المنبر الحسيني من اكثر القنوات التواصلية تأثيرا في الواقع السياسي والاجتماعي

ذكر الدكتور عماد جاسم حسن الموسوي في بحث تعنون بـ  (دور المنبر الحسيني في الإصلاح والتوعية الإسلامية) ان "المنبر الحسيني بمثابة الخطاب المفتوح مع الجماهير المعبر عن ثورة الإمام الحسين (عليه السلام), وهو برنامج تنويري مبثوث ويعد من اكثر القنوات التواصلية تأثيرا ووقعا على الواقع السياسي والاجتماعي والتربوي والسلوكي, وممارسة لترجمة ثورة الامام الحسين (عليه السلام) ومبادئها الإسلامية والإنسانية وشعيرة لطالما كان احياؤها يقض مضاجع الظالمين ويؤرقهم على مر التاريخ, لما تحمله من ابعاد وأهداف ثورية تاريخية وأخلاقيه وإنسانية سامية".

واكمل الموسوي "ان من أعظم المنح التي استفادتها الأمة الإسلامية من النهضة الحسينية المباركة هو المنبر الحسيني الذي كان ولا يزال منبعا يغترف منه الإصرار والعزيمة, وشعلة ما فتئت تتوهج مع تقادم الدهور لنشر الثقافة والوعي الإسلامي واستنهاض الامم عبر العصور".

ولفت الدكتور الى ان "المنبر الحسيني يحظى بأكبر قاعدة جماهيرية لنشر الوعي الديني وتنمية الفكر لما له من طاقات خاصة ، وعلى الرغم مما وصل اليه العالم من تطور في وسائل الإعلام، لكن المنبر استطاع ان يحافظ على مكانته ويعيش على قمة الهرم وذلك سر من اسرار المنبر وسحره الحسيني، وعلى هذا الأساس اصبح الخطيب الحسيني هو احد المصادر الأساسية لتشكيل الوعي الثقافي والفكري والسياسي في بناء الشخصية الدينية, كما انه يؤثر في توجيه الراي العام لهذه الجهة او تلك لاسيما وان خطباء المنبر يؤدون دورا كبيرا في الصراع الفكري مع الثقافات الأخرى المتقاطعة مع الإسلام كالفكر المادي او الرأسمالي والعولمة، تلك الافكار التي اخذت تنخر في جسد الأمة الإسلامية متخذة مظاهر الحياة الحديثة, ولمواجهة تلك الافكار قام المنبر بخدمات جليلة ليبث النظريات المنددة والمفندة لتلك التوجهات من خلال استلهام دروس وفلسفة الثورة الحسينية وبث التعاليم والمفاهيم الإسلامية المتعلقة بحياة المسلمين في عباداتهم ومعاملاتهم, فهو بذلك اداة لتوضيح طريق الإسلام الصحيح والأخذ به".

عماد بعو

تحرير: فضل الشريفي