البروفيسور روبرت كليف: الجهل من الاسباب الرئيسية للعداء ضد الاسلام

- يتحتم علينا أن نوضّح الصورة الايجابية عن الاسلام، وكيف للإسلام أن يلعب الدور الايجابي في المجتمع البريطاني.

- الدواعش التكفيريون كانوا خطراً على العالم وليس على العراق فقط، وفتوى السيد السيستاني احدى الاسباب الرئيسية للانتصار على داعش.

- وظيفتنا كباحثين تسليط الاضواء على التنوّع والتراث الاسلامي الغني، لكي لا يُحكم على دين شامل وأمة كاملة بسبب أفعال شاذة وتطرّف فئات قليلة.

روبرت كليف  Professor Robert Gleaveأستاذ الفقه الاسلامي والدراسات الاسلامية بجامعة إكسيتر (University of Exeter) في بريطانيا، وعضو ناشط في مركز الدراسات الاسلامية بالجامعة ذاتها.

على هامش زيارته الى كربلاء، ضمن ضيوف من مختلف الطوائف والاديان حول العالم، أجرينا معه الحوار التالي:

- مركز الدراسات Centre for the Study of Islam (CSI)  ماهو؟ ولماذا تخصصَ د. كليف في الفقه الاسلامي؟

د.كليف: المركز هو تجمّع بعض الاساتذة المتخصصين للتباحث في مواضيع معينة وتبادل الآراء وعقد الندوات، وعادة ما نستمع الى طلبة الدكتوراه ونعقد جلسات علمية، ونعقد مؤتمرات مستمرة وورش عمل، ونستقبل الاساتذة الزائرين حينما يأتون الى الجامعة.

أما أنا فأبحث في جميع المجالات الاسلامية الفقهية، ويشمل هذا الفقه الشيعي، وأتمنى ان أقدم شيئاً لهذه الدراسات خاصة الفقه الشيعي لأنها كمادة اكاديمية لم تدرّس بالشكل الكامل حتى الآن.

- من خلال اطّلاعكم وكتابتكم للبحوث المتخصصة، هل لكم أن تطلعونا على أهم أسباب تفاقم ظاهرة الاسلاموفوبيا؟

د.كليف: فقدان المعلومات والجهل بمبادئ الاسلام، عادة ما تكون سبباً او هي أسباب رئيسية للعداء والمواقف السلبية التي تؤخذ ضد الاسلام، ونحن كباحثون وظيفتنا تسليط الاضواء على التنوّع والتراث الاسلامي الغني، لكي لا يُحكم على دين شامل وأمة كاملة بسبب أفعال شاذة وتطرّف فئات قليلة.

-هناك مَن يرى أن العداء للإسلام ممنهج، فما الذي ترونه؟

د.كليف: دعنا نتحدث عن المجتمع البريطاني، إذ نجد اشخاصاً داخل المجتمع مصرّين على عدائهم للاسلام ويعتقدون ان الاسلام خطر على المجتمع البريطاني، ولكن هؤلاء قليلون جداً، فالأغلبية العظمى في المجتمع البريطاني لا ينسجمون مع هذه الافكار ولا يعتقدون بها.

ولربما البعض داخل المجتمع البريطاني حذرٌ وله نوع من الحساسية، ولكن هذه الحساسية مبنيّة على عدم فهم الاسلام، او الصورة الخاطئة التي وصلت اليهم، فهناك اناس يحاولون ويروجون للكراهية وهناك اناس ضد هذه الكراهية، ومهمتنا كباحثين توضيح صورة الاسلام الحقيقي، لأن المجتمعات الغربية اخذت الصورة الاخرى عن الاسلام من الإعلام المعادي.. يتحتم علينا ان نوضّح الصورة الايجابية عن الاسلام، وكيف للإسلام ان يلعب الدور الايجابي في المجتمع البريطاني.

