احترام القانون.. ثقافة تبحث عن تفعيل

اعداد: محمود المسعودي

لقد جعل الله سبحانه وتعالى المجتمعات البشرية مبنية على قواعد قانونية وروابط  مختلفة, كما شرع الانسان العديد من القوانين لتنظيم الاعمال وحماية المجتمع, بعدما ادرك أن غياب القانون من شأنه نشر الفوضى التي تؤدي الى سلب الحقوق العامة والخاصة، ورغم تشريع العديد من القوانين في المجتمعات لا تزال الفوضى موجودة فيها ولأسباب مختلفة.

ولبيان اهمية وجود القانون وكيفيه تعزيز الثقافة القانونية لدى المجتمع ومن المسؤول عن غيابها (المشرع ام المجتمع أم أمور أخرى)؟ تم اعداد هذا التقرير

ما هو القانون؟

القانون حسب المختصين, عرف على انه عبارة عن مجموعة من الأُسس والقواعِد التي تحكم المجتمع وتعمل على تنظيمه، حيث أنه لا يمكن للمجتمع العيش بنجاح إذا كان أفراده لا يخضعون لقوانين تحكمهم، ويفعلون ما يروق لهم دون مراعاة لواجباتهم وحقوقهم، فالقانون هو الذي يضع القواعِد التي تُحدّد حقوق الأفراد وواجباتِهم، ويضع الجزاء المناسب في حال مخالفة تلك القواعِد والأُسُس.

غياب الثقافة القانونية

إن امتلاك أفراد المجتمع الثقافة القانونية لا غنى عنه لحفظ أرواحهم وممتلكاتهم ليدركوا متى يطالبون بحقوقهم ان سلبت منهم من قبل السلطات وكيف يسترجعونها قانونيا.

الكاتب والإعلامي أزهر عبد الله الصالحي ذكر في مقال له أن: للوعي القانوني دور كبير في خلق مجتمع قانوني كامل ويحترم القانون، أما مجتمعاتنا فينقصها الوعي القانوني، وذلك لأسباب عديدة، منها انعدام الثقة بالمسؤولين، وأيضا عدم وجود مناهج تعليمية يستفيد منها الطلاب في المراحل الأولية من عمرهم، لكي يكبروا وفي ذائقتهم الذهنية ثقافة قانونية واسعة.

وتطرق الى دور المجتمع والمواطن في التوعية فقال أن: لمؤسسات المجتمع دور كبير في اضفاء الثقافة القانونية، لذا يجب عليهم وضع ارشادات بسيطة يفهمها الاغلبية من المواطنين، وكذلك عمل دورات للتوعية والاستفسار في خصوص قانون ما، وللمواطن الدور الكبير في توعية نفسه من خلال البحث عن الوسائل التي تقوي وعيه القانوني، وعدم التغاضي عن أي أمر يشعر به بتقصير من قبل الجهات المسؤولة، أو في نص معين يأخذ حق الآخرين.

مجتمع بلا قانون

لكل شخص ان يتصور كيفية الحياة بدون وجود قوانين تسيرها سواء كانت القوانين اخلاقية ام قانونية، وفي هذا الصدد أشار بعض المختصين الى امور قد تقع حال غياب القانون، فقال الأخصائي النفسي أحمد النواجحة أن ذلك سيؤدي الى أن:

•تنتشر الفوضى والفساد والجرائم المختلفة والتعديات على حقوق وممتلكات وأموال وأرواح الآخرين .

•يصبح المجتمع مثل الغابة يأكل القوي الضعيف دون مساعدة .

•انتشار المشاكل المختلفة بين الناس وعدم قدرة القضاء على فض الخلافات والنزاعات بين الناس .

أهمية احترام القانون

من أولويات العيش بكرامة وحفظ حقوق الاخرين لا بدية ان يكون هناك قوانين عادلة ويجب ان تحترم تلك القوانين, وفي هذا يقول الكاتب محمد عبد الكريم الطرودي  في مقالة بعنوان (اهمية القانون في المجتمع) على ان: احترام القانون من الدعائم الأساسية التي يقوم عليها المجتمع، وعلى كل فرد أن يعي ذلك، ويساهم في توعية الآخرين، بضرورة احترام القانون من خلال الالتزام به، لأن ذلك من صميم مسؤوليات وواجبات الفرد تجاه المجتمع الذي يعيش فيه، والغاية هي أن يكون احترام القانون نابعاً من الذات، وليس لأنّ القانون مُلزم، ويفرض عقوبة على من يخالف أحكامه.

وأشار الى أن: ثقافة احترام القانون تتطلب معرفة الفرد للقانون الذي يطبق عليه، ويجعله أكثر مساهمة وفاعلية في تحقيق أمنه وأمن الآخرين، وهي تعني خلق ثقافة اجتماعية لدى جميع أفراد المجتمع وتركز على أهمية وضرورة احترام القوانين لما لها من دور أساسي ومهم في حمايتهم وحماية حقوقهم وأرواحهم، بحيث تتولد لدى الأفراد قناعة راسخة باحترام القانون، من منطلق المبدأ الثابت القائم على الاقتناع، وليس من منطلق الخوف من العقوبة والجزاء القانوني, فالاقتناع هو الاساس لاحترام القانون، وتأكيد وجود هذه الثقافة التي لا بد أن تتعايش مع الأفراد داخل الأسرة والمنزل والمدرسة والمجتمع، مع التأكيد على أن هناك فرقا كبيرا بين أن يكون القانون مواد ونصوص جافة أو جامدة، وبين أن يكون ثقافة وأخلاقاً، وتصبح جزءاً من الشخصية وركناً هاماً في بناء الإنسان، بحيث يصبح احترام القانون منهج حياة.

تعزيز ثقافة احترام القوانين

تقع مسؤولية تعزيز ثقافة احترام القانون على الاسرة والمدرسة لأنهما النواة الاولى لتعليم الاطفال على أهمية دور احترام القوانين وأهمية هذه القوانين وما يحصل بغياب القانون عن المجتمعات فيقول القاضي عماد عبد الله في مقال له على ان : القانون هو الاساس الذي ينظم حياة المجتمعات المختلفة بغض النظر عن طبيعة تلك القوانين, ولكي تأتي القوانين ثمارها في استقامة الحياة العامة للشعوب لابد من احترامها، وان ما يرسخ ثقافة احترام الانظمة والقوانين ان تكون لدى الانسان القناعة الكاملة بان النظام هو اساس الحياة والذي يضبط سلوك الفرد داخل المجتمع في كافة تصرفاته اليومية المختلفة وان احترام القانون يحتاج الى وعي كبير بضرورة الالتزام به وان تسود ثقافة احترام القانون على مستوى الاسرة والمؤسسات التعليمة والتربوية والجهات التنفيذية المختلفة حتى تصبح حالة صحية تأخذ المجتمع الى بر الأمان والاستقرار ذلك انه بتطبيق القانون سوف يأخذ كل ذي حق حقه وتتحقق المساواة والعدالة بين افراد المجتمع ويجب ان يكون القانون مقنعا كي يحظى بالتطبيق والاحترام مراعيا الاعراف الاجتماعية وثقافة المواطنين المتمثلة بالعادات والتقاليد والدين ولابد ان تكون تلك القوانين عادلة لان احترام القوانين رهين عدالتها.