العتبة العسكرية تستذكر فاجعة تفجير قبّة ضريح الإمامين

احتضن الصحن المطهر فعاليات مهرجان (فاجعة سامراء) السنوي الذي تقيمه الامانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة بمناسبة ذكرى تفجير قبة مرقد الامامين العسكريين (عليهما السلام).

 وحضر المهرجان عدد من اعلام حوزة النجف الاشرف ومعتمدي المرجعية العليا وشعراء ومنشدين وجمع غفير من الزائرين الكرام.

خلال افتتاحية المهرجان امين عام الامانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة الشيخ ستار المرشدي كلمة له وجهها للحاضرين، والتي قدم فيها التعازي لمقام ولى الله الاعظم الحجة بن الحسن عليه السلام والمرجعية الدينية العليا وسائر المؤمنين بهذه الفاجعة الاليمة وما تركته من اثار مؤلمة في قلوب شيعة أهل البيت عليهم السلام.

 وقال المرشدي، أن "استذكار هذا الحدث الجلل لتوالي المحن والابتلاءات على ال النبي الاعظم صلوات الله وسلامه عليهم أحياء وامواتا لكننا نقف وقفة معتبر يأخذ الدروس من صلب المحن والمصائب"،  مبينا أن "هناك فرق بين الايادي الاثمة التي طالت المقدسات والايادي المباركة التي وأدت الفتنة وكلما اوغل اهل الانحراف بضلالهم وغيهم وهم يلتحفون جبة لطخوها بدماء المسلمين وقف امامهم من يحمل مشعل نور الاسلام الحق ويرفع شعار السلم والامن والمحبة وهذا عراق اليوم عراق العز والمقدسات بات منتصرا عزيزا شامخا بعد ان اريد له الذل والاقتتال والتهجير لكن بحكمة أمناء الدين ومراجعه وسواعد الابطال من ابنائه وقفنا في وجه الفتنة لنصنع من تنوع ابنائه بأديانهم ومذاهبهم وطوائفهم شعبا واحدا موحدا يرفض الظلم و الظالمين وينتصر للحق والمظلومين وان من اكبر شواهد الحق والحقيقة أننا نقف اليوم امام قبة الذهب التي عادت اجمل واعظم وابهى من ذي قبل ونحن بين جموع الزائرين من ربوع هذا البلد العظيم".

وأضاف أننا "نقف عاجزين عن وصف الحادثة وعظمها وعظم ما تلاها من أثار الدمار البادية للعيان الى هذا اليوم وبعد مرور خمسة عشر سنة فالكلمات لا تختزل عظم الاعتداء على مقام الامام الهادي (عليه السلام) وخاصة داره وما اريد لها من فتنة اعظم اريد منها اراقة دماء ابناء البلد الواحد والدين الواحد وايجاد شرخ وجرح لا يندمل وراهنت على ارتداد اثاره وفظاعته جهات عده وقد اجتهدت المرجعية العليا في النجف الاشرف لاحتواء هذه الفتنة وعواقبها الوخيمة فنجحت بمقدار كبير لكن العدو الارهابي البغيض اخذ يتشكل ويتلون ويوغل الولوج بدمائنا طيلة سبعة عشر سنة وباض وفقس مجتهدا ليخرج لنا غولا مسخا ارهب العالم لكنه ارتطم بصخرة شجت رأسه بل مرغته بتراب الذل قبل تراب القبر فانتصرنا لكن فقدنا فيها خيرة الرجال ونحن نردد ما ردده اصحاب ابي عبدالله سيد الشهداء الحسين بن علي "عليهما السلام" (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلو تبديلا)".

"أوكد على المناشدة في العام الماضي"، يشير المرشدي، "والذي أشرنا فيها الا ان الجهد الحكومي في دعم اعادة اعمار العتبة العسكرية المقدسة متواضعا جدا ويحتاج الى اعادة نظر شامل ويمكن لأصحاب الشأن في الحكومة المركزية أن يجروا احصاء للأموال التي صرفت للإعمار والتي لا ترقى لبناء مشروع واحد متوسط  وليس لمشروع كبير طاله الارهاب باعتداءين اثمين".

وتابع بقوله، إن "الجهات المعنية بالالتفات الى اعادة الحياة الطبيعية للعتبة المقدسة ولمدينة سامراء وان تتضاعف الضرورة اليوم للدعم والنهوض لإعادة الحياة الطبيعية الى هذه العتبة المقدسة خصوصا ومدينة سامراء المهملة طلية السنين عموما وتفويت الفرصة على من يريد ان يجعل منها شرارة فتنة يمكن ان تصادر كل الجهود والانتصارات فلا بد لنا ان نجعل من سامراء مركز للمحبة والتآخي والامان كما قالها الامام الحسن العسكري "عليه السلام" (قبري في سرَّ من رأى أمان لأهل الجانبين)".

ومن جانب اخر كلمة جاءت كلمة استاذ الحوزة العلمية حجة الاسلام والمسلمين السيد محمد صادق الخرسان، التي قدم من خلالها تعازيه بهذه الذكرى المحزنة المفجعة التي ادمت قلوب المحبين والاتباع ومبينا لبعض من حكم الامام الهادي (عليه السلام) التي اهداها للامة من اجل ان تنير لها الطريق , الى انه ما يسلي الخواطر انه المنارات الشامخة التي يستدل بها على احكام الله وشريعة "محمد" (صلى الله عليه واله وسلم) فما زلتم كما كنتم  وتبقون تلك الاضمامة المباركة العبقة التي تأبى الا ان ترفد الامة بما يسعدها في حاضرها ومستقبلها.

وأكد الخرسان على "اهمية التعايش السلمي واهمية التكافل وضرورة السعي الى ما يلملم شتات الناس والاهتمام بتوعية المجتمع وما هذه المأتم التي تعقد استذكارا لنهضة سيد الشهداء سلام الله عليه الا مفردة من مفردات توعية الامة واستذكار الانسانية لدى الانسان عبر استذكار ماضي مشرف ، وان  دور جميع الافراد في المجتمع مهما كانت صفاتهم انما هو دور البناء ومن يأتي من بعده يعلي هذا البناء والمهم هو ما نقدمه من عطاء امام هذه العظمة".

 وأوضح أنه "قبل 15 سنة في البيانات المتكررة فيما يخص هذه  الفاجعة الاليمة كان هناك تأكيد على ضرورة ان تأخذ الجهات ذات العلاقة  وكل من له مسؤولية بمقدار مسؤوليته ان يقدم ما يمكنه وان لا يتخلى عن اداء ذلك رغم وجود المعرقلات الكثيرة ولكن على الانسان ان يثابر وعليه ان يواصل وان يجعل له القدوة الصالحة ألا وهم محمد وال محمد (صلى الله عليه وعليهم اجمعين)".

وفي الختام تم توجيه دعوة للحضور بافتتاح معرض العتبة العسكرية المقدسة الذي اقامه مركز تراث سامراء بمشاركة قسم الاعلام والذي ضم اصدارات المركز ومعروضات للمقتنيات والنفائس التي تعرضت للتفجير الآثم والصور الفتوغرافية لمراحل الاعمار للقبة الشريفة.

متابعة: عماد بعو

تحرير: عامر الشيباني