مركز بحثي متعدد المهام لإحياء التراث الإسلامي الأندلسي

 أشاد مدير المركز الثقافي الإسلامي في غرناطة الواقعة جنوب إسبانيا، بالجهود المبذولة من المسلمين المقيمين في اسبانيا، لإحياء التراث الإسلامي الاندلسي، والعمل على ضمان حقوق المسلمين في اسبانيا.

ومن بين تلك التحف الفنية للعصر الإسلامي، مسجد غرناطة الكبير الذي يطل على قصر الحمراء الشهير، وهو تحفة فنية إسلامية ورمز لوجود الإسلام في المنطقة الأندلسية والذي يعود للحقبة الزمنية 711 ميلادي.

 وقال مدير المركز الثقافي الإسلامي في الجامع الكبير بغرناطة  السيد عبد القادر شالر، اثناء احد المراسيم السنوية التي تقام في المسجد: إن الإسلام موجود في الأندلس منذ فترة طويلة ، وأن المدينة كانت تحت سيطرة مسلمي الأندلس حتى عام 1492.

وأضاف شالر: على الرغم من المحاولات العديدة لتدمير الثقافة الإسلامية في إسبانيا ، الا ان المسلمين يسعون بجد بغية إحياء التراث الإسلامي الذي كان له تأثير عميق على ثقافة وحضارة البلاد، مبينا: عندما يزور المسلمون قصر الحمراء ويعرفون أنه ينتمي إلى فترة الحكم الإسلامي في الأندلس  فإنهم يشعرون بالفخر والاعتزاز، حتى وان كانوا لا يعرفون الكثير عن التاريخ الأندلسي.

وأشار الى ان:  إن التراث التاريخي لقصر الحمراء معروف للجميع ولكنه غير معروف في المجتمع الإسباني ، حيث قام الملوك الكاثوليك بمحو كل آثار الإسلام في البلاد قبل 500 عام. أي في عام 1492 ، ومع سقوط الأندلس ، تم حرق كتب المسلمين في الهندسة المعمارية والتكنولوجيا والزراعة وحتى نسخ من القرآن الكريم حرقت بوحشية في ساحة برامبلا في غرناطة ، وهو حدث مروع لن ينساه التاريخ أبدًا.

وتابع شالر قوله: دمر القادة المسيحيون جميع آثار المسلمين في غرناطة ، وأحرقوا المساجد وبنوا كنائسهم.

 ولفت الى ان: معظم المسلمين في إسبانيا مهاجرون جاءوا لكسب لقمة العيش ، والمشكلة الأكبر التي تواجه الجيلين الثاني والثالث من المسلمين في إسبانيا هي التربية الإسلامية، موضحا: يعد اندماج المسلمين في المجتمع الإسباني ، والاعتراف بالإسلام من قبل المؤسسات الحكومية ، بطيئًا مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى. ومن الضروري منع تهميش المسلمين في المجتمع ، وتعليمهم العمل والتعايش مع الهيكل العام للمجتمع الإسباني.  حيث اتبعت إسبانيا سياسة القضاء التام على الإسلام وتقاليده ومظاهره في الأندلس ، لكن ليس من السهل القضاء على هذه التقاليد وآثارها.

وذكر شالر ان" المسؤولين والمؤسسات الحكومية الإسبانية يعتقدون أنه من أجل قبول المسلمين في المجتمع ، يجب إجراء تغييرات معينة في الدين الإسلامي ، ولكن هناك العديد من الاحكام الاسلامية لا يمكن تغييرها ، وهذا شيء لا يفهمه الجميع. وبقليل من الصبر، سيتم دمج الإسلام بشكل طبيعي في مؤسسات الحكومة الإسبانية وفي الحياة اليومية ، كما هو الحال في بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

ويذكر ان المسلمين فتحوا الأندلس عام 711م، وحكموا غرناطة  وأجزاء أخرى من إسبانيا لمدة 781 عامًا. وقد كان الحكم الاسلامي  للأندلس وللثقافة الغربية ذا لمسة واضحة المعالم حتى أن المؤرخين والمستشرقين الغربيين لم يغفلوا عظمة الحضارة الإسلامية في هذا البلد.

 ترجمة: حسين عصام