معهد العقيلة زينب (ع) للتبليغ الإسلامي.. بث الوعي الثقافي الاسلامي في المجتمع النسوي

تقرير: عماد بعو

أخذ الاهتمام بثقافة المرأة حيزا كبيرا وواضحا من اهتمام الدين والمجتمع الاسلاميين لما له من دور في تطوير المجتمع وبنائه أخلاقيا وعقائديا بما يسهم في نشر الاسلام المحمدي الاصيل من جهة وفي رصد ودفع مخاطر الافكار المعادية للإسلام من جهة أخرى.

ومن هذا المنطلق ارتأت العتبة الحسينية المقدسة ضرورة رعاية وتوعية المرأة وعبر عدة محاور ثقافية واعلامية ودينية، وكان معهد العقيلة زينب (عليها السلام) للتبليغ الاسلامي التابع للعتبة الحسينية المقدسة أحد المصبات المهمة في هذا الجانب.

وللوقوف على جوانب هذا المشروع الحيوي والمهم في بناء الانسان والمجتمع، قمنا بجولة في اروقة المعهد كانت انطلاقتها عند المشرف على المعهد الشيخ علي المطيري ليحدثنا بدءا عن أهداف المشروع فقال" بالنظر الى أهمية توعية شريحة النساء توعية اسلامية تربوية زينبية فاطمية على نهج اهل البيت(عليهم السلام) وبث الوعي الثقافي في هذا الجيل الجديد ومواكبة التمدن والعولمة وما يحتاجه المجتمع الجديد من مخاطبة بشكل عصري متناغم مع الوضع انبثقت فكرة من سماحة المتولي الشرعي العتبة الحسينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي سنة 2014 عندما اجتمع مع المبلغات لبلورة فكرة معهد العقيلة زينب المتخصص لأنشاء مبلغة متكاملة في الفقه والعقائد والاخلاق والسيرة وبعض العلوم التكميلية الاخرى وبهذا تم انشاء هذا المعهد وتم افتتاحه بتاريخ 1 / 9 / 2015 وكان عدد الطالبات في وقتها 165 طالبة في المرحلة الاولى علما أن المعهد يضم ثلاثة مراحل وبعد التخرج تعمل المبلغة في المراكز التبليغية في العراق والدول المجاورة.

واضاف أن" المعهد يضم طالبات من مختلف المحافظات العراقية وبعض الدول المجاورة منها لبنان والسعودية وبعض الدول الأفريقية" مبينا أن المعهد" يحمل طابعا حوزويا اكاديميا، فالحوزوي يعتمد اتقان العبارة وتفسيرها وفق النظام الحوزوي المتين والنظام الاكاديمي يتمثل بسقوف زمنية لكل مرحلة، وكل مرحلة سنة واحدة وبواقع كورسين, والمعهد يعتمد المنهج العلمي المتخصص في منهاج الصالحين وفي مجال الفقه والعقائد ويعتمد أساليب حديثة ومتطورة في التدريس".

وبين أن " المعهد تخرجت منه دفعتان الاولى عام 2018 بواقع (51) مبلغة والثانية عام 2019 وعددها (31) مبلغة مشيرا الى أن" أغلب المتخرجات تعمل في العتبة الحسينية، منهن في منطقة بين الحرمين الشريفين للإجابة على الاسئلة الشرعية وهناك اماكن اخرى".

 وتطرق المطيري الى النظرة المستقبلية للمعهد فقال" بعد تخريج المعهد عدة دفعات سيقسم المعهد الى قسمين الاول العلوم الفقهية والثاني العلوم القرآنية وبقية التخصصات" مشيرا الى أن " المعهد يقدم منحة مالية قدرها (150)الف دينار بشرط المواظبة على الدوام والنجاح في الدروس واذا أخلت الطالبة بهذين الشرطين تحجب عنها المنحة، إضافة الى توفر وسائل النقل المجاني من والى مناطق السكن أو الاقسام الداخلية.

