كربلاء تبهج أنظار العالم عبر رحّالة اسباني

تقرير: حسين أبو نادر

يتوافد العديد من السواح إلى مدينة كربلاء المقدسة طوال العام من مختلف أنحاء العالم، لزيارة العتبات المقدسة وعبر هذه الزيارات تنتقل الكثير من الافكار وتتغير العديد من القيم الشخصية للفرد وتنصع انطباعات وصور ذهنية تؤثر في الزائر معنويا وروحيا، ولأرض كربلاء المقدسة سحرها الخاص في استمالة الناس، لأن الإمام الحسين (ع) قبلة الاحرار ومؤسس منهج العدالة. فكان للرحالة الاسباني (ألفارو روجاس) حصة كبيرة في هذا الموضوع.

الفارو روجاس هو اصغر رحالة اسباني زار كل دول العالم، ولديه كتاب بعنوان الفارو روجاس اصغر اسباني يزور كل بلد في العالم, ويمتلك أيضا شركته الخاصة بالسياحة والسفر, وجاب الرحالة روجاس كل بلدان العالم وهو يبحث عن الثقافات المختلفة والصور المنقولة عن بعض البلدان، ليتأكد شخصيا من أن كلام الاعلام نقلها بصورة صحيحة أم خاطئة.

يقول روجاس في مقدمة كتابه: (في سن 29، تزوجت، وزرت أكثر من 100 دولة، اتخذت قفزة كبيرة لترك وظيفتي المريحة في الشركة كمدير مالي أجنبي في شركة للنفط والغاز لتحقيق حلمي في زيارة كل بلد في العالم.  بعد ذلك بعامين، أصبحت من أصغر الأشخاص الذين حققوا هذا الإنجاز، وأطلقت شركة السفر الخاصة بي، وكتبت كتابًا).

من هذا المنطلق نأخذ تجربة الرحالة روجاس وزيارته للعراق والعتبات المقدسة أنموذجا لفهم مدى تلاقح الأفكار وما السر الذي جعله يقول عن العراق: (تتجول إحدى ذكرياتي المفضلة في العراق! مازلت غير قادر على تصديق ذلك ان كان حقيقيا! ويقول عن كربلاء وعن ضريح الإمام الحسين: (ضريح الإمام الحسين المقدس هو أحد المباني الدينية الأكثر إثارة للإعجاب التي زرتها! ليس فقط للتاريخ الذي يقف وراءه، وله صلة روحية بالعديد من المسلمين الشيعة والمسلمين، ولكن لجماله المطلق وتصاميمه المعقدة).

عند متابعتنا لصفحة الانستغرام الخاصة بالرحالة الاسباني وجدنا ان اغلب منشوراته لم تتجاوز الـ 5000 اعجاب و 100 تعليق, وكانت نقطة التحول هنا هي زيارته ونشره لفيديو داخل الصحن الحسيني الشريف, إذ حصل الفيديو على أكثر 270.000 مشاهدة وأكثر من 2.500 تعليق, ويبدو ان القضية الحسينية تبقى كبيرة ومؤثرة ومستمرة في الانتشار لأنها تجسد بجدارة وإقناع انتصار الدم على السيف، وأن الفكرة تعيش والطاغية يُهزَم ويموت، فكان لضريح الإمام الحسين (ع) أثر روحي ونفسي على الرحالة روجاس حيث قال (إن كربلاء مكان روحي، عليك أن تزوره مرة واحدة على الأقل في حياتك).

وبعد نشره صور زيارته للعتبات المقدسة زاد تفاعلية الجمهور معه بطريقة مذهلة عبر التعليقات على منشوراته الخاصة بكربلاء وضريح الإمام (ع) الحسين لأشخاص من دول غير عربية، نستعرض منها:

-        شكرًا جزيلاً لك اذ أنك تُظهر للعالم كيف يكون العراق حقًا، ومدى أهمية الأضرحة المقدسة فيه.

-        من خلال صورك التي نشرتها قد تمكن الناس من زيارة العراق من خلالك وتلقيت بعض الأفكار حول ما يشبه زيارة مثل هذا البلد الجميل وعن الجانب الديني الجميل فيه.

وكان رد الرحالة: لم أتخيل أبدًا أن مشاركة رحلاتي ستساعد في تخفيف شوق الوطن بالنسبة للعديد منكم الذين يعيشون في الخارج، ولا يمكنهم العودة أو لا يعرفون حتى كيف أو متى سيتمكنون من رؤية أقاربهم مرة أخرى. لقد تلقيت رسائل لا حصر لها من أشخاص عراقيين اخبروني عن مدى شوقهم لبلدهم.

ولم تقتصر رحلة روجاس على كربلاء المقدسة فقط, فقد زار الكثير من المعالم الحضارية في العراق, ومن ضمنها مدينة سامراء المقدسة وقام بزيارة الإمامين العسكريين والملوية وغيرها من تراث الحضارة العراقية الدينية والثقافية، فنحن البلد الذي اخترع الكتابة، وقد قال روجاس معقبا على زيارته لسامراء: يمكن القول إن سامراء هي إحدى المدن العراقية المحاطة بالصراع.  لكنها في الوقت نفسه مدينة أساسية للتجربة.  في عام 2007 ، تم إدراجه في قائمة اليونسكو، وبالتعاون مع العراق، تعهدوا بحماية عجائبه مثل الجامع الكبير في سامراء والضريح الإمام العسكري والقصور العباسية منذ أن كانت عاصمة الخلافة.  بسبب الموقف، كزوار لم يُسمح لنا للأسف بالدخول إلى وسط المدينة، لكن زيارة هذه المعالم كانت رائعة على الإطلاق.