العتبة الحسينية والمنتج الوطني

تحقيق عماد بعو- تحرير يحيى الفتلاوي

أخذت قضية المنتج الوطني حيزا كبيرا من اهتمامات مختلف قطاعات الشعب ، وتناولتها حواراته الفردية والجماعية بأشكالها الاعلامية والمجتمعية على نطاق واسع، وكانت جل الآراء تدعو الى ضرورة دعم المنتج الوطني والسعي الى انعاش مفاصله المختلفة ليساعد في انقاذ البلاد من سطوة وهيمنة المنتج المستورد.

وفي هذا الصدد سعت عدد من الجهات الرسمية وغير الرسمية الى السير في هذا الاتجاه كل بحسب طاقته وامكانيته، ومن تلك الجهات التي سارت في الطريق هي العتبة الحسينية المقدسة عبر مجموعة من المصادر الانتاجية التي راعت في أغلبها حاجات المواطن الأساسية.

المدينة الصناعية

وبغية اطلاع الجمهور على بعض أهم المفاصل الاقتصادية التي شرعت بها العتبة الحسينية المقدسة قامت الروضة الحسينية بإجراء جولة لها في تلك المشاريع، وكانت باكورة الجولة عند مشروع المدينة الصناعية في محافظة كربلاء وما حققه من نسب الى الآن، حيث قال مسؤول التنفيذ المباشر في قسم المشاريع الهندسية والفنية المهندس فرقان الاسدي، إن "الكوادر الهندسية والفنية في العتبة الحسينية متواصلة بعملها  في مشروع المدينة الصناعية في محافظة كربلاء"، مبينا انه "تم تحقيق نسب انجاز متقدمة".

وأوضح أن" المشروع يتضمن انشاء (5) معامل خاصة بصناعة (البلوك) الذي يدخل بالبناء، ومعمل (الكاشي)، ومعمل (B.R.C) الخاص بصناعة الاسيجة المعدنية، بالإضافة إلى صناعة مشبك الخرسانات الاسمنتية، ومعمل تجميع وصناعة الثلاجات، ومعمل صناعة الاثاث، والابواب الخشبية".

وأضاف أن "المشروع ينفذ وفق المواصفات الرصينة ومجهز بأحدث التقنيات والخدمات التي ستجعله من المشاريع النوعية في العراق, وان العتبة الحسينية تسعى إلى جعل هذه المدينة خلال السنوات القادمة مدينة نموذجية وفريدة.

معمل البلوك

وحطت المجلة بعد ذلك عند معمل البلوك ليحدثنا مدير المعمل المهندس منتظر محمد حسين قائلا: " إن كوادر العتبة الحسينية المقدسة قامت بإنشاء مدينة  صناعية، داخل محافظة كربلاء المقدسة، وهذه المدينة تضم مجموعة من المعامل الحديثة، ومن مناشىء عالمية رصينة، وكانت أولى الخطوات في هذة المدينة، هو افتتاح معمل إنتاج البلوك، والمقرنص، والكربستون"، لافتا الى أن "المعمل يهدف الى تنشيط دور القطاع الخاص من خلال استثمار مصادر المواد الاولية، حيث أن جميع تلك المواد الداخلة في انتاج هذا المصنع هي عراقية بامتياز".

وأشار الى أن "المعمل سيقوم برفد المشروعات العراقية (كالمشروعات الحكومية، أو العائدة للعتبات المقدسة، أو القطاع الخاص) بمنتجات عراقية، خصوصا أن المواد الداخلة بالتصنيع خاضعة للسيطرة النوعية، وأسعار بيع منتجات المعمل تنافسية حتى لا تؤثر على كاهل المواطن العراقي"، مشيرا الى " افتتاح ثلاث مراكز للبيع المباشر في كربلاء، أحدها جنوب المدينة، وآخر في الشمال، بالإضافة الى مركز داخل المدينة" مؤكدا أن" هذا المشروع وغيره، من مشروعات العتبة الحسينية المقدسة، تهدف الى أن تكون عضدا للمؤسسات الحكومية، بالإضافة الى أنها تطبق شعار (صنع في العراق) على أرض الواقع".

