المكتبة الوطنية حاضنة التراث الفكري والثقافي العراقي

 تعود جذور المكتبة الوطنية التابعة الى دار الكتب والوثائق العراقية في بغداد إلى عام (۱۹۲۰), عندما قدمت السلطات البريطانية مقترحا لإنشاء أول مكتبة عامة علمانية في بغداد باسم المستنصرية, وبعد ذلك تألفت لجنة خاصة بإشراف كبار الأدباء والعلماء العراقيين أخذت على عاتقها جمع التبرعات من المال والكتب لتأسيس المكتبة العامة التي جرى افتتاحها في ۱۹۲۰/۹/۱۹,وسميت بمكتبة دار السلام تيمنا ببغداد مدينة السلام, واشرف على إدارتها الأب انستانس ماري الكرملي, وكانت ميزانيتها آنذاك قرابة 334 دينارا.

 وبعد مرور سنوات عدة أصبحت المكتبة تابعة إلى وزارة المعارف بعد أن عجز القائمون علی إدارتها عن الاستمرار في تقديم الخدمات للقراء فانتقلت المكتبة إلى المدرسة المامونية في الباب المعظم وأصبح اسمها المكتبة العامة, وفي عام (۱۹۲۹) وبأمر من الملك فيصل الأول) أصبحت المكتبة الرسمية للبلاد، بعد أن خصص لها بناية منفصلة في شارع قرب باب الأغا، وقد أزيلت بناية المكتبة العامة في عام 1957 نتيجة افتتاح شارع الجمهورية فانتقلت المكتبة إلى دار في شارع الزهاوي وظلت حتی انتقلت في عام ۱۹۷۷ إلى بناية دار الكتب والوثائق  في وسط بغداد.

وكانت المكتبة تعرف بالمكتبة العامة حتى عام 1961 حيث صدر قانون المكتبة الوطنية رقم (51) لسنة 1961 الذي نص على تأسيس مكتبة ببغداد تسمی المكتبة الوطنية تقوم بجمع وحفظ الكتب والمخطوطات والمطبوعات الدورية والمصورات مما لها علاقة بالتراث الوطني والعربي، وما يتصل بالحضارة والتراث الإنساني والعمل على تيسير انتفاع الباحثين منه.

 وفي عام 1964 ألحقت المكتبة الوطنية بوزارة الثقافة والإرشاد بموجب القانون رقم (43) لسنة ,1964 وفي عام ۱۹۷۰ شرع قانون الإيداع رقم (۳۷) لسنة ۱۹۷۰ وبموجبه اعتبرت المكتبة الوطنية مركزا للإيداع القانوني, وقد صدرت التعليمات الخاصة بالإيداع لتوضيح القانون وفي عام ۱۹۸۷ جری دمج المكتبة الوطنية مع المركز الوطني للوثائق ليكونا دار الكتب والوثائق وذلك استنادا إلى تعليمات وزارة الثقافة والإعلام رقم (8) لسنة 1987 وبهذا التشريع أصبحت المكتبة الوطنية إحدى تشكيلات الدار المذكورة.

وللمكتبة الوطنية وظائف لا بد لها من تنفيذها وصولا الى الاهداف التي ترمي الى تحقيقها وهي:

توثيق النتاج الفكري الوطني العراقي عن طريق إصدار (الببليوغرافيا الوطنية ) و ( ببليوغرافيا الرسائل الجامعية) بشكل دوري ومنظم و عمل الفهارس لها, وتبادل المطبوعات على المستوى العربي والإقليمي والدولي وتطوير العلاقات الثقافية بينهما وبين المكتبات الوطنية في العالم, كذلك تعمل على توفير واقتناء النتاج الفكري العراقي الذي يصدر خارج العراق لمؤلفين ومترجمين أو محققين عراقيين اضافة للمطبوعات التي تخص العراق الصادرة باللغات العالمية لتغدو مجموعات المكتبة متكاملة وشاملة.

وتحتوي المكتبة الوطنية على الاف الكتب والدوريات والاطاريح والرسائل وهي كالاتي:

- الكتب العربية والغربية والشرقية ويبلغ عددها ما يقارب 382.450

- الدوريات (صحف ومجلات ) وعددها  83.770

- الاطاريح والرسائل الجامعية وعددها 74.467

- كتب الأطفال في مكتبة الأجيال وعددها  31.197

- المكتبات الشخصية وعددها  14.675