العتبة العباسية المقدسة تقيم مؤتمر الدفاع الكفائي تحت شعار (التوثيقُ الإعلاميّ.. الشاهدُ الحيّ)

تقرير : عماد بعو

اقامت الامانة العامة للعتبة العباسية المقدسة يوم الخميس السادس من ذي القعدة (1442هـ)، الموافق لـ(17 حزيران 2021م) مؤتمر الدفاع الكفائي المقدس بنسخته الخامسة تحت شعار (التوثيقُ الإعلاميّ.. الشاهدُ الحيّ) على قاعة الامام الحسن (عليه السلام) في الصحن العباسي المطهر.

وقال المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد احمد الصافي في كلمته خلال حفل افتتاح المؤتمر " نستحضر هذه الأيّام تلك الفتوى العظيمة التي أعادتْ للعراق هيبته، وأبعدت ذلك الخطر والخوف الذي كان يخيّم على البلاد ودفعته إلى غير رجعة، وبهذه المناسبة نبتهل إلى الله تعالى أن يمنّ علينا برفع هذا الوباء الذي عصف بالعالم، سائليه أن تعود الحياة على ما كانت عليه، بعد أن التفتت البشريّة إلى هذا الدرس الذي ضرَبَه الله تبارك وتعالى بمخلوقٍ لا يُرى بالعين المجرّدة، وشلّ الكرة الأرضيّة التي تربو على سبعة مليارات نسمة، فتبيّنتْ قدرة الباري سبحانه وتعالى أنّه إذا أراد شيئاً هيّأ أسبابه..

ودعا سماحته المؤمنين الى زيادة البصيرة، قائلا" نحن كمؤمنين نرى أنّ الابتلاءات تتعدّد، وأسبابها وغاياتها مرهونة بتلك الإرادة الإلهيّة، ولعلّ هذا الابتلاء بهذا الداء بلاء ولله سبحانه وتعالى في خلقه شؤون، فعلينا أن نزداد بصيرةً وإيماناً بقدرة الباري سبحانه وتعالى، وكما أنشأه فهو يبعده..

وتطرق بعدها الى جملة من (المفاصل المهمّة) – على تعبيره- حول الفتوى فقال: سأبدأ بالسؤال الآتي وهو: لو لم تكن الفتوى موجودة ماذا سيحصل؟ أو بمعنى آخر لو لم تكن الفتوى حاضرةً وموجودةً ما الذي كان يُمكن أن يحصل؟!!

وقال في عرض اجابته أن" القراءةُ للأحداث مهمّةُ العقلاء والمفكّرين وأهل الرأي والقرار، وقد يقول القائل: لا داعي لهذا السؤال باعتبار أنّ الأمر مرّ وانتهى، والفتوى حضرتْ وأسّستْ وغيّرتْ، فلماذا نسأل هذا السؤال؟! بل سيكون هذا السؤال من فرض المحال باعتبار أنّه زمن مضى ولا يُمكن العودة به،" وأردف أن" هذا قد يكون صحيحا لكن السؤال من باب التحليل والتفتيش عن مجريات الأمور في وقتها، والتداعيات التي كان يُمكن أن تحصل، لأنّنا عندما نتحدّث عن مسألةٍ لا بُدّ أن نفهم عظمها وأهمّيتها، حتّى تكون ردود الفعل بمقدار ذلك الفعل".

وأكد الصافي أن " الفتوى فعلٌ عظيم وكبير، فلا بُدّ أن تكون ردود الفعل متناسبةً مع هذه العظمة، وهذا السؤال لعلّ الوقت ليس وقت مناقشتِهِ على هذه المنصّة، لكن من باب الإثارة لكي نفهم الأمور وكيف نقرأ التاريخ.

 وبين أن " أنّ هذه الفتوى المباركة ظاهرةٌ مهمّة ولا بُدّ أن تُدرس، ونحن في العتبة العبّاسية المقدّسة بعد أن اتّفقت الإدارة على أنّ هناك مشكلة في توثيق منجزاتنا، ولا أتحدّث الآن عنا إنّما كعراقيّين بشكل عام عندنا هذه المشكلة، فمنجزاتنا لا نؤرّخها أو نوثّقها بل إن كثيرا من الأمور تمرّ مرور الكرام، فإذا أردنا أن نستذكر فإنّ الذاكرة ستخوننا في كثيرٍ من الجزئيّات أو سنقرأُها في كتبِ مَنْ لم يصنع الحدث، وبالنتيجة سيضع مبتنياته على ما يسطّر، مستطردا بالقول" فإذا كان الجيلُ شاهداً على خلاف ما يسطّر فالجيل الآتي ستنطلي عليه هذه الشبهات، ويتعامل مع الواقع مثل ما كُتِب، لذلك حرصنا أن يكون هذا التوثيق بيد أبنائِهِ، وطلبنا من الإخوة أن يكتبوا كلّ ما كان له دورٌ في المعركة وأن يوثّقوه ، وهناك لجانٌ متعدّدة ستتبنّى الحفاظ على الفكرة، وإعادة الصياغة وفق ما تتطلّبه طريقة الموسوعات".