-خلال رحلتكم البحثيّة عن الاسلام، ماذا عرفتم عن الاسلام الشيعي، وهل وجدتم له تميّزاً معيّناً؟

د.كليف: هناك بعض الاشياء والجوانب في التشيّع تعطيه بعض الخصوصية والتميّز، فهناك ثلاث خصوصيات رئيسية هي:

أولاً- القيادة الإمامة او الامارة، فالتشيّع له خصوصية في هذا الجانب حيث نجد تاريخياً ان الشيعة متمسّكون بإمامة او قيادة الرسول صلى الله عليه وآله وأئمة اهل البيت.

ثانياً- التضحية، عندما تعلم ان الحق معك فأنت تكون مستعداً لتروّج الفكر لهذا العالم.

وثالثاً- هو الامل وانتظار الإمام المهدي، وبصراحة فان العالم اجمع يحتاج الامل بالخير.

-الفتوى التي أصدرها المرجع الاعلى السيد السيستاني للدفاع عن العراق ضد التكفيريين، كيف يقرؤها دكتور كليف؟

د.كليف: الدواعش التكفيريون كانوا خطراً على العالم وليس على العراق فقط، ويبدو ان السيد السيستاني كان له الادراك بهذا، وكانت تلك الفتوى ضرورية لدفع ذلك الخطر عن العراق والعالم، وحتماً أنها كانت احدى الاسباب الرئيسية للانتصار على داعش، ونحن نأمل بمستقبل زاهر للعراق.

- يبدو أن هناك من يحاول باستمرار ان يصنع التفرقة بين الطوائف والمذاهب الاسلامية، وهناك من يزرع بذور التطرف في العالم فما أسباب ذلك؟ وما هي المعالجات لهذه الحالات في رأيكم؟

د.كليف: نحن نعيش في واقع معقّد، ونجد ان هناك اختلافاً في الآراء وأظن ان الدين يستطيع ان يلعب دوراً ايجابياً داخل المجتمعات، فإذا اختلف اثنان في رأي فمن الممكن ان نجتمع ونجمع بين هؤلاء من خلال الدين، وكما أسلفنا فإن السبب الاساسي هو فقد المعلومة والجهل، ولكن اظن ان البعض يفضّل ان يكون في حالة الجهل متعمداً، وهؤلاء هُم مَن يزرع بذرة الكراهية والتطرف والطائفية والعنف ويتعمدون كذلك نشر الجهل.

ومن هنا علينا ان نواجه هذه الموجة المتطرفة بنشر العلم والمعلومات الصحيحة، فحينما تتضح الصورة للمجتمعات الاخرى نستطيع حينها ان ندخل بالتفاصيل، ونفرّق بين المسلم الحقيقي وبين المسلم المزيف الذي هو صنيعة الاعلام والافكار المعادية والمنحرفة، وهذه المسؤولية تقع على عاتق الجميع، وبالخصوص رجال الدين والمثقفين والاكاديميين في المجتمعات الغربية.

- الى أي مدى يمكن أن تساهم المؤتمرات والندوات والمهرجانات في تقريب وجهات النظر بين المذاهب والاديان في العالم؟ وما رؤيتكم لمستقبل الاسلام؟

د.كليف: هذه المؤتمرات تمثّل زرع نبتة تنمو وتكبر، لكنها بحاجة للرعاية والاهتمام ليس لأيام قليلة بل على مدى سنين، وأنا اتصور ان تأثيرات هذا الفعاليات سوف نراها في المستقبل القريب، وأظن ان المستقبل الافضل للإسلام سيكون من خلال فتح قنوات حوار مع غير المسلمين، لتبادل الآراء لكي تتضح الصورة للطرفين، وعندها ستضيق الفرصة كثيراً على مروّجي الكراهية ودعاة الجهل والتفرقة..

حوار: عماد بعو

تحرير: صباح الطالقاني

المصدر: مجلة الروضة الحسينية