من جانبها تحدثت مديرة المعهد انتصار محمد العلاق فقالت" إن المرأة عنصر اساسي في المجتمع وينبغي أن تكون صاحبة خلق وثقافة واسس واهداف ومبادئ وعلى هذا الاساس نظمت اللجنة العلمية برنامجا خاصا يضم دروسا اساس ودروس اختصاص وهي الفقه ( منهاج الصالحين , عبادات, معاملات) والنظام الاسري وعلوم القران وعلم التفسير وعلم الحديث وطبقات الصوت وفن الخطابة واخلاق وتلاوة وغيرها" مشيرة الى أن" هناك نشاطات داخلية في المعهد كالمسابقات والمناظرات والاسئلة والاجوبة وهناك سفرات ترفيهية في كل عام دراسي لعموم الطالبات" منوهة الى " تكريم الطالبات المتفوقات ماديا ومعنويا من قبل المتولي الشرعي للعتبة الحسينية والاهتمام بالمحاضرات التنموية واقامة المجالس الحسينية والاحتفالات في المناسبات الدينية واقامة صلاة الجماعة ان امكن ذلك, وتمنح الطالبة شهادة علمية من العتبة الحسينية".

وبينت العلاق شروط التقديم بان تكون المتقدمة للدراسة" ذات سيرة حسنة وسمعة طيبة من خلال توثيق معتمد المنطقة ورجل دين اخر، وحائزة على شهادة الدراسة المتوسطة كحد أدنى وان لا يقل عمر المتقدمة عن 15 سنة ولا يزيد عن 45 سنة، وان تتعهد بالالتزام بالضوابط والتعليمات وعدم الغياب والالتزام باللباس الشرعي المخصص للمعهد وان تخضع الطالبة لاختبار اللجنة العلمية ولا يسمح للطالبة بممارسة اي نشاط سياسي داخل المعهد.

واشارت أن" المعهد يرتبط مباشرة بالأمانة العامة للعتبة الحسينية شعبة التبليغ النسوي, ويلتزم بالعطل الحوزوية او ما تقرره الادارة ومدة الدراسة ثلاث سنوات وتبدأ السنة الدراسية يوم(14)محرم الحرام وتنتهي(1)ذي الحجة ومدة كل سنة دراسية 35 اسبوعا تعليميا بواقع خمس حصص في اليوم ولا يسمح بالتغيب الا بعذر مقبول وعدا ذلك تفصل الطالبة اذا تجاوز غيابها الحد المقرر".

فيما أوضحت الاستاذة في المعهد، هدى فاضل، خصوصية المعهد فقالت أن" ميزة معهد العقيلة زينب عليها السلام عن باقي المعاهد الاخرى ان الدروس تجمع بين دروس الخطابة والدروس الحوزوية، فكما معروف أن هناك معاهد خاصة بالخطابة والقران والدروس الحوزوية مثل العقائدية والفقهية وغيرها، غير أن معهدنا يشمل جميع هذه الدروس" مشيرة الى أن الطالبة" عندما تتخرج بإمكانها ان تكون خطيبة منبر حسيني, ولدينا طالبات من بابل والديوانية وبغداد والبصرة والسماوة والكوت والناصرية وغيرها وتم توفير اقسام داخلية وخطوط نقل من والى القسم الداخلي والمعهد مع ثلاث وجبات طعام".

وتطرقت فاضل الى آلية عمل المعهد في الوقت الحاضر قائلة " في الوقت الحالي والحرج ضمن توجيهات المرجعية الدينية والعتبة الحسينية بالتقليل من التجمعات اضطر المعهد الى تعطيل الدوام لكننا وضعنا خطة بديلة وهي التدريس والتعليم الالكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي ضمن (مجاميع) كروبات خاصة يتم من خلالها بث الدروس والمباحثة والمناقشة بين الطالبات والاساتذة من الساعة الثامنة صباحا الى الثانية عشر وضمن جدول محدد ولكل استاذة من الوقت 45 دقيقة حسب ما معول به سابقا".

واشارت الى" رضا جميع الطالبات وذويهن على المعهد من جميع الجوانب من حيث التعليم كما نلاحظ أن الطالبة التي تتخرج تأتي بعدها اختها او قريبتها لتدرس في المعهد والعدد أخذ بالتزايد خاصة من المحافظات الجنوبية والوسطى".

بدورها شكرت الطالبة سارة جاسم من محافظة بغداد العتبة الحسينية المقدسة " بدعمها لشريحة المرأة ومبينة أن " منهج المعهد شمولي تقريبا فيجمع بين الفقه والعقائد والاخلاق بهدف أن تتسلح المبلغة بأخلاق محمدية وبرصيد علمي معرفي متنوع الخصائص والصفات".