رحلة الإنكليزي (لوفتس) الى كربلاء عام 1853م

في السنة المذكورة قام عالم الآثار البريطاني (وليم كينيت لوفتس) بزيارة مدينة كربلاء قادماً من مدينة النجف الأشرف، برفقة أحد المسؤولين الأتراك مع مجموعة من الجنود الأتراك.

يشير الرحالة لوفتس إلى ما شاهده في الطريق الذي سلكه من مدينة النجف الأشرف إلى كربلاء وخاصة عندما وصل إلى ضواحي مدينة كربلاء فقال «إن مدخل مدينة كربلاء أكثر جمالاً من مدخل مدينة النجف الأشرف لوجود الكثير من البساتين وأشجار النخيل حول المدينة، وإن الأبنية الكثيرة الموجودة خارج الأسوار توحي بشيء أكثر من الطمأنينة والأمان بالنسبة لخطر القبائل، وإنه شاهد في ضواحي كربلاء عدد من (الكوَرْ) لصنع الطابوق «الذي يسمى اليوم بالطابوق الفرشي والذي يستعمل لتطبيق السطوح».

بعد وصول موكبه والعساكر المرافقة له استقبل من قبل حاكم كربلاء وموظفي الدولة وعدد من وجهاء المدينة الذين استدعاهم حاكم المدينة العثماني، وبعد استراحة قصيرة قام بالتجوال في انحاء المدينة فوصفها على النحو التالي «إن أسواق كربلاء كانت ممتلئة بأنواع الحبوب، وبالسلع التي كان يحملها الزوار إليها من جميع انحاء العالم، وهي تشتهر بصناعة المصوغات المحزمة، والحفر المتقن على الأصداف المستخرجة من مغاصات البحرين في الخليج".

وخلال تجواله في المدينة شاهد آثار الدمار الكبير الذي لحق بالمدينة جراء الهجوم الغادر الذي تعرضت له كربلاء على أيدي القوات العثمانية التي قادها الوالي العثماني والمتعجرف نجيب باشا فوصف حالها كالتالي:

بقيت عدة أيام في كربلاء وبعدها غادرت إلى بغداد عن طريق المسيب، وفي أثناء مغادرة المدينة كنت أشاهدها قبيل بزوغ الشمس، وسقوط أشعتها في أول الأمر على القبة الذهبية للإمام الحسين وقبة العباس عليهما السلام المكسوة بالقاشاني الأزرق المعتم، التي كانت محاطة بخلالة خفيفة من الضباب، فكان لذلك منظر مؤثر في نفسي.

 

متابعات/ سلام الطائي

__________________

المصدر: كربلاء والرحالة الذين زاروها، سعيد رشيد زميزم، ص73 .

من اصدارات مركز إحياء التراث الثقافي والديني