وأوضح أن" المعمل ينتج البلوك وفق المواصفات القياسية المعتمدة، ويحتوي على خطين للإنتاج، وبإجمالي طاقة انتاجية تصل الى (30000) قطعة في اليوم, والمشروع يعمل بشكل اوتوماتيكي عن طريق روبوتات، والسيطرة على الاوزان تكون بدقة عالية ، مع استخدام المياه الصافية والخالية من الاملاح لضمان جودة الانتاج" مضيفا أن"المعمل ينتج ثلاثة اصناف من البلوك (خفيف الوزن، ومتوسط، واعتيادي)، اما خط انتاج المقرنص فهو بطاقة انتاجية تصل الى (2500 متر مربع) في اليوم، وهو على ثلاث درجات تحميل (عالية، ويستخدم في رصف ساحات الموانئ وغيرها, ومتوسطة, وخفيفة".

صناعة أجهزة التبريد

من جانبه ذكر رئيس قسم المشاريع الهندسية المهندس، حسين رضا مهدي، إن "ادارة العتبة الحسينية المقدسة كانت لها تطلعات كبيرة من الناحية الصناعية، الى جانب الخدمية الاخرى التي تقدمها العتبة ، فعملت على أنشاء مجموعة من المعامل، كان لها أثر واضح في مدينة كربلاء وعدد من المحافظات العراقية، فكان هناك مصنع لأجهزة التبريد عد من المشاريع السباقة عراقيا وحمل شعار (صنع في العراق".

وأشار أن " المعمل ضمن مدينة صناعية تضم عددا من المعامل التي يوجد طلب كبير على المواد التي ستنتجها، وهذه المعامل ستعطي العتبة ميزتين، أحدها أنها ستمتص جزءا من البطالة التي يعاني منها المجتمع العراقي وتوفير فرص عمل لعدد كبير من شريحة الشباب، أما الثانية فهي اعلاء أسم المنتج العراقي الرصين (صنع في العراق) ليكون شعارا وتطبيقا فعليا.

المدينة الزراعية

وفي الجانب الزراعي أعلن قسم التنمية الزراعية التابع للعتبة الحسينية المقدسة عن المباشرة بالمرحلة الاولى من تسويق الخضروات الى الاسواق المحلية في محافظة كربلاء.

وأشار رئيس القسم المهندس قحطان عوز الى " المباشرة بالمرحلة الاولى من تسويق الخضروات المنتجة في مدينة الإمام الحسين (عليه السلام) الزراعية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة الى الاسواق المحلية في مدينة كربلاء المقدسة" مبينا أن "الايام القادمة ستشهد تسويق انواع اخرى من المحاصيل الزراعية"، مؤكدا ان "العتبة الحسينية المقدسة تسعى من خلال ذلك الى دعم الاقتصاد العراقي وتقويض الاستيراد والمساهمة بتحقيق الاكتفاء الذاتي للبلد".

وأكد أن "منتصف الشهر المقبل سيشهد انطلاق المرحلة الثانية والتي ستشمل تسويق جميع انواع الخضروات وتستمر الى منتصف شهر ايار /مايو من العام المقبل ".

واوضح عوز " إن مزرعة الإمام الحسين (عليه السلام) تستعد لطرح انتاجها من محاصيل الطماطم والخيار والباذنجان والبامية في مواسمها لدعم السوق المحلي بالخضروات, وأن عدد البيوت الزجاجية في المزرعة تبلغ (210) بيت، بالإضافة الى بيتين ذات الفضاء المتعدد الاستخدام بمساحة دونم لكل منهما".

 وأضاف أن "المحاصيل الزراعية التي تنتجها العتبة الحسينية المقدسة هي محاصيل ذات جودة عالية حيث يتم اعتماد السماد العضوي وليس الكيمياوي في زراعتها".

وبيّن أن " المزارع تشهد زراعة  محصول الحنطة في مدينة سيد الشهداء (عليه السلام) الزراعية الواقعة على طريق عين التمر، ومدينة الإمام الحسين (عليه السلام) الزراعية الواقعة على طريق (كربلاء المقدسة - النجف الأشرف)" مضيفا أن "لدينا مساحات كبيرة وسوف نزرعها خلال المواسم المقبلة في مدينة سيد الشهداء (عليه السلام) الزراعية، الى جانب تهيئة (300) دونم في مدينة الإمام الحسين (عليه السلام)، كما تم تخصيص مساحة اضافية لزراعة الشعير لتغذية الاغنام بالعلف الاخضر".

