في أروقة العتبة الحسينية.. ندوة نقاشية وتوصيات حول جريمة سبايكر

أقام مركز الاعلام الدولي التابع لقسم الاعلام في العتبة الحسينية، ندوة نقاشية حول جريمة سبايكر، بالتعاون مع كرسي اليونسكو للحوار في جامعة الكوفة، ومكتب كربلاء للمفوضية العليا لحقوق الانسان، وذلك على قاعة المؤتمرات في مجمع سيد الشهداء.

وقال مستشار مركز الاعلام الدولي في العتبة الحسينية الدكتور علاء شطنان "تقام هذه الندوة استذكارا لمجزرة سبايكر التي حدثت عام 2014، وجرى خلالها التركيز على الجوانب القانونية و الاجتماعية و السياسية، التي دارت حول ما قبل وبعد المجزرة".

وأضاف د. علاء" تم التطرق الى الاطار القانوني الخاص بتصنيف المجزرة هل هي ضد الانسانية ام عرقية ام طائفية ودينية، ومتابعة ما تم التوصل اليه من اجراءات لغرض تحويل القضية الى محكمة الجنايات الدولية ومجلس الامن، والفريق المكلف بالتحقيق مع مرتكبي المجزرة، حيث تشكل هذا الفريق عام 2017 وفق قرارات مجلس الامن المعنية بهذا الصدد."

موضحاً" ان الندوة تناولت آخر قرارات مجلس الأمن بخصوص توصيف المجزرة وتجريم عناصر مرتكبيها وكل من ساندهم، وهذا هو الذي يعنينا بشكل مباشر.

وتابع" تطرقت الندوة الى ملابسات مجزرة سبايكر الاجتماعية والنفسية ما بعد الجريمة وما يسمى بملامح الصدمة عند المجتمع، من خلال حديث مفصل ادلى به مدير مكتب مفوضية حقوق الانسان في كربلاء ماجد المسعودي".

من جهته قال مدير مركز الاعلام الدولي في قسم اعلام العتبة الحسينية، حيدر المنكوشي" ان هذه الندوة تأتي ضمن برنامج مستمر لمركز الاعلام الدولي، لتسليط الضوء على القضايا المهمة ذات البعد الوطني والانساني".

مبيناً" من ضمن التوصيات التي خرجت بها الندوة هو ضرورة متابعة ملف مجزرة سبايكر، واستكمال جوانبه الفنية والقانونية تمهيداً لإحالته الى محكمة الجنايات، خاصة وأن رئيس الفريق المتشكل من مجلس الامن الدولي للتحقيق بالجريمة، أصبح حالياً المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية، ولذا من الضروري متابعة الجريمة بشكل متواصل مع هذه المحكمة بطلب من الحكومة العراقية، والتي نطالبها أيضاً باستمرار طلبها المساعدة من فريق التحقيق الدولي، من اجل تجريم مرتكبي مجزرة سبايكر وإلقاء القبض عليهم ومحاكمتهم."

ومن جانب آخر قال الاختصاصي في القانون الدولي، والمتابِع لجريمة سبايكر، من جامعة الكوفة، الدكتور محمد العبدلي "تعتبر حادثة سبايكر جريمة وفق قواعد القانون الدولي العام، وبالذات النظام الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية لسنة 1998 حيث تعتبر من الجرائم الجماعية ضمن المادة (6) من النظام الاساسي في المحكمة، وبالتالي تدخل ضمن الاختصاص النوعي لهذه المحكمة، في حال تمت احالة هذه الجريمة لمحكمة الجنايات الدولية، وتوجد هناك عدة ايجابيات وبعض السلبيات، ومنها إلزام جميع الدول بإلقاء القبض على المتهمين بهذه الجريمة وتسليمهم الى المحكمة."

وأشار د. العبدلي الى ان" وسائل الاعلام ذكرت عدة شخصيات سياسية سهّلت ارتكاب هذه الجريمة، وسهّلت أيضاً هروب بعض الجناة خارج البلد، بالاضافة الى وجود شبهات واتهامات لبعض شيوخ العشائر بارتكاب هذه الجريمة في تكريت، ولذلك من الافضل ان تتولى جهة قضائية دولية التحقيق، وتتمكن من القاء القبض على جميع المتهمين، وايقاع الجزاء العادل من الجناة، وانصاف الضحايا الذين هناك عدد كبير منهم لم يعثر على رفاتهم حتى الان".

فيما قال مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان في كربلاء ماجد دخيل المسعودي" أقامت العتبة الحسينية والمتمثلة بمركز الاعلام الدولي في قسم الاعلام، وبالتعاون مع المفوضية العليا لحقوق الانسان في كربلاء، ورشة عمل تثقيفية حول جريمة سبايكر، لاستذكار ما ارتكبته عصابات داعش الارهابية بحق الشباب من فئة معينة من المجتمع العراقي وهم طلبة معسكر سبايكر من المكون الشيعي بالذات، ما يعد جرائم بحق الانسانية ومخالفة لقانون حقوق الانسان، وهذه العصابات الارهابية ارتكبت جريمة أبادة جماعية بحق شباب من الشيعة حيث قتلت أكثر من 1700 جندي وطالب في معسكر سبايكر، على أساس طائفي، ثم دفنهم بشكل جماعي في منطقة القصور الرئاسية في تكريت".

مبيناً" ان هناك فريق مكوّن من مفوضية حقوق الانسان ومن أمانة مجلس الوزراء وبقية الدوائر المعنية في العاصمة بغداد وقمنا بفتح المقابر الجماعية ولغاية الآن رفعنا اكثر من 1235 رفات من هذه المقابر، والعمل مستمر بالبحث عن الرفات الاخرى في مجزرة سبايكر."

تقرير: عماد بعو

تصوير: حسن قاسم