مسلمو العالم يحيون ذكرى ولادة شخصية كونيّة

أحيا اتباع أهل البيت (عليهم السلام) اليوم الأحد الأول من شهر رجب 1442المصادف 14 / 2 /2021 ذكرى ولادة حفيد خاتم الانبياء محمد (صلى الله عليه وآله) الإمام محمد الباقر (عليه السلام) المولود في الأوّل من شهر رجب سنة 57هـ.

والإمام الباقر هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وهو الإمام الخامس من الائمة الاثني عشر الذين بشر بهم الرسول الاكرم (ص) وذلك في الحديث الشريف(الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم فهم خلفائي وأوصيائي وأوليائي وحجج الله على أمتي بعدي، المقرّ بهم مؤمن والمنكر لهم كافر).

وقد لقّب الإمام (عليه السلام) بالباقر من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومعنى الباقر ـ كما في المعاجم اللغوية ـ المتبحّر بالعلم، والمستخرج غوامضه وأسراره، والمحيط بفنونه.

وقد عاصر الإمام (عليه السلام) خمسة من حكام بني أمية وهم الوليد بن عبد الملك، سليمان بن عبد الملك، عمر بن عبد العزيز، يزيد بن عبد الملك، هشام بن عبد الملك وقد عانى أشد المعاناة خلال مدة امامته حتى قتل مسموما من قبل حكام الجور.

ويذكر المؤلف علي موسى الكعبي في كتاب (الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام سيرة وتاريخ) "ان الإمام اتّبع في مواقفه من السلطة اُسلوب الحيطة إزاء عنف رجال السلطة وبطشهم ، فانصرف عن هموم السياسة ، ودعا أصحابه إلى مقاطعة السلطة ، ولم يبخل بإسداء النصح لبعضهم حيثما يتعلّق الأمر بمصالح المسلمين ، وإذا كان قد اتّقى على نفسه وأصحابه من رجال السلطة ، فإنّه لم يتردّد من مواجهة بعض الحكام في مواقف فرضوها عليه ، فكم من كلمة حق قالها أمام سلطان جائر ، وانقطع إلى نشر علوم الإسلام ومعارفه ، وواصل مسيره في هداية الناس والدعوة إلى اللّه ، وقضاء حقوق المسلمين والسعي في حاجاتهم ، وتنبيههم على مواضع الخطر ، وسعى إلى بيان مظلومية أهل البيت عليهم ‌السلام ، والتجاوز على حقوقهم".

وفيما يخص الدور العلمي يشير المؤلف الى ان "الإمام الباقر عليه‌ السلام اعتنى بتشييد مدرسة أهل البيت العلمية على الأسس التي وطّدها آباؤه عليهم ‌السلام ، وسعى إلى استقطاب الجماهير حول علوم أهل البيت ، فكان يقصده ويشدّ إليه الرحال جمع غفير من كبار التابعين وأعيان الفقهاء والمحدثين وغيرهم على اختلاف أغراضهم وأهدافهم ومعتقداتهم ومبانيهم الفكرية ، فيتحلّقون حوله للدرس في رواق المسجد النبوي الشريف ، الذي يمارس به التعليم ، أو في مسجد مكة ، أو في مجلس بيته العامر بطلبة العلم ورواته وبالمستفتين الوافدين من مختلف ديار الإسلام سيما في أيام الحج وهكذا كان باقر العلم رائد مدرسة أهل البيت عليهم‌ السلام في الفقه والحديث والتفسير وسائر العلوم الأخرى ، وكانت مدرسته تتميز بالسعة والشمول لكل أبناء الأمة ، وتتميز بالخطاب الإسلامي الموحّد ، فهي مدرسة الإسلام التي استقطبت كل أبنائه دون استثناء".

وعن مكارم أخلاقه عليه السلام يذهب المؤلف الكعبي الى ان "الإمام الباقر عليه‌ السلام حاز قصب السبق على كل من عاصره في العبادة والعلم والحلم والزهد والكرم والشجاعة وغيرها من مظاهر العظمة ، وشهد له فطاحل العلماء في عصره ومن جاء بعدهم بالفضل والعلم والتقى وسموّ المكانة والهيبة في المجتمع آنذاك ، ذلك لأنّ تلك السمات كانت سجية وملكة في نفسه المقدّسة ، فكان يعمل على ترسيخها باقتران القول بالفعل ، والشعار بالسلوك ولعلّ أوثق شهادة في هذا المضمار ، هي ما جاء على لسان أقرب الناس إليه ولده الإمام الصادق عليه‌ السلام حيث قال : «حدّثني أبي ، وكان خير محمدي يومئذٍ على وجه الأرض». وفي لفظ آخر : كان خير محمدي رأيته بعيني"

من أقواله (عليه السلام)

للإمام اقوال وحكم غزيرة وعظيمة ومن هذه الاقوال: " إيَّاكَ وَ الكَسَلَ وَ الضَّجَرَ ، فَإنَّهُمَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرِّ ، مَنْ كَسَلَ لَمْ يُؤَدِّ حَقَّاً ، وَ مَنْ ضَجَرَ لَمْ يَصْبِرْ عَلى حَقٍّ ".

وقَالَ (عليه السَّلام): " إنَّ المُؤْمِنَ أخُ المُؤْمِن لا يَشْتِمَهُ وَ لا يَحْرِمَهُ وَ لا يَسِي‏ءُ بهِ الظَّن ".

وقَالَ (عليه السَّلام): " أفْضَلُ العِبادَةِ عِفَّةُ البَطْنِ وَ الفَرْج ".

وقَالَ (عليه السَّلام): " إنَّ اللهَ يُحِبُّ إفْشَاءَ السَّلامِ ".

فضل الشريفي