وذكر الصافي أن " البعض استجاب والآخر بين بين والبعض تكاسل، وما زال الباب مفتوحاً لكلّ من عنده شيء قد فات أن يذكره أو يكتبه أو لم يكتبه أصلاً، وعلى الإخوة الأعزّاء أن يكتبوا كلّ ما كان في هذه الفترة من نشاطٍ أو انتصار أو معاناة، وسنعمل على تضمينه في القادم من هذه الموسوعة التي تتألّف من (62) جزءاً، فإنّنا نأمل أن تُضاف إليها عشرات الأجزاء، موضحا أن" الإخوة وقد بدأوا بجمع ما ستتمّ إضافته من توثيقات، وبعض الأمور التي لم تكن حاضرة، فلا بُدّ أن نكيّف أمورنا وفق رؤيةٍ مقبولةٍ، مشددا على أن " هذه الموسوعة وغيرها ستكون تحت نظر أهل القرار مادّةً علميّة لكلّ مَنْ يريد أن يحلّل أو يفتّش، أو من يريد أن يقرأ هذا التاريخ في هذه الحقبة، ولا ندّعي التكامل في ذلك لكن هذا ما وصلت إليه أيدينا، فالنقطة الأولى لا بُدّ أن تُدرس هذه الظاهرة وهي ظاهرة الفتوى، وتُستَذكر في كلّ وقتٍ لأنّها فعلاً أحدثتْ ما أحدثَتْ.

 

من جانب اخر قال عضو مركز العميد للبحوث والدراسات علاء الموسوي أن" على الجميع ضرورة توثيق الفتوى المقدسة والمشاركة البحثية فيها والتأكيد عليها لضمان عدم تزييف وتشويه الحقائق, وان المهرجان يشكل خطوة مهمة لإعلان الحقائق"، لافتا الى ان "الكثير من القنوات الاعلامية تحاول تشويه صورة الفتوى التي انقذت العراق ومقدساته من الإرهاب".

واشار الى أن" أهمية الفتوى تكمن في الاستجابة السريعة واستمراريتها طيلة هذه الفترة، ولذا ظهرت حملات لتشويه صورتها وصورة الحشد الشعبي في أعين العالم أجمع".

فيما تحدث الباحث الدكتور مقدام عبد  الحسن الفياض عن المؤتمر فقال أن " مؤتمر موسوعة فتوى الدفاع الكفائي المقدس يقوم بعرض موجز لجهود الباحثين والكتاب والعلماء الذين وثقوا واثبتوا تضحيات المضحين وجهاد المجاهدين والدماء الزاكية التي سالت على ارض العراق المقدسة، وهذا المؤتمر يلقي الضوء على الموسوعة والتي كتبت وهي 62 مجلدا لحفظ حقوق القادة والمجاهدين والمقاتلين خلال السنوات الطويلة والعصيبة ، فضلا عن حفظ واستذكار فتوى الدفاع المقدس التي اصدرها مرجعنا السيد علي السيستاني(دام ظلة الوارف).

واوضح أن " البحث في المجلد الثالث من الموسوعة الذي يتحدث بعنوان المرجعية الدينية العليا يقدم ابرز المواقف الوطنية عام 1914 لغاية 2014 ويختصر جهاد المرجعية ومواقفها الشجاعة خلال مائة عام".

وذكر عضو اللجنة التحضيرية المؤتمر عقيل الياسري أن " العتبة العباسة تقيم هذا المؤتمر استذكارا لمناسبة فتوى الدفاع الكفائي المقدس والدماء التي سالت على ارض الوطن والتي بفضلها تنعم الحياة واستمرار الحياة" مشيرا الى أن" التوثيق الاعلامي جنبة مهمة جدا اشار اليها المتولي الشرعي العتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي من خلال خطب الجمعة المباركة حينما قال نحن في العراق شعب لا يوثق انجازاته فكانت هذه الشرارة الاولى لانطلاق هذا المشروع بجمع وتحقيق وتوثيق كل ما جرى ابتداء من انطلاق الفتوى الى اخر يوم في التحرير وهي مستمرة كما بين سماحة السيد.

وأكد أن" اي شخصية لديها معلومات لم تذكر او منقوصة فيمكن اعادة الطبع وادراج ما لم يتم في هذه الموسوعة, سواء في الجانب الاعلامي أو تسليط الضوء على الفتوى والتداعيات التي حصلت اثر ذلك الهجوم واسبابه ومنشؤة والجهات التي غزت ومن ساندها والامور التي ستحصل" منوها الى أن" من يأتي بعدنا سوف يعرف هذه الجهات والنموذج الذي حل بارض العراق ومدى بشاعته وخسته ولكي لا تكون الامور مبهمة للأجيال القادمة.

وأعاد التذكير بأن " الدعوة كانت ولا تزال لجميع وسائل الاعلام لتقديم ما لديها من وثائق وافلام لتكون ضمن الموسوعة والوسائل الاعلامية استجابت كثير منها واعتذرت البعض الآخر, وإن كل من شارك معنا يعتبر شريكا بالتوثيق الاعلامي ولا ننسى له الفضل".