محلات كربلاء القديمة.. شواهد تراثية تحكي عن اصالة المدينة

تعد مدينة كربلاء من المدن التراثية اضافة الى كونها مدينة دينية مقدسة لاحتوائها على مرقدي الامام الحسين واخيه ابا الفضل العباس عليهما السلام, ويحيط بالمرقدين الشريفين العديد من المحلات التاريخية  القديمة وهي لا زالت تحافظ على رمزيتها وتراثها.

المؤرخ سعيد رشيد زميزم، تحدثَ عن تاريخ هذه المحلات وأسباب تسمياتها قائلاً" من المعروف قديماً ان كل مدينة عراقية او عربية او عالمية لها حدود جغرافية وأسوار تحيط بها, وهذا ينطبق على مدينة كربلاء فهي من المدن القديمة التي كانت تحاط بسور وبالأخص بعد واقعة كربلاء حيث اصبح لها موقع ديني كبير, وتذكر المصادر التاريخية ان المدينة سيّجت بالعهد البويهي أي بعد منتصف القرن الرابع الهجري, وأنشئت محلات عديدة بعدها لسكن اهالي المدينة وهي قديمة جداً إلا ان أقدمها (محلة المخيم) وهو يشمل موقع المخيم الحسيني ومن ثم (محلة باب السلالمة) نسبة الى عشيرة السلاميين ثم (محلة باب الطاق) نسبة الى وجود طاق في مدخل المحلة, كذلك (محلة باب الخان) حيث كان يوجد في بدايتها خان كبير لذلك سميت بهذا الاسم, ومن ثم (محلة العباسية) وهي تنقسم الى قسمين العباسية الشرقية وهي موجودة منذ العهود القديمة والعباسية الغربية التي استحدثها مدحت باشا عند تولّيه الحُكم".

ويتابع المؤرخ حديثه عن هذه المحال بالقول "من المحلات الاخرى هي (محلة باب بغداد) لوقوعها باتجاه بغداد, وتسمى ايضا (باب العلوة) حيث تذكر الرواية ان بدايتها كانت منطقة مرتفعة لذلك سميت بهذا الاسم وفي رواية اخرى تذكر انها مكان لبيع الخضروات, وهناك محلة اخرى هي (محلة باب النجف) لوقوعها باتجاه مدينة النجف الاشرف, وهذه المحلات تحتوي على بيوت وأزقة وعشائر وقد سميت بعض ازقة هذه المحلات بأسماء العشائر او القبائل, ولا زالت  الكثير من هذه المحلات والازقّة محافظة على تراثها والدليل ان المواكب الحسينية لازالت تنتسب اليها وتسمى بمسمياتها كمواكب طرف باب الخان وطرف باب بغداد وطرف العباسية وغيرها من المواكب الحسينية. 

حملات إعمار مستمرة

وللحفاظ على تراث وأصالة هذه المحلات وتوفير الخدمات النوعية لها ارتأت العتبة الحسينية استحداث قسم شؤون خدمات المدينة القديمة ومداخلها.

وبهذا الصدد يذكر رئيس قسم شؤون خدمات المدينة القديمة ومداخلها التابع للعتبة الحسينية نافع الخفاجي ان "الامانة العامة للعتبة الحسينية استحدثت هذا القسم لتوفير المتطلبات الخدمية والامنية لأهالي محلات مدينة كربلاء القديمة والمحيطة بالمرقدين الشريفين, حيث يضم القسم شعب عديدة ومنها شعبة الصيانة والكهرباء ورفع التجاوزات وشعبة المواكب الحسينية  ومتابعة الخدمات والجهد الخدمي فضلا عن احتواء هذه الشعب على عدة وحدات فرعية لضمان انسيابية العمل وتقسيمه بالشكل الصحيح ".

ويضيف" ان العمل مستمر لإعمار واعادة وتأهيل الازقة القديمة القريبة من حرم الامام الحسين عليه السلام وذلك بالتعاون مع أهالي هذه المناطق حيث تم اعادة تأهيل العديد من الاسواق التابعة الى محلات المدينة القديمة منها سوق الصفارين وسوق العرب وسوق الحسين العصري وسوق الخفافين وبعض مناطق باب الطاق والعمل مستمر لتطوير المدينة وتقديم الخدمات للزائرين ".

محلّات وشواهد تراثيّة

وورد في كتاب (كربلاء الحضارة والتأريخ) ان مدينة كربلاء توسعت عمرانيا في عهد الوالي العثماني مدحت باشا، وذلك عند زيارته للمدينة سنة 1285هـ (1868م) حيث أمر بهدم قسم من سور المدينة من الجهة الجنوبية الغربية وتوسيع المدينة بإضافة قسم آخر إليها سمي بمحلة العباسية التي قسمت بدورها إلى قسمين يعرفان بالعباسية الشرقية والعباسية الغربية، ويفصل بينهما شارع العباس، فأصبحت لمدينة كربلاء ثمانية أطراف (محلات) ستة أطراف منها سميت بأسماء أبواب سور المدينة وهي:

1-محلة باب الخان: وتقع إلى الجانب الشرقي من المدينة.

2-محلة باب الطاق: وتقع إلى الجانب الغربي من المدينة جنوب محلة باب السلالمة.

3-محلة باب بغداد: وتقع إلى شمال المدينة باتجاه الذاهب إلى بغداد.

4- محلة باب النجف: وتقع وسط المدينة بين الروضتين الحسينية والعباسية وكانت تعرف بباب المشهد.

5-محلة باب السلالمة: وتقع إلى شمال المدينة، غرب محلة باب بغداد.

6-محلة المخيم: وتقع في الجانب الغربي من المدينة وجنوب محلة باب الطاق.

7-محلة العباسية الشرقية: وتقع إلى الجنوب الشرقي من المدينة وإلى الشرق من شارع العباس عليه السلام.

8-محلة العباسية الغربية: وتقع إلى الجنوب الغربي من المدينة وإلى غرب شارع العباس عليه السلام.

تقرير: سلام الطائي

تحرير: فضل الشريفي