وأضاف أن "جميع انواع البذور المستخدمة في الزراعة هي من الاصناف العالية الجودة والمرغوبة في الاسواق"مشيرا الى " تخصيص مساحات كبيرة  لزراعة المحاصيل العلفية للأبقار والاغنام, ومن مشاريع الانتاج الحيواني الحالية والمستقبلية في مدينة الامام الحسين (ع) مشروع تربية عجول اللحم, ومشروع تربية الأغنام, ومشروع تربية دجاج اللحم, ومشروع تربية الدجاج البياض, ومشروع تربية وإنتاج أبقار الحليب" .

والجدير بالذكر أن مدينة سيد الشهداء (عليه السلام) الزراعية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، زرعت خلال الموسم الأول (1200) دونم من الحنطة، فيما قامت في الموسم الماضي بزيادة المساحة الى (5000) دونم، فضلا عن اضافة (22) مرشة محورية للسقي ليصبح المجموع (36) مرشة، تغطي المرشة الواحدة ما بين (80) إلى (120) دونم، كما تم حفر (22) بئراً جديدا، الى جانب استخدام أحدث المكائن الزراعية.

مزرعة فدك للنخيل

كشفت ادارة مزرعة فدك للنخيل التابعة العتبة الحسينية المقدسة، عن حجم الإنتاج الذي تم تسويقه الى محافظات كربلاء المقدسة والنجف الأشرف وبابل وبغداد.

وقال مدير المزرعة فائز أبو المعالي أن "عدد الفسائل التي تم زراعتها خلال هذه المرحلة بلغت أكثر من (7000) فسيلة فيما كان العدد بالمرحلة الأولى والتي زرعت في عام 2016 أكثر من (14000) فسيلة, وان الاصناف التي تم زراعتها عراقية وعربية جيدة ونادرة ولها سوق محلي وعالمي, وبلغ انتاج المزرعة خلال عام 2020 (20 الى 25) طنا من أصناف البرحي والمجهول والمكتوم، وغيرها، وتم تسويقها في محافظات كربلاء المقدسة والنجف الاشرف وبابل وبغداد، الا ان الطلب الأكثر عليها في كربلاء".

بحيرات الاسماك

وفي جانب قريب من الجانب الزراعي قال عوز الشمري، إن القسم باشر بتسويق الاسماك الى اسواق الجملة في كربلاء، لافتا الى وجود اقبال واسع من قبل المواطنين على اسماك بحيرات العتبة الحسينية المقدسة.

وأوضح أن المشروع يعد المشاريع المهمة والاستراتيجية التي تساهم بدعم الاقتصاد الوطني وسد حاجة السوق والحفاظ على القيمة الشرائية للأسماك العراقية والسيطرة على الاسعار والحد من الاستيراد الذي يرهق الاقتصاد العراقي، مؤكدا ان عمليات التسويق مستمرة الى علوة الاسماك في كربلاء والقسم يستعد الان لتهيئة الاراضي الزراعية للموسم الجديد.

الخباطة المركزية

على بعد بضع كيلومترات عن مركز مدينة كربلاء المقدسة ترتفع بناية متعددة الطوابق على الطريق الرابط بين محافظتي (كربلاء المقدسة- بابل)، وتحديدا في منطقة (الابراهيمية)، خصصت لتكون أحدى أكبر المطاحن في العراق.

وقال نائب الأمين العام للعتبة الحسينية، والمدير المفوض لشركة خيرات السبطين الأستاذ (حسن رشيد جواد العبايجي)، إن "مشروع (مطحنة نور السبطين) يعد من المشاريع الاستراتيجية التي ستؤمن المادة الغذائية الأساسية وهي مادة (الطحين) للعائلة العراقية".

