المخدرات ..... الموت المحتوم

 

اعداد: محمود المسعودي

مشكلة لا زالت تشق طريقها نحو التفاقم بشكل مخيف مهددة مجتمعات العالم أجمع ومنها المجتمع العراقي الا وهي المخدرات التي شهد العراق في السنوات الاخيرة زيادة في تهريب المخدرات اليه وتزايد متعاطي المخدرات حسب احصائية حقوق الانسان العراقية .

في التقرير التالي نسلط الضوء على ابعاد الموضوع وخطره على المجتمعات

تعريف المخدرات

وضع العلماء تعريفا للمخدرات انها: مادة نباتية أو مصنّعة تحتوي على عناصر منوّمة أو مسكّنة أو مفتّرة، والتي إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية المعدة لها فإنها تصيب الجسم وتُدخل الفرد في حالة تسمّى الإدمان، كما تصيب الجهاز العصبي المركزي والجهاز التنفسي والجهاز الدوري بالأمراض المزمنة ولها أنواع عديدة بأشكال واستعمالات مختلفة.

وأكدت اللجنة الوطنية العليا لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية التابعة لوزارة الصحة العراقية  في موضوع (خطر المخدرات والمؤثرات العقلية) نشر على صفحتها في الموقع التواصل الاجتماعي( الفيس بوك)" إن المخدرات تهدد العالم بمخاطر تفوق في جسامتها ما أحدثته الحرب العالمية الأولى والثانية والحروب الحديثة" بل إن بعض المراقبين يؤكدون أن" المخدرات هي أخطر ما واجهته البشرية على امتداد تاريخها الماضي والحاضر تهب دول العالم كافة لاقتلاع تلك الآفة من تربة الكرة الارضية والقضاء عليها".

أعراض تعاطي المخدّرات

 حدد المختصون صفات وأعراض الشخص متعاطي المخدرات في مواضيع لهم نشرت على مواقع الانترنت مبينين أن أهم الاعراض هي" عيون حمراء أو زجاجية, فقدان الاستمتاع في الهوايات , الاستيقاظ ليلاً والنوم خلال النهار, كثرة الاستنشاق أو سيلان الأنف, ضُعف الإحساس بالألم. خَدر في الأطراف. الشّعور المُستمر بالكآبة. الاضطراب والقلق المُزمن. ببطء التّنفس. المزاج المُتقلّب , منعزل,الاهمال".

البطالة وضعف القانون

ويرى المختصون أن هناك اسباب كثير ادت الى انتشار المخدرات في العراق وقد لخصها الكاتب سعد عزت السعدي في مقال بعنوان(جرائم المخدرات في القانون العراقي) نشر في جريدة الصباح ذكر فيه أن" غياب الرقابة وضعف الإجراءات على الحدود البرية او النقاط الحدودية بين العراق ودول الجوار الى جعل دخول انواع متعددة من المخدرات امرا يسيرا ، وكذلك التفكك الأسري والعامل الاقتصادي وغيرها من العوامل أدت بالشباب العراقي الى الانحدار الى مستنقع الإدمان حتى بات يشكل ظاهرة تهدد امن المجتمع وسلامته".

فيما تطرق الباحث العميد الحقوقي رعد مهدي  في بحث بعنوان (دائرة مكافحة المخدرات بين الواقع والطموح) ألقاه خلال ندوة بعنوان (جرائم المخدرات في العراق وتأثيراتها المجتمعية) مبينا أن العوامل المؤدية الى تعاطي المخدرات هي :

1-  العوامل الاقتصادية بسبب البطالة المنتشرة بين الشباب والضغوطات النفسية والاجتماعية بعدم قدرة الشباب على تأدية واجباته.

2-  سهولة الحصول على المخدرات.

3-  التخريب وحب الاستطلاع التي تأتي في مرحلة المراهقة.

4-  الاغتراب عن المجتمع وشعوره بعدم توفير بلده لاختصاصه وتوفير فرص العمل له فيشعر بالنبذ والمقارنة مع اقرانه ممن له فرص للعمل.

5-  عوامل اجتماعية أهمها رفقاء السوء واختلاف أساليب التربية في المجتمع، والخلافات الأسرية، والتفرقة بين الأبناء، وتأثير الحي السكني والتقليد والمحاكاة.

6-  وسائل الإعلام وسوء استخدام اوقات الفراغ خاصة في العطل الصيفية الطويلة لذا على كل المؤسسات وضع مناهج لاستغلال طاقات الشباب.

أضرار المخدرات على المجتمع

 واكد مختصون في اباحثهم ان المخدرات لها اضرار كبيرة على المجتمع ومنها" انتشار الفوضى والفساد وتفشي الآفات الخطيرة والأوبئة وأنها تُضعف من إنتاج الفرد المتعاطي وبالتالي يقل إنتاج المجتمع الاقتصادي.

