باحث لبناني: علينا التصدي للظلاميين بالاطار الفكري والعقائدي ولولا فتوى السيستاني لدُمرت الحضارة العراقية

أكد الباحث في التراث والآثار ومدير كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية، أنه للإبقاء على اصالة حضارتنا وموروثنا الثقافي يجب التصدي فكريا وعقائديا للأفكار التكفيرية التي ارادت تحويل المجتمعات العربية الى مجتمعات طائفية، فيما بين أنه لولا فتوى السيد السيستاني لدمرت كل الآثار العراقية.

وقال المتخصص في التراث الدكتور نصيف نعمة في حديث لمركز الاعلام الدولي، "علينا تسليط الضوء على الفتن الداخلية والطائفية ومحاربتها والوقوف ضد الافكار التكفيرية التي ارادت تحويل المجتمع العراقي والمجتمع السوري وبقية المجتمعات العربية الى مجتمع طائفي باسم التكفيرين الذين ارادوا الغاء حضارتنا وثقافتنا وتهميش ثقافة أهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام, لذا نتصدى بالاطار الفكري والعقائدي لهذه التمذهبات".

وأوضح نعمة "ما يليق بنا اليوم كأمة هو أن نستبدل الحماس بالإحساس بالمسؤولية والسعي للحفاظ على مقدساتنا ومقاماتنا ومراكزنا التراثية وهي أمانة في أعناقنا كموروثات وممتلكات ذات قيمة دينية وتاريخية، يجب الحفاظ عليها وحمايتها وصيانتها وهذا ما أكدته المواثيق الدولية لحماية الآثار و الاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية التراث العالمي".

 وأشار الباحث إلى، أن "دورة الحياة تقتضي أن يقوم كل جيل بتعمير الأرض، يقول الامام الصادق عليه السلام: "الارض لله ولمن عمرها" هذا الاعمار هو استحضار للماضي بمكوناته الدينية والثقافية والمعرفية الثرية في قيمتها التاريخية المرتبطة بالوحي والتنزيل واستشرافها للمستقبل وعالم الغيب والتأويل مروراً بالحاضر السائر باكتشاف العلوم وتجاربها بشرها أو خيرها".

وبشأن مسؤولية المنظمات الدولية المختصة بحماية الآثار اتجاه  الآثار العراقية، قال المختص في التراث والآثار، إن "هناك تقصير واضح من قبل الدولة ولو لم يكن هناك فتوى من السيد السيستاني لدمرت كل هذه الآثار وكل هذه المراكز التراثية"، مشددا أنه "يجب حماية هذه الآثار دولياً, فكما ترسل منظمة الأمم المتحدة عناصر وجنود لحماية بعض المناطق المتنازع عليها يجب ان تعمل على ايجاد حماية دولية للمراكز الأثرية الموجودة في لبنان وسوريا وفلسطين والعراق والمناطق التي دمرتها داعش".

وتابع قوله "للأسف الشديد لم تكن الدول مهتمة بشكل مباشر لحضارات عمرها آلاف السنين ولم تعتبرها جزءا ومصدرا رئيسيا لثروتها".

وأكد نعمة، أننا "نجد انفسنا اليوم ملزمين بالدفاع عن وحدتنا ليس فقط كمسلمين، بل كمسلمين ومسيحيين وشرقيين نعتز بتراثنا وتاريخنا وقيمنا وبلادنا واثارنا وحضارتنا، ونسعى لحفظ عالمنا من عودة انبعاث هؤلاء التكفيريين من جديد، بهدف نهب خيرات بلادنا وتمزيقنا من داخلنا".

وعن كيفية إعادة تعمير الآثار المدمرة يرى الباحث والمتخصص بالآثار والتراث الدكتور نصيف نعمة "يمكن تعميرها عبر الاستعانة بخبراء دوليين وصيانة المتبقي وان نحفظها وان نجمع حتى الفتات الذي تم تدميره واثبات عكس ما يدعيه داعش بأنها أصنام, فهي تمثل هوية الأوطان وحضارة وتاريخ الشعوب".

وزاد في ختام قوله "يمكن تعزيز الزيارات الميدانية للمناطق التي تعرضت للتدمير وتوثيق هذه الجرائم بحق الثقافة والحضارة، وعلى المنظمات الدولية ان تولي اهتماما ملحوظا لإعادة تعمير ما تم تدميره وإرجاع ما تم تهريبه من الآثار".

حوار: سلام الطائي

تحرير: عامر الشيباني