وأضاف أن "المشروع يعد من المشاريع الأساسية لرفد السوق العراقية ودعم الاقتصاد الوطني وتشغيل عدد كبير من الأيدي العاملة, وهو حلقة مهمة جدا في التكامل الاقتصادي من خلال الاعتماد على المواد الأولية وهي الحنطة التي تنتج من خلال المزارع الموجودة داخل البلاد".

من جانبه قال رئيس قسم الاستثمار في الشركة المهندس باسم محمد، إن "المشروع مشيد على ارض تبلغ مساحتها (5) دونم ونصف، وان بناية المطحنة الرئيسية مكونه من (6) طوابق بواقع (1500م2) لكل طابق، بالإضافة الى البنايات الخاصة بالكهرباء والإدارة والمخازن, وإن الطاقة الإنتاجية للمطحنة ستبلغ (500) طن في اليوم"، مبينا أن "المشروع يضم مرفقا مهما وهو السايلوات الخاصة بتخزين الحبوب، وبطاقة استيعابية تبلغ (20) ألف طن". 

معمل الوارث لصناعة اجهزة التبريد

فيما قال مسؤول شعبة التبريد في العتبة الحسينية المقدسة المهندس صفاء علي حسين "ان فكرة المشروع تولدت بعد ان اغرق السوق العراقي بأجهزة مستوردة اغلبها من النوع الرديء مع ارتقاع الاسعار وعدم وجود منتج محلي مختص بتصنيع او تجميع هذه الاجهزة".

واضاف ان المشروع حصل في عام 2017 على جميع الموافقات الرسمية الحكومية وتأسست شركة نسيم الوارث للتجارة والصناعات والاستثمارات الهندسية التابعة للعتبة الحسينية, وان معمل الوارث لأجهزة التبريد يعد الاول من نوعه في العراق لعدم وجود مشروع اخر مماثل له حتى الوقت الحاضر".

واكد ان المشروع لا يهدف الى تحقيق الارباح وانما الغرض منه تقديم خدمة مجتمعية بالدرجة الاولى وتشغيل الايدي العاملة والكوادر الهندسية التي تحمل مهارات متنوعة واستثمار الطاقات وتوجيهها بالشكل الصحيح وايضا الحفاظ على العملة الصعبة واحياء الصناعة العراقية, ويقع مشروع معمل نسيم الوارث لأجهزة التبريد على طريق كربلاء - النجف وبمساحة كبيرة ومجهز بكافة المعدات الخاصة بالإنتاج ويعمل بأيدي عراقية من مهندسين وكوادر متخصصة بهذا المجال.

دار الوارث للطباعة والنشر

حيث قال مدير مطبعة دار الوارث منتظر صالح" الامانة العامة للعتبـة الحسينية المقدسـة ارتأت أن تنشئ داراً متخصـصة بشـؤون الطباعة و النشـر لتتبنى نشـر تراث و ثقافة و علوم اهل البيت عليهم السلام و الدفـاع عن نهجهم القويم و ايضاح صراطهم المسـتقيم و حمـل راية الحق في نصرة ثورة الامام الحسين عليه السلام و بيان مظلوميته ,اضافة الى المساهمة في تلبية متطلبات السـوق الاسـلامي و المحلي من المطبـوعات و الاصدارات المختلفـة و في كافـة المجـالات, فقـد تم تأسـيس مشروع دار الوارث للطباعة و النشر ليكـون مشــروعاً رافداً و نبراســاً رائــداً فـي دنيا الطباعـة و بأرقى المسـتويات ذات الكفاءة و الجـودة و الاتقان.

وأشار الى قيام الدار بتوفير احتياجات مختلف اقسام العتبة الحسينية وبمختلف النتاجات منها الثقافية والكتب والمجلات وغيرها وبالإضافة الى الجانب الفني  من خلال لوحات الدلالة والقطع التحذيرية والارشادية وباقي التفاصيل المتمثلة بالباجات والدروع, ولدار الوارث العديد من المساهمات والالتزامات والتعاقدات مع الوزارات والمؤسسات الحكومية والدوائر الدولة منها تعاقدنا مع وزارة التربية لطباعة المناهج وهذا ساهم وضاف لنا ايدي عاملة وتشغيل اكثر عدد ممكن, وبعدم ذهاب الاموال الى خارج البلد.