكانها ومحلها ولأوقات طويلة وبدون إي فائدة تذكر, لتدخل ضمن مرحلة الإدمان عليها مما سبب الكثير من المشاكل النفسية والمجتمعية لمستخدميها".

وأشار غني الى ان" الإعلام ومن خلال تنوع وسائله لعب دورا كبيرا في التعريف بإيجابيات وسلبيات التعامل مع الانترنت من خلال ورش تقام بين الحين والأخر، وكذلك ظهرت إحصائيات وبيانات رسمية لمؤسسات مختصة تبين مخاطر الاستخدام السلبي للانترنت، ولكن يبقى للأسرة وللمدرسة دوراً مهماً في توجيه الشباب وحثهم على ترك الاستخدام السيء لمواقع الانترنت".

فوائد جمّة

الاستاذ قرار عبد الاله الربيعي يرى ان" الانترنت اتاح تبادل المعلومات والثقافات ومعرفة كل ما يدور في العالم من احداث بسهولة  ويسر، وان اغلب شرائح المجتمع لجأت الى الانترنت بوصفه وسيلة للترفيه والتسلية".

وأضاف الربيعي" ان استخداماتي للأنترنت هي كثيرة جداً منها: التعرف على الاصدقاء والتواصل معهم، وإرسال التهاني في المناسبات الدينية والوطنية، ومعرفة الثقافات الأخرى ونشر الوعي الوطني والصحي، والحصول على المصادر والمواضيع التي تخص دراستي، وقد استفدت  من شبكة الانترنت فائدة كبيرة اغنت دراستي بالإضافة الى الاطلاع على المواضيع الدينية والثقافية والسياسية والفنية، وبالرغم مما تقدم من فوائد الا ان الانترنت لا يخلو من مساوئ خطرة جداً على اغلب شرائح  المجتمع فيما اذا أسيء استخدامه".

مصدر للتعلّم ومنفذ للتسلية

الطالب علاء محمد ــ جامعة بابل شاركنا الحديث عن فائدة مواقع الانترنت قائلا" اتابع من خلال مواقع الانترنت اغلب المواضيع التي تخص دراستي، واهتم بالجانب الترفيهي الذي تتيحه لي هذه المواقع بالإضافة الى انها تمكنني من متابعة المعلومات الدينية من محاضرات فقهية وعقائدية وتربوية وغيرها, وكذلك أهتم بالمواضيع الاجتماعية والثقافية المتوفرة، لذا أرى ان الانترنت لا غنى عنه".