وأشاروا الى أن المخدرات" تُسهم في انتشار الجرائم المتعددة فالمتعاطي يكون غير مدرك لتصرفاته فيرتكب الجرائم بلا وعي, وتسبب ايضا في هدر مال الدولة من خلال قيام الدولة بحملات لمكافحة الإدمان وعلاجه ويمكن الاستفادة من هذه المبالغ في بناء المدارس والمستشفيات والتقدم والتطور الزراعي والصناعي والتي تصب في تقدم وتحضر المجتمع.

وأضافوا أن من الأضرار الأخرى" انخفاض مستوى التعليم وانتشار الامية مما يؤدي الى تنشئة مجتمع امي متخلف تكثر فيه الفوضى والجرائم وغيرها من الاثار السلبية".

التعامل مع المدمن
ويعد الجانب المجتمعي والأسري من الجوانب المهمة في القضاء على هذه الظاهرة الخطرة لما له من دور كبير في مساعدة المدمنين على التخلص من هذه الظاهرة من خلال مجموعة من الخطوات المهمة للتعامل مع المدمن ومساعدته في الإقلاع عنها وبدء حياة جديدة , وقد حددت أبحاث في هذا الشأن أهم تلك الخطوات بما يلي:

ـ يجب أن يدرك هذا الشخص أن المدمن سوف يرفض مساعداته في البداية ، و سيستمر في تعاطي المخدرات ، و لذلك عليه أن لا يجعل اليأس يسيطر عليه ، و يتمسك بأقناعه ، و مساعدته من أجل الإقلاع عن الإدمان .

– التحدث مع الطبيب المعالج ، للمعرفة على الطرق المناسبة التي يمكن لأفراد الأسرة اتباعها للتعامل مع المدمن .

– الإمتناع عن إعطاء أموال للمدمن لأن هذا سوف يساعده على شراء المواد المخدرة .

– التقرب من المدمن و محاولة التواصل الفعال معه ،و يمكن التعرف على كيفية ذلك من خلال الإستعانة بالطبيب النفسي.

– الإبتعاد عن اتباع اساليب التواصل السلبية مع المدمن مثلاً كالضغط عليه بالكلمات الغير مستحبة ،و تحميله مسئولية ما يفعله.

عقوبة تاجر المخدرات اشد من عقوبة المتعاطي لها

قاضي محكمة تحقيق كربلاء، محمد ميري العلي تحدث عن القوانين والعقوبات الرادعة لهذه الظاهرة قائلا" هناك مكتب خاص في كل محافظة من محافظات العراق كافة ومن ضمنها محافظة كربلاء المقدسة معني بالتحقيق في جرائم المخدرات التي انتشرت بعد سقوط النظام السابق، وقد ظهرت في بادئ الامر في المحافظات الحدودية ومن ثم تسللت الى المحافظات الوسطى والمحافظات الأخرى".

وبين" ان قرار رقم (39) لسنة 1994 هو المعني بمسألة تعاطي المخدرات ومعاقبة الذين يتعاطون المخدرات بعد اجراء الفحص على المادة المضبوطة، وهناك انواع من المخدرات بعضها يمكن تعاطيها لكونها تتعلق بالأملاح الكيميائية التي تستخدم كدواء وهو لا يصرف إلا بوصفة طبية، وهناك النوع الآخر من المخدرات وهو عبارة عن أفيون او كريستال او مواد اخرى تم منعها".

وأضاف العلي" ان قانون المخدرات رقم(68) لسنة 1965 وتعديلاته وهو القانون المعني بالتطبيق على الواقعة الجرمية التي تحدث الا ان قرار رقم (39) لسنة 1994 يعتبر قرارا خاصا، وحكم الخاص يقيد العام باعتبار ان العقوبة فيه أشد، وان المادة القانونية تنص على ان من ثبتت عليه تهمة تعاطي المخدرات لا يحق له  اللجوء الى الكفالة، وتتم احالته مخفورا الى محكمة الجنايات، وهي سلطة مختصة بإصدار قرار الادانة والعقوبة ضد الاشخاص الذين يتعاطون المخدرات، او الذين يتاجرون بها وهنالك فرق في نوع العقوبة الموجهة الى متعاطي المخدرات والمتاجر بها  حيث تصل عقوبة المتاجرة الى السجن خمسة عشر سنة، أما المتعاطي فيعاقب بعقوبة لا تقل عن ثلاث سنوات، وإذا كرر الجاني تعاطيه المخدرات يعاقب بالسجن لمدة خمس سنوات".