التكنولوجيا .. خطر بيد أطفال

اعداد: محمود المسعودي

يقضي عادل وباسم بعمري ( 11 و9 )معظم وقتهما أمام أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الذكية يتصفحون مختلف المواقع تارة وتارة الأخرى منشغلين بالمراسلة أو الألعاب القتالية بدون مراقبة الأهل المنشغلين بأمور الحياة, متجاهلين متابعة أبنائهم من مخاطر التكنولوجيا التي لا يدركون مخاطرها إلا بعد فات الأوان حيث تظهر علامات استفهام على أبنائهم من حيث المستوى التعليمي المتدني وشعورهم بالعزلة وغيرها من سلبيات تتراكم على الفرد من كثرة الاستخدام السيء لتكنولوجيا.

بعض مخاطر التكنولوجيا وإثرها على تربية الأطفال والمضار التي يتعرضون لها بسبب الاهمال الناتج من قبل الأهل تجاه أبنائهم، في التقرير أدناه.

خبراء يحذرون  أولياء الأمور من قضاء أبنائهم الساعات مع الاجهزة الذكية لتأثيرها السلبي على الطفل.

وقد أجملت الدراسات المخاطر بما يلي:

أولا: أن الذاكرة لدى الاطفال مستقبلا تتأثر بشكل سلبي وسببه الجلوس امام اجهزة الكمبيوتر لساعات كثيرة مما جعل وظائف الدماغ خاملة وإجهاد الدماغ, وقد أثبتت دراسات أن التطبيقات تؤثر على التفكير الرمزي ومرونة الذاكرة، وهما من أهم الأدوات الأساسية التي يحتاجها الطفل لفهم العالم حوله.

ثانيا: تؤدي الى ظهور حالة الانطواء وعلامات الكآبة وبخاصة في حالة الوصول الى مرحلة الادمان, وأشارت دراسات أميركية نشرت في مواقع طبية متعددة إلى أن الإدمان المرضي على ألعاب الفيديو قد يسبب اضطرابات في النوم وفشلاً على صعيد الحياة الخاصة أو الدراسة.

ثالثا: تصاب العين بالإرهاق والتعب بالأشعة المؤذية المنبعثة من الاجهزة ,وفي هذا المجال قال الدكتور منتصر صلاح الدين المختص في طب العيون: ان الأجهزة السطحية اللمسية (الآي باد) وأجهزة الكمبيوتر تعد من اكثر الأجهزة التكنولوجيا ضرراً على العين، وقد تسبب جفاف العين عند مستخدميها من الاطفال، من خلال التركيز لاوقات كثيرة مما يسبب في ارهاق عضلة النظر الضعيف, فالعين تحتوي على سائل دمعي يساعد على عدم جفافها، حيث يقوم الجفن بالرمش مرة كل خمس ثوانٍ وينتج عن ذلك تكون طبقة جديدة من الدموع تغطي سطح العين وان تعرضت العين إلى تركيز مطول وعدم الرمش، يؤدي ذلك إلى عدم افرازها الكمية الكافية من السائل الدمعي، ما ينتج عنه التهابات وحكة وعدم الراحة في العين"

رابعا: إن الإفراط في استخدام التكنولوجيا سبب في عزله اجماعية تبعد الفرد عن الاسرة والمجتمع بصورة عاملة, حيث كشفت دراسة امريكية ان قضاء اوقات كثيرة في استخدام التكنولوجيا يسبب للفرد كسلاً وخمولاً وعزلة اجتماعية لدى الأطفال، إضافة إلى التوتر الإجتماعي وفقدان المقدرة على التفكير الحر وانحسار العزيمة والإرادة لدى الفرد.

خامسا: قد يصاب الأطفال المستخدمين الأجهزة التكنولوجية لساعات طويلة بإمراض خطيرة تهدد حياتهم  كالسرطان، والأورام الدماغية، والصداع، والإجهاد العصبي والتعب، والتشنج في عضلات العنق، فضلا عن أوجاع أخرى في العضلات التي تظهر من الجلوس المطول وغير الصحيح اضافة الى إصابتهم  بمرض الرعاش., وقد اكدت ذلك دراسة كشف العلماء فيها مؤخراً "أن الوميض المتقطع بسبب المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة في الرسوم المتحركة الموجودة في العاب الهواتف النقالة يتسبب في حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال، وحذر العلماء من الاستخدام المتزايد والمستمر لألعاب الكمبيوتر الاهتزازية من قبل الأطفال احتمالية اصابتهم  ارتباطه ارتعاش الأذرع".

سادسا: تسبب التكنولوجيا تأخير النطق عند الأطفال بسبب قضاء اوقات طويلة امام شاشات الاجهزة الذكية, ويؤكد البحث الذي قام به أطباء الأطفال في مستشفى Hospital for Sick Children في كندا، أن كل 30 دقيقة يقضيها الطفل في استخدام هذه الأجهزة تسبب خطراً في تأخر النطق والتعبير الشفهي بنسبة 50%.
وذلك بعد إجراء دراسة على 900 طفل تراوحت أعمارهم بين 6 أشهر وعامين، لوحظ فيها تأخر النطق لدى الأطفال الذين قضوا ساعات أطول أمام شاشات الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية من غيرهم.

سابعا: تؤثر التكنولوجيا على اسلوب الطفل فتظهر سلوكيات سلبية سبب تأثر الأطفال بألعاب الالكترونية الحربية, بحسب ما بينته الدراسات التجريبية من أن ممارسة الألعاب الالكترونية تؤدي إلى زيادة السلوك والتفكير العدواني وانخفاض مستوى السلوك الاجتماعي.

ثامنا: للتكنولوجيا تاثير سلبي على المستوى التعليمي للأطفال فقد يلاحظ تدني مستوى الطلاب العلمي ويعد الاعتماد  الاجهزة الذكية للسرعة في تحصيل المعلومات احد أسباب هذا التدني, حيث بينت رئيس البحوث والدراسات بالمركز الثقافي للطفولة الأستاذة سما الهاجري أهمية عدم اللجوء إلى هذه الطريقة في كسب المعلومات قائلة "أن الطفل ما قبل الاستهلاك المفرط الحالي للتكنولوجيا، قد حظي برعاية أمثل من والديه ومحيطه، فهو يقضي ساعات أكثر يومياً مع أفراد عائلته في المنزل وخارجه ، يشارك في النادي ويمارس الأنشطة الجسدية والاجتماعية الضرورية لتطوره الصحي والعقلي والاجتماعي ويمكنه الانخراط في مناقشات تنمي إبداعه وتشكل مفرداته وتستحضر سرعة البديهة لديه. فيلجأ للمكتبة للبحث عن معلوماته حتى يجد ما يريد وان استغرقه وقتاً أكبر ولكنه يكتسب خلاله الكثير من المعارف

توصيات ضرورية

وفي هذا الخصوص قدمت الأكاديمية الأمريكية للأطفال وصايا حول استخدام الأجهزة الذكية ومشاهدة التليفزيون والألعاب الإليكترونية، اشتملت بعض المبادئ التوجيهية بشأن استخدام التكنولوجيا من قبل الأطفال والشباب والحد من تأثيراتها السلبية على الصحة مؤكدة أن الطفل إذا كان عمره أقل من سنتين لا يسمح  له باستخدام الهواتف الذكية أو مشاهدة التليفزيون .

وإذا كان الطفل عمره من 3 إلى 5 سنوات فمن الممكن مشاهدة التلفزيون واستخدام الهواتف الذكية ساعة باليوم فقط، ومن سن 6 إلى 18 عاما ساعتين يوميا.

وأوضحت الاكاديمية أن استخدام الأطفال للأجهزة الذكية يغير من كيمياء المخ عند الأطفال ويؤدى إلى إصابتهم بعدد من المشاكل الصحية التى تعيق قدرتهم على التواصل وتقلل من قدرتهم المعرفية وتبطئ من التركيز وتطور نموهم العقلى، كما تعرضهم للإصابة ببعض المشاكل النفسية كالقلق والاكتئاب والانعزال عن الآخرين .